كل شيئ يتغير ويتطور الا الأسد والسلطة ومؤيدوهم , ,ولم يبرهن الأسد تزايدا في معارفه وخبراته , الا في مجال ادارة التوحش والقتل والابداع في اساليبه , ثم التناقص المريع في الحساسية الانسانية والأخلاقية , انه يقتل ويهدم ويغتال ويسمم ويعدم ميدانيا ويذبح ويحرق المحاصيل في كل انحاء الوطن ماعدا بعض مناطق الساحل , وهذا المحلوق يريد الترشيح للرئاسة عام 2014 وكله ثقة بالنجاح , ان كان نجاحا حقيقيا أو مزورا .. ولا أعرف ,حقيقة كيف سينجح الأسد دون تزوير , هل سينتخبه من فقد ولده أو أباه أو امه تحت براميل الTNT,؟أو ان نجاحه في افقار وتهجير وتشريد الملايين من السوريين سيكون سببا لتعلق الشعب السوري به ؟ ,منطقيالاينتخب المقتول قاتله ولا المسروق سارقه ولا العبد مستعبده ,وكم قتل وسرق وأستعبد في سوريا , التي فقدت ابنائها ومالها وحريتها وحتى اسمها وحالها كدولة بتحولها الى مزرعة سوريا الأسد
ليست قضية ترشيح الأسد وتزوير الانتخاب ,التي يأمل أن يقتدر على القيام بها في عام 2014 , حيث أنه يسيطر من خلال زبانيته على مفاصل الادارة ..مدير منطقة ..مدير ناحية ..مختار .. رؤساء دوائر ..الخ هي الأمر المهم ,فبشار الأسد سوف لن يبق انسانا طليقا حتى ذلك الوقت ,وانما المشكلة الأهم هي الثقافة الانفصامية التزويرية ومنهجية استحمار المواطن التي أدمنت الأسدية على ممارستها , وصبغت بها الكثير من أفراد الشعب السوري وخاصة الزبانية, انها الأسدية التي ستبقى لفترة ما بعد رحيل الأسد , الأسدية كتراث أو ثقافة أو منهجية, انها أسلوب وطريقة تعتمد على العديد من قواعد الممارسات أنها مثلا سلفية لكونها تخوينية أي تكفيرية سياسيا ,انها سلفية لكونها حولت االشأن السياسي الى شأن دوغماتيكي لايستقيم مع الحوار والتفاهم كما هو الحال بين الأديان….كل من هو ليس من عصابتي هو خائن …!, وصديق الأمس حمد أصبح خائنا ! , لماذا ؟ ,لأنه ليس من عصبتي , ولا تتورع هذه الثقافة العليلة أن تتنازل عن المنطق , وأين هو المنطق في شجب تنازل حمد لابنه في امارة قطر ,ثم انها لاتملك من اللياقة والشجاعة ما يسمح لها بمباركة خطوة من هذا النوع في المحيط العربي , الذي لايعرف تنازل رئيس أو أمير عن منصبه طوعا , انها مبادرة جيدة , بغض النظر عن كون الأمير جيدا أو سيئا , انه مبادرة تكشف بشكل غير مباشر عورة الأسد وعورة فئويته واستكلابه على الكرسي الاستغلالي الاستبدادي اللصوصي , خطوة حمد حضارية وتمثل بداية ايجابية في المحيط العربي , الذي لايعرف الايجابيات .
خطوة حمد هي نقض لثقافة الخلافة , وماقام به الأسد هو سلفي خلافي , حتى ان الأسدية اعادت الحياة لمفردات خلافية ..المبايعة ..الشعب بايع الأسد …الولاية … في ولاية الأسد الأب أوالابن ..في المطلقية ..الأسود رؤوس دين ودولة , وعلى درجة من الفسق والفساد فاقت فسق وفساد الخلافة الأموية والعباسية والعثمانية , ثم انهم من قربوا الدين من الدولة , ولم يتعلموا من التاريخ الذي يقول , كلما اقترب الدين من الدولة سلت الخناجر وسالت الدماء غزيرة , ثم انهم لم يستفيدو من خبرات غيرهم , فقد قتل ثلاثة من الخلفاء الراشدين لأسباب سياسية , ولأنه لم تكن هناك آلية للتداول على الحكم وعلى ازاحة الحاكم الذي فشل , من فشل في السياسة يبقى في الرئاسىة الى أن تسحب السيوف والبنادق والمدافع وتقطع الرقاب والرؤوس وتهدر الأعمار, قانون العنف والقتل كان هو الفيصل ولايزال , ولاحاجة لأن يعود الأسد الى السلف الصالح , انه بتداوله للعمل السياسي سلفي أكثر من السلفيين ,وهو متقدم عليهم برفضهم للدولة والأنظمة والمؤسسات , لأنه الحاكم المطلق الذي رفض الدولة وقضى عليها وعلى القوانين والمؤسسات , وحول الدولة السورية الى كيان تنطبق عليه خواص “المزرعة” , المزرعة ليست بحاجة الى قانون أما الدولة فهي القانون , وأين هو القانون في سوريا ؟
حياة ثلاثة من الراشدين انتهت بحد السيف , وقد لفت نظري مصير الخليفة عثمان بن عفان , الذي حوصر في بيته أياما بلياليها , ومنع عنه الماء والطعام في رمضان ثم قطعت أطراف زوجته وقتل اثنان من ابنائه ثم قطعت يد الخليفة عثمان وهو يصيح , وهل بعد هذا الاجرام اجرام , وهل بعد هذا الظلم ظلم ؟,وهل مايفعله الأسد أرقى من أفعال السلف ؟ ألم يقتل ويذبح ويحاصر ويمنع الماء والطعام والكهرباء عن خصومه ؟وهل بعد هذا الاجرام اجرام ؟ وهل بعد هذا الظلم ظلم ؟
عليك ياسيد بشار الأسد أن لاتشمئز كثيرا من قطع الأطراف والتمثيل بالجثث ..انك مسلم وهذا دينك الذي تفخر به , وقطع الأطراف والتمثيل بالجثث ليس حصرا اختراع النصرة , وقد مارسته وتمارسه عائلتك الكريمة منذعشرات السنين , ليس قطع الأطراف فقط , وانما قطع الرقاب واللسان , وبالنسبة لعدد الضحايا , وضخامة الاجرام , تحتل مع الوالد المراكز الأولى بدون منازع .. الأمر لايتعلق بعشرة قتلى !!, وانا بالملايين , واذا جاز التحدث عن أكلة لحم البشر , فأنت منهم , أسد الغابة راكب دبابة ومعيار انتصاراته يتناسب طردا مع عدد قتلاه ..ياللعار يايشار !.