عندما تتحكم النرجسية والأنانية في رقاب الناس !
بقلم : مروان أديب
لقد بلغ الأسد في تمركزه حول الذات شكلا مرضيا طبيا , وحقيقة هذا الأمر ليس بالجديد وبدايته معروفة منذ زمن بعيد , والأحداث طوال السنين الأخيرة تؤكد ذلك ,فالسيد الأسد لايظن كما ظن أرسطو على أن الوجود يتجلى على انحاء شتى , فشكل وجوده هو الصحيح الأوحد , وان استحق مخلوق الشكر فهو الأسد(راهبات معلولا ) , وذلك دون أن يتعب نفسه بالسؤال لماذا يجب شكر الأسد؟ ألأنه أطلق سرح عدد قليل من النساء والأطفال ؟ من الذين اختطفهم على مدار السنين , يظن السيد الرئيس على انه المعيار والمقياس لكل شيئ في الوجود, اضافة الى تمركزه حول نفسه فانه يتحلى بالكثير من النرجسية .. عاشق الذات !! ذلك لأنه يمتلك الحكمة المقطرة الخالصة الجامعة والتي لاتتعايش مع حكمة أخرى , فالأخرى هي دونية , وهو لايقص الآخر بالمعنى الدقيق لمفردة “اقصاء” , الآخر لايصل الى شموخه وطول قامته التي تناطح الغيوم .
كل ذلك ليس الا علامة من علامات التأخر العقلي وعدم النضج , ومن تمركز حول ذاته وكان نرجسيا , لاير الآخر الا من خلالل رؤيته الخاصة, وبذلك يفتقر الأسد النرجسي الأناني إلي الكثير من التفكير الاحتمالي النسبي الترجيحي, والأسد لايعرف مفردة “ربما ” , انه قطعي , وحاضره موجود في ماضيه عند ابيه, وماضيه الذي هو ابيه مكتمل الصفات , لاحاجة عند الابن الا تقليد الأب ، فالأب “بطل” حماه , والابن يريد أن يكون “بطل” سوريا , وذلك بغض النظر عن الوسيلة ونتائجها ..كلما دمر أصبح أكبر , الأسد لايتعلم لأنه معلم , وهو معلم ولو فكر خرافيا وهذيانا ,لايحلل الأسد القضايا من خلال رؤيات متعددة ، بل من خلال رؤية واحدة متكلسة حجرية, لايؤمن بالبدائل , لأنه الأسد أو لا أحد ,ولا أحد جدير بالرئاسة الا الأسد , غيابه عن الساحة يعني انفراط الدول والأمم وانهيار العالم , مايقوله صحيح حتى ولو نقضه بعد ربع ساعة …دائما صحيح ولا أصح منه !!,
عبد المسيح الشامي هو كالعادة “محلل” سياسي عملاق , وما أكثر المحللين السياسيين تحت مظلة الأسد الفكرية , فالمعلم قال هناك استحقاق رئاسي , أي انتخابات رئاسية , وعندما سؤل الشامي عن تواجد الشعب الذي عليه أن ينتخب قال انه الشعب السوري , لكن ٢,٥ مليون من هذا الشعب موجود كلاجئ في الخارج , وعبد المسيح الشامي لايسمح لهم بالادلاء بصوتهم ذلك لأنهم متواجدون في دول معادية , هناك حوالي ٦,٥ مليون متواجدون في سوريا لكن لايحق لهم الانتخاب لأنهم غير متواجدون في مكان تسجيلهم النفوسي , ثم هناك احصائية تقول على أنه يوجد حوالي ١٨ مليون سوري كمهاجرين منذ أزمان , وهؤلاء أيضا لايحق لهم الانتخاب لأنهم وفي معظمهم خونة و يؤيدون معارضة الخارج الغير وطنية , ومن الشعب السوري الذي لايزال متواجدا في سوريا هناك حوالي النصف أي ٨ الى ٩ مليون في المناطق الذي لايسيطر النظام عليها , وهؤلاء لايحق لهم الانتخاب لأنهم يحتضنون الارهابيين , وبعملية حسابية بسيطة يمكن الاستنتاج على أن انتخاب بشار سيتم فقط في القرداحة وطرطوس ثم في حي الورور والمزة ٨٦ ثم في أحياء عكرمة والنزهة , والأسد سينال هنا أكثر من ٩٨٪ من الأصوات وسيصبح الرئيس الشرعي المنتخب لمدة ١٤ عام أخرى على الأقل , وذلك لكي يحقق “المشروع” الذي يتحدث عنه شريف شحادة في كل مناسبة ..عندو مشروع ..ولم يفصح لنا النرجسي الأناني الآخر شحادة عن مضامين هذا المشروع , ولينظر شحادة والشامي الى مشروع الأسد بخصوص سوريا سيجد هؤلاء تدميرا هائلا ومئات الألوف من القتلى واللاجئين والنازحين والمساجين , فحسب حساباتهم ليس للقائد أي علاقة بالقتل والسحل والتدمير ولا علاقة له بالنزوح واللجوء , كل ذلك انتاج ارهاب الآخر, القائد يبقى قائدا حتى ولو فشل في مقاومة ارهاب الآخر , وعلينا حقيقة أن نفرح جدا بحالة سوريا الآن ووضعها المندثر , فلولا وجود الأسد لكان الوضع أسوء , ولو لم يقتل الأسد ٢٠٠٠٠٠ انسان لأصبح عدد القتلى مليون انسان , لذا ألف شكر يابشار الأسد..
الأنانية والنرجسية لاتسمح بممارسة الموضوعية , النرجسية والأنانية هم حواضن الأوهام , من أين يعرف المحلل الآخر شريف شحادة على أن وجود الأسد الذي سبب مقتل مئات الألوف من البشرقد منع حدوث ماهو أعظم , وتقريبا هكذا تفكر النصرة وداعش , فمن لم يقتل جهاديا حسب سنة الله ورسوله فمصيره جهنم , ومن يقتل فالى الجنة , وهكذايحاول الأسد تحويل البلاد بالقتل والتخريب الى جنة , حيث تعود الأمور الى ماكانت عليه , ألم تكن سوريا بفسادها وديكتاتوريتها وتوريثها ومحسوبيتها ومادتها الثامنة ومخابراتها وأمنها وقيادتها الحكيمة جنة ؟, فالى الوراء أيها لقطيع خلف القائد الخالد .