خطوط الأسد الحمراء

بقلم: تيسير عمار

لقد اعتاد الأسد وأتباعه على التزوير , هاهو يزور نتائج الاستقتاء  ويزور الحقائق  , ويقول على أنه  لايعرف شيئا عن الشبيحة الا أن الكلمة(الشبيحة) ذات أصل تركي , اما عن اللجان الشعبية فيقول  انها  تجمع  طوعي  للمواطنين في المناطق النائية   حيث اشترى هؤلاء السلاح  ليدافعوا عن الوطن ,  ثم يدعي رأس الفساد على أنه لايوجد سجناء رأي  وقبل فترة قال لايوجد سلاح كيماوي , ثم اعترف بالسلاح الكيماوي  قائلا على أنه موجه فقط ضد الأعداء من الخارج , فجأة     يسمم الغوطة شرقا وغربا بالسارين ويقتل  أكثر من ١٤٠٠ مواطن منهم حوالي ٥٠٠ طفل ,  وما ذكرته ليس الا غيض من فيض ,  فمكنة الكذب شغالة ليلا نهارا   ومن الأكاذيب ماهو  أفظع .

بعض   الأتباع يتحدث عن الخطوط الحمراء , وأحد هذه الخطوط الحمراء هي  “الجيش” لأن الجيش هو حامي الوطن , لذلك فالجيش خط أحمر  , ومن يحاربه  هو خائن ابن خائن .لاغبار على هذه  النظرية  , فعلا الجيش خط أحمر  هذا اذا كان الجيش يدافع عن الوطن, أما اذا تحول الجيش الى   مرتزقة  تدافع لأسباب مذهبية ومادية عن شخص  وعائلة دمرت الوطن , فكيف  يمكن التعامل مع هذا الجيش  , الذي قتل مئات الألوف من السوريين  ودمر ثلاثة أرباع سوريا , ولا تعرف سوريا  مجرما  قتل وخرب كما قتل وخرب الأسد وكتائبه , وكل ذلك بالمال السوري  والسلاح السوري , الذي دفع المواطن ثمنه  اضافة الى  ريع الفساد وما سرقه  ونهبه ضباط هذا الجيش  ,

  وعلى ذكر ضباط الجيش فقد أصابني التعجب عندما عرفت على  أنه من بين ٩٠ من أكبر ضباطه  ٨٥ علوي  , ونصف هؤلاء  ينتمي الى  عائلة الأسد ,  فهل هذا هو الجيش السوري  , ولماذا  يجب  أن ينتمي ٩٥٪ من ضباطه الى الطائفة العلوية  التي تشكل ١١,٥٪ من الشعب السوري , ولماذا  يجب أن ينتمي  نصف هؤلاء  الى عائلة الأسد ؟.

هذا الجيش ليس الجيش السوري  , وانما  جيش الأسد الخاص  , ومن الوطنية أن يتم  حل هذه المرتزقة  وتكوين جيش سوري بامتياز  , جيش لايعرف احتكار فئة له , جيش يدافع عن الوطن  , وليس عن عائلة الأسد .

ثم تتباكى شبيحة الأسد على الاقتصاد وعلى الليرة السورية  وعن لقمة العيش , انها أيضا خط أحمر , ولا أعرف  سلطة بهدلت الليرة السورية والاقتصادبشكل عام  كما بهدلتها الأسدية  , وليكن بعلم هؤلاء  على أن الليرة السورية  كانت في الخمسينات تعادل  أكثر من دولار , وفي عام ٢٠١١ أصبح الدولار يعادل ٥٠ ليرة سورية  وفي عام ٢٠١٣  وصل الدولار الى  ٢٠٠ ليرة سورية , وهل المسؤول عن ذلك برهان غليون أو  جورج صبرا  أوغيرهم , فالمسؤول عن ذلك هي السلطة  المستبدة بشكل مطلق , السلطة التي  أفلست البلاد وأفقرت العباد  , فنصف الشعب السوري الآن جائع   وفي الخمسينات كان معدل دخل الفرد السوري أعلى من دخل الفرد الكوري الجنوبي أو الاسباني  أو التركي  , وفي تركيا ازدادت القيمة الشرائية لدخل الفرد  التركي بمعددل ثلاثة أضعاف في السنوات العشر الأخيرة , أين سوريا وفقرها مقارنة بتركيا ؟.

اين ذهب المال السوري ؟ ومن افقر البلاد؟ . المال السوري  اختفى في جيوب  العائلة المستبدة الفاسدة , هاهو بشار الأسد يملك ٧٠ مليار دولار , وباسل الأسد  ١٨ مليار دولار  ورفعت الأسد ١٣ مليار دولار  ورامي مخلوف ١٢ مليار دولار  , هذا  اضافة الى جميل الأسد وستة مليارات   بالاضافة  الى مخلوف ومعلوف    وغيرهم من  النصابين اللصوص .. انظروا الى قصورهم في منطقة الساحل  , اسألوا بهجت سليمان عن ملياراته السبعة  وعلى دوبا  وغيرهم من   النهيبة , واذا كان الاقتصاد السوري والليرة السورية فعلا خطا أحمر  , فاللذي  احتقره  ولم يراعيه هم لصوص العائلة  , وليس  فايز سارة   أو  حسن عبد العظيم  على سبيل المثال .

الزبانية تقول على أن التحريض الطائفي خطا أحمر ,نعم  التحريض الطائفي خط أحمر ,  ولكن  كيف  يمكن التعامل مع احتكار  أقلية  مذهبية   للسلطة بشكل مطلق , أقلية سرقت المال والجيش  ووظفت نفسها في أجهزة الأمن  , حيث يراقب مخابراتي واحد  ١٥٠ مواطن سوري  , يقتل من يشاء ويعتقل  من يريد ويعذب كما يحلو له  , وعلى المظلومين اضافة الى ذلك  دفع راتبه  والبراطيل الضرورية له  لكي يكف عن مضايقة البشر . اذا احتكرت الطائفة العلوية السلطة فمن الطبيعي ان تحتكر  الطائفة السنية المعارضة , وهذا التقسيم  أصلا هو من صنع السلطة العلوية  وليست من صنع المعارضة , فاتلطائفة هي التي قوقعت نفسها في السلطة , وهي  التي حرضت على  الطائفية  المنكرة , ففي الخمسينات والستينات لم يكن هناك  مانشاهده اليوم من  انحطاط طائفي   ورفض واقصاء طائفي , ومن هو الذي يحكم  سوريا  بشكل مطلق منذ عام ١٩٧٠ ؟, ثم تقول الزبانية  مختصرة الأمر مايلي :

ان ما أراده الأفاقين من خراب الوطن ،وضرب جيشه وأمنه واقتصاده ،ليست حرب معلنة ضد نظام ،او ضد رئيس ،او ضد طائفة ،بل هي حرب معلنة على الوطن ،والمواطن ،وهم يحملون دماء كل الشهداء في رقابهم ،ولا بد ان ياتي اليوم الذي يقفون امام القضاء لينالواجزائهم العادل “.

نعم انها حرب  ضد نظام وضد رئيس  وضد طائفة ,  انها حرب ضد من دمر البلاد , وهذا هو اسمى  أشكال الوطنية .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *