مصر سباقة دائما ,وصدق قول فيصل القاسم من أن هناك فرق في التطور بين مصر وسوريا , وهذا الفرق يعادل نصف قرن من الزمن , والحالة الآن تؤكد ذلك , فمصر تثور الآن الثورة وعلى ما أفرزته هذه الثورة يريدون بحق من مرسي وجماعته أن يرحلوا , أما في سوريا فلم تنجح لحد الآن الثورة , وفي حال نجاحها ستكون هناك ضرورة لثورة أخرى ..أيضا ضد الاخوان السنة , وذلك بعد النجاح في اسقاط حكم اخوان الشيعة أو الاخية العلوية , وهذا مايميز سوريا عن مصر , حكم مبارك كان فاسدا الا أنه لم يكن اخونجيا , اما الحكم في سوريا فهو في قمة الفساد منذ نصف قرن , اضافة الى كونه اخونجي , الاخية العلوية تحكم وتحتكر الى جانب السلطة أيضا موارد البلاد , ومستعدة لاحراق البلاد في سبيل البقاء , ولست متأكد من أن اخونجية مصر بهذه الوقاحة وبهذه الأنانية , .
هناك فروق أخرى تبرر صحة مقولة فيصل القاسم , لنأخذ القضاء على سبيل المثال , ففي مصر قضاء يتحجدى رئيس الجمهورية ويرغم رئيس الجمهورية على التراجع عن قرار كان قد اتخذه , ثم أن القضاء في مصر مستقل الى حد ما , وهذا هو الفرق العملاق بين سوريا ومصر , ففي سوريا لايوجد قضاء ,ولا يملك أي قاض أي امكانية لمقاضاة الرئيس أو حتى موظف ينتمي الى الاخية , الرئيس فوق القانون , ومن سيقاضيه لم يولد بعد .
الجيش ووضع الجيش , ففي حين يخدم الجيش المصري الشعب المصري باستقلالية ملحوظة , تحول الجيش السوري الى كتائب الأسد , التي تدافع عن الأسد , انه جيش الأسد وزليس جيش الشعب , الجيش المصري يمنع المساس بحياة المواطن المصري , والجيش السوري يقتل المواطن السوري , لم يهجم الجيش المصري المدن والقرى , بينما ينفذ الجيش السوري عملية احراق البلاد وبدون أي حس بالمسؤولية , الجيش المصري لاينفذ مايريده مرسي , بينما الجيش السوري ينفذ مايريده بشار الأسد , وبالنتيجة بقي الجيش المصري موحدا , وانشق الجيش السوري , , حيث تحول بأكثريته االباقية الى جيش من الطائفة العلوية .
تطييف الجيش وتطييف القضاء في سوريا قاد الى تطور سوريا الى الوراء , بحيث يمكن , لابل يجب , تصحيح مقولة فيصل القاسم , الفرق في التطور لم يعد خمسين عاما , وانما على الأقل مئة عام , هذا هو الفرق بين سوريا ومصر ومع الزمن سيصبح هذا الفرق مئة وخمسون عاما ..انها القيادة الحكيمة يارجل !!