وفد السلطة السورية الى جينيف يريد التباحث حول اشكالية الارهاب ولا يريد التباحث حول شكل الحكومة الانتقالية التي نص عليها جينيف١ وجينيف ٢ , ووفد الأسد يقصد بمفردة “الارهاب” المعارضة وممارساتها , التي يعتبرها الأسد مجرد “ارهاب” وشغب , والوفد يطلب من المجتمع الدولي مكافحة ارهاب المعارضة , وهو بعيد جدا عن التفكير بماهية السلطة الأسدية , هل هي سلطة ارهابية ؟ وهل هي التي تمارس الارهاب منذ نصف قرن .
يظن بعض السلطويون على أن مطالبتهم بمكافحة الارهاب قد ينفي صفة الارهاب عنهم ,ويتجاهلون الواقع الذي يقول على أنهم ومنذ نصف قرن متهمون بممارسة الارهاب بكافة أشكاله , ليس فقط الارهاب الفيزيائي الجسدي , وانما الأشكال الأخرى مثلا الارهاب الفكري والارهاب الاجتماعي ثم الارهاب المادي والسياسي والنفسي ….الخ , ولا يريد الأسد الاعتراف على أنه شخصيا سيد مجمل أشكال الارهاب , فهو الارهابي فيزيائيا جسديا , اذ انه مسؤول عن اغتيال الألوف من البشر في البلاد وخارجها , وهو الارهابي فكريا لأنه يمنع حرية الرأي , وهو الارهابي اقتصاديا لأنه سرق البلاد وأفسدها , وعندما يعترف الأسد على انه لاتوجد ديموقراطية في سوريا , فانه يعترف بوجود ديكتاتورية , وهل ديكتاتورية الأسد ليست ارهابية ؟ وهل توجد ديكتاتورية ليست ارهابية ؟
الأسد ارهابي اجتماعي أيضا , فالأسدية هي ألتي أيقظت شيطان الطائفية ,هي التي اعادت المجتمع السوري الى عقلية يزيد والحسين , وهي التي خلقت العداء التاريخي بين العديد من فئات المجتمع السوري ,والارهاب الذي يمارسه العلويون ضد السنة, والسنة ضد العلوين هو من صنع الأسد , وذلك لأنه ليس لأحد مصلحة بذلك الا الأسد , الذي تمكن من خلال ذلك أن يسيطر على الطائفة العلوية سيطرة شبه تامة ,الطائفة أسيرة عند العائلة ومقتل عشرات الألوف من شباب الطائفة في سبيل الأسد ليس الا ارهاب ضد الطائفة
أما عن الارهاب الاقتصادي المادي فحدث ولا حرج , الفساد الذي خلقته الأسدية هو الارهابي الأكبر , انه الارهاب الاقتصادي المادي الذي يقتل الانسان ويشرده ويجيعه ويوجعه , فالانسان في سوريا الأسد لايعرف “الأمن” الاقتصادي , وعندا يرغم هذا الانسان الى “الدفع” للحصول على على حقه أو اغتصاب حق الآخر في غياب القضاء فهذا ارهاب ,وارغام البشر على تقبل سلطة الى الأبد هو من أبشع أنواع الارهاب , انه القسر والأسر… انه عقوبة المؤبد , وما هو الجرم الذي اقترفته لكي يضعني الأسد في سجنه مؤبدا ؟؟
وحتى الأطفال وتلاميذ المدارس لم ينج من ارهاب الأسد , التلميذ الذي يردد مرغما ويوميا في المدرسة شعار” الأسد الى الأبد ” هو هدف لارهاب الأسد , وكذلك التلميذ الذي يقاد في المسيرة التأييدية هو ضحية لرهاب الأسد , انه تشويه لطفولته وقتل لشخصيته,واغتصاب لكيانه , ونتيجة للعبث في الطفولة تحول الشعب الى قطيع مطيع لا رأي له ولا موقف ..الى قطيع خائف من رعب وارهاب الأسد .
لتحويل الشعب الى قطيع مطيع لا رأي له ولا موقف أهداف جوهرية أسدية ,وهذه الأهداف تتلخص بهدف واحد وهو البقاء على الكرسي , وبالواقع لايعرف التاريخ حالة كالحالة السورية , حيث مارس الشعب لنصف قرن من الزمن نوعا اسطوريا من الخنوع للأسد وتسلطه , ولا يعرف التاريخ عائلة أجرمت بحق شعب كما أجرمت عائلة الأسد بحق الشعب السوري , ولو كانت العائلة في بلد آخر لما بقيت على الكرسي ساعة واحدة , أين هو الحاكم في هذا العالم الذي يدمر المدن والقرى والأحياء بطائراته ولا يزال على الكرسي , لا بل يريد الكرسي مؤبدا !!!.