أين هي مصلحة سوريا

بقلم:عبدو قطريب

 المشروع الفرنسي  , الذي  أسقطه الفيتو الروسي -الصيني المزدوج  في مجلس المن  يطالب بالتحقيق في  جرائم ضد الانسانية   على كامل جغرافية سوريا , أي أنه  لايستثني  أحد  من المحاكمة أو العقاب , لقد سقط المشروع  , كما سقط غيره من المشاريع  , وبنيجة كل ذلك تم السماح للحرب  والدمار  بالاستمرار  , لقد بلغت الخسائر المادية  حدا لايمكن لسوريا يوما ما أن  تعوضه  ..مئات المليارات … والخسائر البشرية  أصبحت أمرا لايمكن تصوره  , الشعب السوري بكامله  بين قتيل (ربع مليون)  ونازح أو لاجئ  (٩مليون)  وجائع  (٩ مليون)  وسجين  (١ مليون )  ومفقود (٢٥٠  ألف) …الخ ,  وكل ذلك  لم  يؤثر على الموقف الروسي الا  من جهة واحدة ,  فروسيا مستمرة  بتزويد الأسد بالسلاح  , ومن المنطقي هنا     انتظار نتائج ايجابية  بالنسبة لروسيا  من خلال هذه الحرب التي لاتعرف كيف  يمكن أن تنتهي .

النتيجة الايجابية الوحيدة بالنسبة لروسيا  هي انتصار الأسد ,  ومن  يملك عقلا أو حسا سياسيا يعرف على  أنه من المستحيل أن ينتصر الأسد وذلك مهما طال أمد الحرب , ومن  يعرف الغرب  وطريقته في ممارسة السياسة  يعرف أيضا  على  أن الغرب  حكم على الأسد بالزوال ,  ولا رجوع عن هذا الحكم  , والغرب سوف لن يسمح للأسد بالانتصار  ,والغرب مقتدر   , فالغرب  يملك ٪ ٦٧ من الاقتصاد العالمي مقارنة   ٢,٣ ٪  لروسيا , وعن القوة العسكرية  فلا أظن على  أنه يوجد أي شك بتفوق الغرب الكاسح على روسيا  , بشكل عام  فاالميزان ليس لصالح روسيا  اطلاقا  , ومن جهة أخرى  يعرف  المتعمق تاريخيا  على أنه من المستحيل  لأقلية  أن تستمر في الهيمنة على أكثرية , والمهم هنا  ليس  التفنيد الموضوعي لأمر الهيمنة  , مثلا البرهنة على أنها غير موجودة  ذلك لأن  رئيس الوزراء سني !!!!, المهم هو  الادراك الشخصي  لهذا الأمر  ,  فالناس يشعرون  بالهيمنة ,  اذن فالهيمنة موجودة , ولطالما يشعر الناس بوجود الهيمنة  , لذا  سوف لن تنتهي الحرب بانتصار الأسد , والتجارب التاريخية  لاتقدم الا  البراهين عن صحةهذه الفرضية .

تعطيل النشاطات المتوقعة لمحكمة الجنايات الدولية  قد  يعني من وجهة نظر روسية  على أن   هذه المحكمة غير صالحة   للبت في موضوع الاجرام ,  أو  ان سوريا خالية من ممارسة الاجرام , وفي الحالتين فبوتين على خطأ , وأصلا لايحق  لسيلسي  كبوتين  انتقاد اي محكمة ,   فبوتين هو الرئيس  الذي أوصل روسيا الى  مرتبة  ١٥٦  بما يخص الشفافية  , وهذه المرتبة هي مرتبة سوريا الأسد  أيضا   , ولا يوجد  أسوء من سوريا وروسيا  بما يخص الفساد الا أقل من عشرة دول في العالم  , منهم  افغانستان والعراق وصوماليا  وكوريا الشمالية  ..الخ .

ثم عن  الاجرام  بشكل عام في سوريا  , وهل يختلف اثنان على هذا الموضوع , لقد  طورت سوريا  الاجرام  بشكل  لاتعرف الانسانية شبيها له , ومن  يعارض  بحث موضوع الاجرام  في سوريا قضائيا  لايمكن له الا أن يكون  أحد المجرمين  ,واستيعاب ذلك يبدو وكأنه صعب على رئيس دولة كبرى ,  ولطالما الأسد بريئ  من دم مئات الألوف  , فلماذا الخوف من  عرض الملف على محكمة الجنايات الدولية ؟, وبوتين يعرف تمام المعرفة  على أن الملف  سيعرض على هذه  المحكمة عاجلا أم آجلا , فلمصلحة من  التأخير ؟؟

التأخير هو لمصلحة الحرب  ومصلحة بيع الأسلحة  ومصلحة   الاستيلاء على بترول الساحل  و الذي بيع قبل  أن يتم استخراجه ,  انها  مصلحة  القواعد العسكرية  .. وأين هي مصلحة سوريا ؟؟؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *