ماذا لو رحل الأسد غدا ؟سأل لافروف !

بقلم:الياس متري

لا أريد أن أضع سوريا الأسد في  قائمة  الدول  والسلطات الشرعية  والديموقراطية , وانما كما هو جلي في مصنف  الدول الفاشلة , والتي أفشلها نهائيا  منهجية سلكوية  أقرب ألى الهمجية منها الى أي  نظام معروف في العالم, وحتى  القرب من النظام الكوري الشمالي ليس بذاك الوضوح , فهناك دولة شمولية  الا أنها علمية بعض الشيئ ,  أما في سوريا الأسد  فهناك  الشمولية  وهناك  حضارة  الاستسقاء , وعن العلمية  أو العلمانيىة   فتبعد جمهورية الأسد  العديد من السنين الضوئية .

المفارقة هي ان  السلطة وأساليبها بعيدة جدا  عن ماهو معروف عن الدول , الا أن الشعب  والأفراد  فعلى درجة  ملحوظة من  التعلم والتقدم  والوعي  , بحيث يمكن بكل سهولة الاجابة  على سؤال لافروف  الذي طرحه قبل أيام ,  ماهو البديل لو رحل الأسد غدا ؟ لو رحل الأسد غدا  فهناك  عشرات الألوف من البدائل ,  والسؤال الذي كان على لافروف طرحه  هو التالي : ماذا لو بقي الأسد الى بعد غد أو الى الأبد ؟ والجواب  لو بقي الأسد  فلا بقاء لسوريا .

لافروف شكى من عدم تقديم جواب على سؤاله  بخصوص البديل , وشكوى لافروف  توحي بأن  السيد وزير الخارجية الروسي لايعرف الجواب  ولا يزال    في ادراكه لعملية الرئاسة  في القرون الوسطى عند بوتين وميدييف  وتناوبهم على رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء  , ولا ينقصنا في سوريا سوى  شكل شبيه بالمناوبة الروسية   بين ماهر وبشار , ولا يعرف لافروف على أن عصر القادة والزعامات  والأشخاص انتهى حتى في الشرق , الشعوب الشرقية   لم تعد ميالة الى  الريس والزعيم  والقائد ..لقد أثبتوا جميعهم درجة غير قابلة للتصور  من الغباء  وسوء الأخلاق والتنكر للوطن ومصالحه  ولا فرق بين ناصر أو القذافي أو صدام  أو الأسد , وذلك على الرغم من تصدر الأسد  لخناشل وزبالة العرب  , لقد ورث  وسرق  وقتل وسجن  وطيف  وتلاعب بالقضية الفلسطينية ولم يترك موبقة الا وارتكبها .

سؤال لافؤوف يتضمن الكثير من  الاحتقار  للشعب السوري  الجاد والنشيط  والذي ارسل حتى الى المانيا ٩٠٠٠ طبيب  ومثلهم في امريكا وفرنسا , وأرسل الى الخليج الألوف من المهندسين والتقنيين  , وكثير من السوريين يشغل مراكز علمية مرموقة  في اقضل جامعات العالم , أيظن لافروف  على أن السوريين  لايزالون في مرحلة   رعاية الابل   ,وهل يحق  لشخص مخابراتي  وشبه أمي مثل لافروف  , الذي كبر وترعرع في أروقة  الKGB المخابراتية  أن يطرح سؤالا  تافها  واحتقاريا من هذا النوع , وليقل لنا لافروف ماهي الشهادات التي   يحملها  , وماهي الشهادات التي يحملها بوتين  وكذلك ميدييف ؟.

هل يعجز الشعب السوري  عن ايجاد بديل لانفصامي جلاد ,  وما هي  تلك العبقرية والمواهب الفذة التي يتحلى بها الأسد , هل نيرون كان عبقري  , وهل  هتلر كان عبقري  ,  يمكن للتافه  أن يتحيون بسرعة  , ويمكن للتافه  الضطرب عقليا أن يخرب   العالم  , وهل يظن لافروف على أن ستالين مستوي عقليا؟ .

قد يكون لسؤال لافروف  شيئ من الموضوعية  بخصوص  العمالة  ,فمن الصعب حقا   ايجاد بديل للأسد  يقبل  ببيع البلاد  الى الروس بدون ثمن  , ومن الصعب  ايجاد رئيس جمهورية لسوريا  يقبل أن يكون وزير خارجيته روسي  ووزير دفاعه ايراني  وسيده لبناني , من الصعب ايجاد رئيس سوري  يلقي على الشعب السوري البراميل المتفجرة , ومن اتلصعب  ايجاد رئيس سوري  استطاع تحويل ٩ ملاين سوري الى لاجئين , كما  من الصعب ايجاد رئيس  للبلاد  يستطيع تحويل  ٢ مليون طفل الى جائعين  , ومن هو ذلك السوري الذي  استطاع تقتيل  مئات الألوف من السوريين  خلال ثلاثة سنوات  واستطاع أيضا اغتيال أكثر من ١١  ألف سوري في السجون ؟ فعلا  لابديل للأسد  في هذا المجال

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *