بقلم :نبيهة حنا
ومن لايعرف نبيل فياض في سوريا عليه بقرأة مقاله عن المسيحيين الذين لايزرعون الزيتون , والقصد ليس زراعة الزيتون وانما القول على انه لاجذور لمسيحيي سوريا في سوريا وانهم ضيوف وتنقصهم المواطنية , أي انهم بشكل ما “مستوطنين” , وسبب شكوك نبيل فياض هي ميول هؤلاء للهجرة وترك البلاد .
الميول للهجرة وترك اليلاد هو ميول عام عند كل السوريين , وذلك لسبب بسيط وواضح , لم تعد سوريا “وطننا”, وسوريا فقدت صفتها “كدولة” والسلطة المتسلطة لم تكن يوما ما حكومة , وانما طورت نفسها الى شكل عصابة أو كانت أصلا عصابة , وهذه العصابة جذبت عصابات أخرى , حيث يقوم الجميع الآن بالقضاءعلى ما تبقى من سوريا ,والانسان الذي يريد أن يكون مواطننا عليه حقيقة بالبحث عن وطن آخر .
قبل سنوات نشر نبيل فياض كتابا بعنوان أم المؤمنين تأكل أولادها , ونتيجة لذلك صدرت فتوى باراقة دمه , وقد كان نبيل فياض آنذاك متعاديا مع الأسد , والسلطة الأسدية تركت المواطن نبيل فياض بدون أي حماية من الأصولية التي ارادت قتله , وفي هذا الوقت دعى نبيل فياض الجميع الى الهجرة الى أوروبا .
نتيجة للاختلاف مع الأسدية دخل نبيل فياض السجن , ثم خرج بعد فترة ليس كنبيل فياض الذي نعرفه , وانما كشبيح من الدرجة الأولى , لقد كتب مقالا عن الرفاهية في السجون السورية وان هذه السجون مصحات للاستجمام , ثم تفرغ للدفاع عن الأسد الى اليوم , ولما كان الأسد منزعجا من المسيحيين , فان نبيل فياض منزعج أيضا , وبهذا تحول نبيل فياض الى بوق اضافة الى تحوله الى شبيح .
ما لايستطيع الأسد قوله , قاله نبيل فياض ,ليس للانزعاج من المسيحيين الا سببا واحدا هو رفض معظمهم حمل السلاح والموت من أجل الأسد , ولا علاقة لهجوم نبيل فياض على المسيحيين بالجذور أو بزراعة الزيتون , نبيل فياض يمارس الدجل قسرا انه انسان مسحوق ومطروق بين مطرقة الأصولية وسندان الأسدية , لايملك نبيل فياض أي حرية أو ارادة , لربما لو كان بعضنا مكانه لأصبح أسوء منه