عزمي بشارة عن الطائفية والتعصب والعروبية والاستبداد

بقلم: زمان الوصل

“الناس لا يولدون أمة، الأمة تبنى” واحدة من العبارات العميقة التي ساقها المفكر الفلسطيني الدكتور عزمي بشارة، على صفحته الشخصية “فيسبوك” مستوحيا من مفرزات الأحداث التي تعصف بالمنطقة العربية.

ويضيف: “أن تكون عروبياً يعني أن تعرف نفسك كعربي في فضاء الانتماءات السياسية. ليست القومية العربية إيديولوجية شاملة، بل انتماء ثقافي يدعي العروبي أنه أصلح من الطائفة، ومن العشيرة، لتنظيم المجتمع الحديث في كيان سياسي. ويثبت الواقع الحالي البائس في الدول العربية أنه أكثر توحيداً للشعب في أية دولة عربية من الانتماء القطري، وهو بالتالي أضمن لوحدته من اختراع هوية وطنية على أسس طائفية أو عشائرية”.

الثوري الشمولي

وبلغة مباشرة مغلفة بسلاسة تبعدها عن جمود السياسة يشخص مدير عام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالسهل الممتنع أمراضا مزمنة لازمت أنظمة الاستبداد وتمددت بحكم العدوى نحو بعض “الثوريين” أيضا.

في “الثورة والقابلية للثورة” “يقول بشارة “الثوري الذي ينفي كل ما هو قائم ويرفض الإصلاح، فغالباً ما ينتهي إلى أيدلوجية شمولية وإلى استبداد من نوع جديد”…

وكما لوأنه ينتزع من صدور ضحايا الديكتاتورية بكل أنواعها همومهم ليكون ناطقا غير رسمي باسمهم عندما كتب:”لا تتطابق الأكثريّة والأقلّيّة في الدولة الديمقراطيّة مع الأكثريّة والأقلّيّة الإثنيّة، بل تبقى أكثريّة و أقلّيّة رأي وموقف ومصلحة وبرنامج في إطار تنافس على إدارة وتمثيل المجتمع ككلّ، وليس في إطار تنافس على تمثيل طائفة أو عشيرة. ولا مجال للحديث عن تسامح “نحن” مع “هم” في هذه الحالة، كأن جزءا من المواطنين يملك الدولة بسبب هويته الدينيّة أو العشائريّة أو حتى القوميّة….وكأنّ الآخرين هم مجرّد رعايا أو ضيوف”….

ولأن ذلك ما ينطبق على أهل “الربيع العربي” يقول ابن فلسطين في توصيف دقيق للطائفية والتعصب ضمن “المسألة العربية -مقدمة لبيان ديمقراطي عربي”:”لا علاقة للطائفة بالمذهب أو الدين، فالتعصّب للدين تعصب لعقيدة أو لنصّ أو هو تعصّب لله …. و التعصّب لطوائف هو تعصّب لبشر منهم المؤمن ومنهم غير المؤمن، منهم الخيّر ومنهم الشرير، منهم الوطني ومنهم العميل و هكذا، و التعصّب لجماعة بشريّة بحكم الولادة بهذا المعنى هو نوع من الجاهليّة في نظر الإسلام، الطائفية نظام سياسي اجتماعي وليس دينا أو تديّنا…فكثير من الطائفين غير متديّنين”.

أبوعمر…. وثورتنا

ربما أضرت الثورة السورية بصحة الدكتور عزمي بشارة، وحرقت أعصابه، وربما وترته بأخبار الموت و”فنونه”، وزادت من كتابته البحثية، وأيضا مشاركاته على صفحته “فيس بوك”…، لكنها في الوقت ذاته اعترفت به متحدثا فكريا باسمها حيث أفلح في توحيد رأي الكثير من السوريين حول وجهة نظره في ثورتهم وبعض تفاصيلها المتشابكة..، خصوصا وأنه ثبت عن طريق دراسات صدرت عن المركز العربي للأبحاث وشارك بها شخصيا، كيف بدأت الثورة سلمية خالصة، ثم تحولت إلى عسكرية، وكيف ولدت ثم كبرت التنظيمات الإسلامية المعتدلة، والمتطرفة، وزادت حتى أوشكت أن تغطي المطالب الأساسية التي خرج ينشدها السوريون “الحرية والكرامة”…

زمان الوصل – خاص

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *