يقلم :صفوان ابراهيم
لو امتلكنا لعصا سحرية تمكننا من ازالة داعش بلمح البصر , ثم أزلنا داعش وانتصر الأسد “العلماني” ولم يعد هناك داعش , ستكون الفرحة عارمة بعودتنا الى كنف رئيسنا الى الأبد وألى ادارته التي يقول عنها بعض المغرضون على أنها متوحشة , فهل ستدوم افراحنا وليالينا الملاح , أو ان الفرحة سوف لن تدوم الا وهلة قصيرة , وبعدها سنجد بدلا من داعش فاحش أو حتى العديد من فاحش , وسيكون فاحش أسوء من داعش , ولو استخدمنا ذات العصا السحرية في ازالة الشبيحة , فهل سننعم بالحياة الآمنة في البلاد,بحيث لن يكون من الضروري شراء اثاث منزلنا الذي نهبته الشبيحة مرة أخرى من أسواق الشبيحة ؟؟؟,
من يعتغد على أن العصا السحرية مفيدة هو حشاش من الدرجة الأولى , ذلك لأن داعش والشبيحة وغيرهم هم ظواهر ..هم ثمار شجرة لاتبت وتعيش الا على المزابل , هم افرازات وضع منحط , ولا يوجد أكثر منطقية وحتمية من ولادة هذه الظواهر في جو تسيره وتسيطر عليه ادارة الفساد والتوحش ,في ظل وضع أكثر توحشا من داعش والشبيحة معا.
كيف يمكن للرقي السياسي والسلمية أن تنمو تحت ادارة لاتعرف الرقي السياسي ولا تعرف الا العنف , كيف يمكن لما يسمى “سياسة ” أن تنشأ في وضع لايعترف بوجود ” سياسة ” , ذلك لأن السياسة هي وسيلة لتعامل جهة مع جهة أخرى معارضة أو لها رأي آخر , وهل يوجد في البلاد الا رأي الأسد , وهل سمحت ادارة الفساد الأسدية بأن يقال عن انسان سوري بأنه معارض قبل عام ٢٠١١دون ان يتم اعتقاله فورا ؟.
قصة أبو صقار ملأت دنيا الأخبار , وحش يأكل لحم البشر ..يلتهم قلب انسان آخر , كارثة لايمكن تصور أبشع منها , تعجب اعلام ادارة التوحش واستنكر فعلة أبو صقار , واستنكرنا , ونوه على أن رحيل الأسد سيأتي بأبو صقار ليصبح رئيسا للبلاد بدلا من المتحضر , الويل لكم ! سيأكل أبو صقار قلوب البشر , هيا الى السلاح والى براميل ال TNTوالى الصواريخ والدبابات والطائرات , هيا نقصف المدن والأحياء بالغاز , انه الجهاد المشروع ضد الارهاب والوهابية وأكلة لحوم البشر , اقتلوا من الأطفل ٥٠٠ دفعة واحدة , اهدموا البيوت على رؤوس سكانها اقطعوا الرؤوس بالمنشار الكهربائي , اخطفوا .. عذبوا ..اسجنوا ..اعتقلوا .. اسرقوا أثاث المنزل , اعدموا ميدانيا , والأجدى من كل ذلك حاصروهم وامنعوا عنهم الماء والغذاء ودعوهم يموتون جوعا وعطشا ومرضا , اركولهم بصبابيتكم العسكرية واسألوهم تشفيا ..بدكم حرية !بدكم حرية!!!ومع كل ركلة ورفسة قولوا لهم هذه هي الحرية , اجلدوهم ومن يغرد منهم ضد الرئيس اقطعوا حباله الصوتية لكي لايستهين بالرئيس بعد الآن ولكي يتعلم منه الآخرون .. اكسروا الجماجم واحرقوا الجثث واذبحوا (على الهوية من فضلكم ) تأكدوا من كون المذابيح من اعدائكم , وحتى الخائن من مذهبكم اقطعوا لسانه كما فعلتم بطويل اللسان حسن الخير أو اخطفوه وانكروا وجوده كما فعاتم بفريبه عبد العزيز الخير ..وكل ذلك ليس بالجديد, فهناك خبرة واسعة وعميقة في هذا المجال , خبرة عمرها نصف قرن من الزمن .
بعد هذا العرض السريع والمختصر لخبرات وممارسات ادارة الفساد والاستبداد والتوحش , أصبح الجواب على اشكالية نشأة داعش والشبيحة وغيرهم بمنتهى السهولة , لاجديد غي البلاد !, فداعش والشبيحة موجودون منذ نصف قرن تقريبا تحت أسماء أخرى ..ادارة التوحش .سرايا الدفاع ..كتائب المداهمة ..الأمن العسكري أو السياسي أو الجوي , حزب البعث العربيي الاشتراكي ..اللجان الشعبية ..الخ .كلهم داعش وكلهم شبيحة , ياحسرتي عليك ياسوريا