لماذا يريد الأسد الذهاب الى جينيف

بقلم:سيلفيا باكير

من يقرأ ماتكتبه أبواق السلطة عن جينيف ينتابه الشعور وكأن مقررات جينيف ١ ومثيلها جينيف ٢مهتمة فقط   في  ترسيخ سلطة الأسد , وعند الرجوع الى مقررات جينيف ١  يصاب الانسان   بالدهشة  ,لأن المقررات لاتعني الا نهاية الأسد ,  ومن المفيد في حالة من هذا النوع  التعرف على هذه المقررات  ودراستها نقطة نقطة , فالمقررات هي التالية :

1-وقف اطلاق النار فوراً.
2- انسحاب القوات النظامية السورية بكامل معداتها من المدن والشوارع والعودة إلى ثكناتها العسكرية.
3- الإفراج من قبل النظام عن جميع المعتقلين الذين اعتقلوا منذ بداية الانتفاضة بما فيهم النساء والأطفال.
4- السماح للمنظمات والهيئات والجمعيات الإنسانية الإغاثية الدخول لمساعدة المتضررين من القتلى والجرحى وعدم تعطيل عمل هذه المؤسسات الانسانية.
5- السماح لأبناء الشعب السوري كافة التعبير عن إرادتهم والخروج إلى الشوارع إن أرادوا في مظاهرات سلمية تطالب بحقوقهم الحرية والكرامة والتعبير عن الرأي.
6- تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات تستثني من تلطخت أيديهم بدماء السوريين وهذه الحكومة تستبعد أن يكون للرئيس بشار الأسد أي دور سياسي في العملية الديمقراطية وذلك حسب الاتفاق في جنيف1 وجنيف2.

فهل  النظام مستعد لوقف اطلاق النار فورا , وهل النظام مستعد  لسحب قواته , وهل النظام مستعد  للافراج عن المعتقلين  , وهل النظام مستعد  للسماح للمؤسسات  للاغاثة  , وهل النظام مستعد  للسماح بالتظاهر  والتعبير عن الرأي , ثم هل النظام  مستعد للسماح بتشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة , وهذه الحكومة تستبعد  أن يكون للرئيس الأسد أي  دور في العملية  الديموقراطية .

المقررات ممهورة بالتوقيع الروسي , ويمكن القول على أن  تطبيق هذه المقررات جمعا وبسرعة وبدون تسويف أو تأجيل كاف  لانهاء الأزمة السورية , والسؤال المحير  لماذا  يريد النظام الذهاب الى جينيف  مع العلم على أن الذهاب لايعني الا  ايجاد الطريق لتطبيق هذه المقررات , الذهاب الى جينيف ٢  لايعني مقررات جديدة ومخالفة لجنيف ١ وجينيف ٢ ,اذ أن جينيف ٢ ليس الا نسخة طبق الأصل عن جينيف ١ , وجينيف ٣ سيكون نسخة عن جينيف الأول والثاني .

النظام يريد الذهاب الى جينيف  ليس لتطبيق مقرراته , وانما لاعاقة تطبيق هذه المقررات , والرئيس يقول انه سيخضع كل ماينبثق عن جينيف الى استفتاء شعبي , وكأن الرجل يخطط مجددا لتزويرة , والأسد يخطئ عندما يظن ان التزوير سهل كماكان في الماضي , ويخطئ أيضا  عندما يظن على أن استفتاء حر  سيكون من مصلحته  ذلك لأن  عدد العلويين الموالين قليل بالنسبة للسنة المعارضة ,  وعدد  سكان  دولة العلويين  , التي  قد يعلن الأسد عند قيامها  في وقت الشدة , لايتجاوز تقديرا  أربعة ملايين  , نصفهم تقريبا من العلويين  والباقي سنة ومسيحيين , ويخطئ الأسد عندما يظن على أن قسم من   السنة أو المسيحيون سيؤيدوه ( يمكن اهمال عدد المسيحيين  بشكل عام  , لأنه لم يبق منهم الكثير , ونسبتهم تقدر في دولة العلويين المنتظرة سوف لن تتجاوز ٥٪  , ونسبتهم  في المناظق الداخلية مشابهة ), ولماذا يؤيده المسيحي أو السني ؟وأين هي مصلحة المسيحيأو  السني في بقاء  بشار الأسد 

لقد أخطأ النظام في حساباته بما يخص العسكرة , الأسد ظن على أن عسكرة الثورة تعني امكانية القضاء عليها بسرعة , وقد تبين الآن  على أن  العسكرة ستقضي عليه ولولا حزب الله وايران لقضي عليه منذ اشهر  ,   وقد أخطأ أيضا في تقييمه لعامل الوقت ,  لقد ظن على أن الوقت يعمل لصالح الديكتاتورية , ولم ينتبه  على أن احتياطه البشري العلوي نضب تقريبا بعد مقتل أكثر من ٥٠٠٠٠ شاب علوي , أخطأ عندما  لم ينتبه على ان المنتصر   في الحرب  هو الذي يملك آخر قرش ,وليس الذي يملك آخر رصاصة, والثورة  تملك بمساعدة الغرب والخليج والسعودية وليبيا وغيرهم  آخر قرش وآخر رصاصة أيضا .

لست هنا  في سياق تعداد أخطاء الأسد , ولست مهتما بتقديم النصائح له ,فأخطاء الأسد مفرحة جدا لأعدائه , أحدهم قال  دعوه يتصرف كما يريد , انه يقدم أجل الخدمات لنا , وبالواقع فقد دمر الأسد  بغبائه وأخطائه البلاد , وأوقع الطائفة العلوية في   أكبر المشاكل , وهي الطائفة التي اراد (؟) الدفاع عنها , كما  أنه  مانع وقاوم اسرائيل  بالدفاع عن حدود اسرايل  أربعة قرون من الزمن (القصد هنا الأسدية  , أي ألأب والابن ) ,  انه المقامر الغبي بالتداول  بالأوراق الرابحة , فقد كل أوراقه الرابحة  بغباء لامثيل له , ظن على أن  حنق الأطفال بالغاز   على بعد ٥ كيلومترات من مكان اقامة  المفتشين الدوليين  يزيل الشبهة عنه , لأنه من الصعب تصور وقاحة كتلك الوقاحة , من الصعب تصور عملا منحطا  كفعلته  في الغوطة الشرقية , والنتيجة  كانت  تجريده من السلاح الكيماوي  بالقوة ,  لقد اشترى بمال الشعب ألف طن من الكيماويات  , التي عليه تدميرها بكلفة مليار دولار , كم كلفت  أطنان الكيماويات   ياسيادة الرئيس؟؟,

الرئيس  يريد الذهاب الى جينيف  في حين يستبعد البند السادس من جينيف ١ و٢  أن يكون له أي دور سياسي في العملية الديموقراطية , يريد الذهاب الى جينيف لابطال مفعول البنود الستة , لقد أخطأ بشار الأسد مجددا  وسوف لن ينجح في تعديل او تعطيل اتفاقية جينيف , وقد تكون  الرحلة الى جينيف هي آخر أخطاء السلطة 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *