اما قاتل أو مقتول, بين السادية والنرجسية

 

بقلم :نبيهة حنا

ان لم ينتخب الشعب السوري  السيد بشار حافظ الأسد بنسبة ١٠٠ ٪ أو على الأقل ٩٩,٩٩٪  ,فسيكون للمخابلرات  واجب  تفخيخ النتائج  بحيث  يستطيع وزير الداخلية عند اعلانه عن نتائج الانتخابات تهنئة الرئيس المؤبد لنيله  أكثر من ٩٩٪ من الأصوات , وضرورة صياغة النتائج بهذا الشكل  تعود الى  قاعدة الكذب المعروفة  والتي تقول كلما كبرت الكذبة   صدقها اولا الكاذب  وصدقها ثانيا المكذوب عليه , وعلى هذا المنوال سارت الأمورفي سوريا  نصف قرن من الزمن  , ويريد الأسد لها أم تسيرهكذا   أولا لمدة سبعة سنوات  وثانيا الى الأبد.

لقد كان هتلر  من أحدث  ممارسي استرتيجية الكذبة الكبرى ,  الكذب كان  عند النازية  أمرا خياليا  في حجمه  ,مصدره خيال النازية الخصب  وعوامل عدة ساعدت  في صياغة استراتيجية الكذب  منها   الانفصام شبه الجماعي عن الواقع  ,اضافة الى  الغرور السلطوي  والميل  لاحتقار الغير  واستخفافه  ثم  وجود بهائمية  حيوانية  لاتعرف الأخلاق , هكذا كان أمر النازية  , ومن يفكر في الأسدية  لايجد فروقا  أساسية بينها وبين النازية  من حيث  الاستراتيجية ومن حيث التكتيك .

الترداد والتكرار  الدوغماتيكي  هو من أهم  معالم ممارسة  الكذبة الكبرى  , وقد ردد هتلر  بدون انقطاع قصة  التفوق العرقي الألماني , والأمر نفسه نجده عند  مدعي الممانعة والمقاومة, ولم يكلف هتلر نفسه عناء  البرهنة  على تفوق العرق  الآري , كما أن الأسد لم يكلف نفسه  عناء   تحليل ظاهرة   الممانعة والمقاومة ,وأصلا لايعرف هتلر  سببا لهذا التفوق  ,كما أن الأسد لايعرف  أصلا مضامين المقاومة الحقيقية , اذ ان الممانعة والمقاومة  مرتبطة ارتباطا وثيقا ومنطقيا  بالمقدرة على الممانعة والمقاومة  عسكريا واقتصاديا وعلميا  وسياسيا….الخ  , ,لفظية   المقاومة والممانعة  ازدادت  طردا مع  تناقص المقدرةالعسكرية  والاقتصادية  والسياسية والعلمية  في سوريا  , واذا كان من الممكن سابقا  الرد الخجول على استفزازات اسرائيل , فانه لم يعد بالامكان لاحقا   حتى ممارسة  الرد الخجول  على هذه الاستفزازات … الرد كان لفظي .. سيرد الأسد في  الزمان والمكان  المناسب  ,ولا أحد يعرف  أين هو المكان   ؟ وأين هو الزمان  ؟ وبلغة الشاعر أحمد مطر  فالأسد مقاوم وممانع بالثرثرة  لا أكثر ولا أقل !.

من  أهم ممارسات الكذبة الكبرى  ترويج نظرية   المؤامرة ,  ترويج لايعرف  الا هذيان التحدي   ويفتقر الى الحيادية الموضوعية في التداول السياسي ,  هاهو الأسد  ينتصر في حرب كونية  على  تآمر  أكثر من ١٣٦ دولة  منهم  معظم الدول العظمى , وفي الوقت ذاته  لايرد على استفزازت اسرائيل  الا في المكان المناسب والوقت الملائم  , لايسأل الأسد نفسه طبعا عن  أسباب  تغاضيه عن ضرب طائرات اسرائيل التي تحلق  اهانة له فوق غرفة نومه , ولا يسأل  عن امكانية  تصديق  عملية انتصاره على  الكون المتآمر , انه يكذب ويردد الكذب  وكلما كبرت الكذبة  بقي منها في ادراك البشر  كمية  أكبر  , فنصف  كذبة صغرى  هو أقل من عشر كذبة كبرى , وهكذا يتحدث مؤيد الأسد  السوري ببغائيا  عن  المؤامرة  بثقة  وقناعة  مبهرة ,فما بقي في ادراكه في سياق عملية التلقين  كاف  لأن  يقيل هذا المؤيد عقله من العمل , فالعقل  الممنوع من العمل  لايستطيع ممارسة حيادية موضوعية  ناقدة واستقلالية تفاضلية  , الرأس الفارغ يتقبل  بسهولة  الفرضيات الجوفاء , والرأس الأجوف  هو من أهم مقومات الماشية أي القطيع , الكذب حول  المؤيد  قبل المعارض الى مخلوق  قطيعي  بهائمي  ببغائي  لايعرف الا التملق  وممارسة الطرب والانطراب  على وقع أهازيج  انتصارت وهمية , لايعرف الا  التبجيل  والمديح والدجل في محاولة للحفاظ على  وجوده العضوي, حيث بلغ افقار المواطن درجة  لاتستقيم مع ممارسة الحياة بكرامة , وهل  يستطيع أي سوري  أن يعيش بكرامة  اذا كان دخله الشهري لايكفيه لأكثرمن ثلاثة أيام في الشهر  ؟,   لذا يجب عليه الولوج في منظومة  الفساد , وعلى من يستفيد من هذه المنظومة  الولاء للمنظم .

لايستطيع  الانسان في سوريا  أن يبقى على قيد الحياة  بدون  ممارسة الفساد وبدون الاندماج  في سلك الزبانية , والأرقام  المروعة تبرهن ذلك , من أصل ٢٣ مليون سوري  هناك أكثر من عشرة ملاين بين نازح ولاجئ , هذا اضافة الى الجياع  والقتلى  , والأسد  لايهتم بالأطفال  الا عند “المسيرة” ,  حيث تأتي الأوامر للأطفال  بالزعيق  , ثم يزعقون   الأسد أو نحرق البلد ..الخ , والويل ثم الويل لمن  يعلن عن جوعه وتعتيره منهم , الويل ثم الويل  لمن يصرخ ..اني جائع ! ,ولهذا السبب وغيره أيضا  تعمر سجون  الطاغية بالأطفال ,  شيئ لايصدق !

اضافة الى لقمة العيش  المستعصية  على  الاستقامة , هناك  الوجود الفيزيائي  المهدد من قبل  الأعداء في الداخل , ان لم تمارس القتل أيها العلوي فسيقتلك السني , وان لم يقتلك  حقيقة  تقوم منظومة الفساد والكذب بتلفيق  مقتلك ,  وعلى هذا المنوال فبركت بثينة شعبان  اسطورة  سرقة أطفال العلويين من الساحل   ثم  قتل ٥٠٠ منهم  بالغازات السامة من قبل  السنة  في الغوطة الشرقية , فيا أيها العلوي  اقتل قبل أن تقتل , اقتل حتى يحلل السني قتلك  , وبالنتيجة  احترق  البلد وبقي الأسد , وبالنتيجة  يريد الأسد  الاستمرار  في احراق البلد   ولسبعة أعوام أخرى , وهو متأكدهذيانيا  بأن الشعب يريده  , وكأن الشعب  مصاب جماعيا  بالسادية  , الشعب يريد من يعذبه ويقهره ويحطمه  ويسرقه ..الشعب يريد الجلاد ! , هذه هي  السادية , التي لو لم تقترن بنرجسية الرئيس لما كان لها ذلك  الوقع الكارثي  على الوطن .

لما العجب من اندثار سوريا ؟ دولة رئيسها نرجسي ويعتبر شعبه سادي  ليست قابلة للحياة , والدواء  الذي يراه النرجسي مناسبا  هو  ازالة الشعب , فهل يمكن القول له  , ليكن لك ماتريد يافخامة الرئيس !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *