الرئيس بشار الأسد متعاون جدا مع الجهات الدولية بما يخص الكيماوي , وسيوقع على المعاهدة أو انه قد وقع عليها ,تدمير الكيماوي هو ضرورة سورية قبل أن يكون ضرورة اسرائيلية أو أمريكيةولا علاقة للكيماوي الأسدي بشيئ من التوازن العسكري مع اسرائيل ..انه دجل اعتدنا على سماعه , الكيماوي هو سلاح ضد الشعب السوري , وقد استخدمه الأسد في أكثر من ١٥ مناسبة ضد هذا الشعب , وفي المناسبة الأخيرة قتل الأسد مئات الأطفال حنقا ,
لا يعرف التاريخ حالة مشابهة للحالة السورية , حيث قبلت جهة السلطة بتجريدها من السلاح الكيماوي بينما تدور المعارك بينها وبين المعارضة بدون انقطاع ,ألف شكر للبوارج الأمريكية التي ارغمت الأسد على نزع سلاحه وسمومه , التي هددت الانسان السوري وقتلته ,وقد صرح الأسد على أنه سيسلم الكيماوي خلال شهر من الزمن ,بينما تقدر الأوساط الدولية ان الوقت اللازم لذلك سيكون سنة كاملة على أقل تقدير .
ان دل وعد الأسد على شيئ ما , فانه يدل على جهله الكامل بتفاصيل السلاح الكيماوي , , فالتعامل مع ألف طن من الكيماوي يمثل مشكلة تقنية وادارية وسياسية وعسكرية ضخمة اذ هناك مشاكل كبيرة , وأول هذه المشاكل تتعلق بالجهة التي ستراقب هذه الأسلحة , ومن المنطقي أن تكون هذه الجهة هي اللجنة الدولية لمنع الأسلحة الكيماوية التابعة للأمم المتحدة , ووصول المفتشين الدوليين الى كافة المراكز التي تتواجد بها اسلحة كيماوية هو أمر صعب جدا , اضافة على أنه من الصعب التأكد من أن معلومات الأسد حول عدد المراكز وموقعها ومحتوياتها صحيحة , ومن المرجح أن يحاول الأسد اخفاء بعض هذه المراكز كما فعل القذافي وكما فعل صدام من قبله ,
كلما ازداد عدد مراكز الكيماوي ,ازدادت صعوبة المراقبة , وعدد مراكز الكيماوي في سوريا تتراوح بين ٢٠ الى ٦٠ مركز , وخبراء الأسلحة الكيماوية لاينصحون بتجميع هذه المواد في مركز واحد , لأن التجميع يتطلب نقل هذه الكيماويات , وكيف يمكن ذلك أن يتم مع الحرب الأهلية , اذ لاتوجد طرق آمنة في سوريا , ونفس المشكلة نجدها في محاولة شحن هذه الأسلحة الى الخارج ..مثلا الى روسيا , الطرق غير آمن ولا يمكن لأي قوة ضمان وصول هذه الأسلحة الى المكان المحدد لها ,ولم تنقل الولايات المتحدة الأسلحة الكيماوية التي دمرتها في التسعينات الى مكان واحد , بل دمرتها في مكانها .
هناك طريق وسط ,أي أنه يمكن اختزال المراكز الحالية بخمسة مراكز تتوزع عليها كمية كيماويات الأسد , ونقل الكيماوي الى هذه المراكز يتعلق اضافة الى مخاطر طرق النقل بكيفية تخزين الكيماوي , اذا كان التخزين بحاويات مخصصة للنقل فالأمرسهل , واذا لم يكن الأمر كذلك , يجب ضخ الكيماوي في حاويات وبراميل مخصصة لذلك ,وعملية الضخ صعبة جدا وخطرة جدا ,ولا يستطيع القيام بهذا العمل الا أجهزة الروبوتة ,ولا تملك كل دولة هذه الأجهزة باستثناء ألمانيا , التي جمعت خبرات كبيرة في تدمير الأسلحة الكيماوية في ختام الحرب الباردة , وقد عرضت ألمانيا خدماتها في هذا الخصوص ,
دهونا نفترض انشاء خمسة مراكز لتجميع الكيماوي , وكل مركز يحتاج الى مصنع لتدمير الكيماوي , ومقدرة أكبر المصانع لاتتجاوزتدمير أكثر من ٢٥٠ الى ٣٠٠ طن من الكيماويات في السنة , كما أن بناء الخمسة مصانع يكلف جوالي ٧٥ مليون يورو , ولا يمكن اتمام بناء هذا المصنع قبل سنة على الأقل , وبعد ندمير الكيماويات تبقى الفضلات التي يجب أيضا ازالتها , واذا سارت الأمور على أفضل مايرام تستلزم العملية سنتين على الأقل , وفي سوريا والحرب الأهلية لايمكن الانطلاق من سنتين , أضعاف ذلك ضروري لهذه العملية , وما قاله اللواء المنشق عدنان سلو المسؤول عن الكيماوي في جيش الأسد لايمت الى الصحة بصلة , لقد قال على أن تسليم الكيماوي لجهة أخرى يمكن أن يتم خلال شهر من الزمن , وهذا من المستحيل .
كما أنه من الضروري القيام بحماية المصانع الخمسة عسكريا ,والخبراء يقدرون عدد العناصر العسكرية اللازمة لهذه الحماية بحوالي ٣٠٠٠٠ الى ٤٠٠٠٠ جندي , ومن أين يأتي هذا العدد من الجنود ؟ , ومن سيدفع لهم , هل هم جنود من الأمم المنحدة , أو أنهم افراد من الجيش السوري , وخبرة التسعينات مع المراقبين الدوليين في العراق وجنود صدام غير مشجعة لأن يقوم الجيش الأسدي بالحراسة , حيث ستكون مهمته أولا عرقلة عمل المراقبين .
الأمر ليس بتلك السهولة وسينشغل العالم بهذه القضية سنين , بينما يستمر الأسد بالتقتيل الغير كيماوي , واين هو الفرق بين الكيماوي والعنقودي , والأضرار من عدم توجيه ضربة عسكرية للأسد حصلت , فكوريا الشمالية تعرف الآن على أن استخدام الكيماوي لايعني تلقائيا ضربة عسكرية , وانما البدء بالمفاوضات التي قد تستمر عشرات السنين