لم أكن أرغب الكتابة عن هذا المتفسخ الجالس على مكتبه في دار البعث ؛ مطلقاً لحيته البيضاء ؛ يشد بنطاله بحمالتين إلى كتفيه ؛ مقلداً لأرنيست هيمينغوي أو لأنطون تشيخوف أو برنارد شو ؛ يدبج المقالات بقلم مسموم وعقل محموم وهو يظن أنه بمنأى عن سيوف الثوار ، متخفياً وراء هذا الاسم الأكادي ؛ إذ لايشرف عربياً أن ينسب إليه لا بالاسم ولابالفعل .
يتحدث هذا المجرم وهو نتاج ثقافة طائفية متعطشة للدماء ذات أصول مجوسية مندمجة مع تربية علوية ؛ نمت وترعرت في أجواء الهيمنة والتسلط والاستعباد ؛ وتغذت من صليل الخناجر وقعقعة السلاسل ، وتشربت من أنات المعذبين في دهاليز المخابرات وسراديب الاعتقال ، ثقافة مشبعة بروائح الجثث في البرادات والمقابر الجماعية وتدمير الانسان وأخلاقة وتاريخه وحاضره ومستقبله .
يتحدث بانتظام في مقالاته عن السوبرمان العلوي الطائفي الذي يجرف أمامه شعباً بأكمله . سوبرمان يصيد الأرانب في دمشق ويصيد الثعالب في حلب . الناس عنده والبشر والشعب السوري هو هدف سهل سوف يلقي القبض عليه ويسلخ جلده وينزع فراءه ؛ ولاأعلم أين يجره الحقد كي يجفف هذا الفراء لتلبسه نساء الطائفة بعد معالجته !!
إن الخيال الطائفي المريض المتأتي من دوافع حيوانية دفينة تظهرعلى سطح نفسه على شكل طبقة من الزفر لايمكن كشطها إلا بسكين عريضة . من هذه النقطة نفهم السر وراء قتل الأطفال في الحولة والقبير والتريمسة واستمرار هذا النهج حتى الآن وذبح الناس بتلك الطرق البدائية .
هذا الخبيث يقوم بسرد أحداث مستمدة من التاريخ الاسلامي على شكل إسقاطات تاريخية ؛ تحمل في طياتها مضامين مشوهة لخدمة أغراضه ؛ تطيح بعقل القارىء غير المتعمق بثقافة الطائفة وخروجها عن كل عرف
وتحللها من كل قانون وتجاوزها لكل تشريع سماوي أو أرضي .
يعزو للجيش الطائفي الجبان بطولات وهمية لاأصل ولا سند ، ( وإذا ماخلا الجبان بأرض طلب الطعن وحده والنزالا ) ويتغنى بذبح شعب أعزل يسحق تحت جنازير دباباته . هل هناك خسة وخيانة أكثر من ذلك ؟ . إنه يرى جبروت هذا الجيش العرمرم ، المدعوم من أعتى القوى الشريرة ويشيد بشجاعته في قتل الشعب لا من
خلال جبنه أمام العدو . اسرائيل .
وأقول الحق أن هؤلاء القوم عاجزون عن فهم معنى الحرية بسبب خلو هذا التعبير والممارسة من ثقافتهم ، فهم يستغربون ما يطالب به الناس ويقتلون بعشرات الألوف في سبيلها .! ( بدك حرية ..؟ ) تعودوا في نشاتهم ممارسة العبودية على بعضهم ثم طبقوها على الناس فإذ بهم يمارسون حرية الاستعباد . لقد ابتكروا من زمن طويل مايسمى بكتم المعلومات ومزجوه في ممارساتهم. لمحاسبة البريء ولمعاقبته فضلاً عن معاقبة المسيء ، وقد ذهب ألوف الأبرياء نتيجة لهذا الابتكار . كان البريء يذهب في غياهب السجون ليس اياماً أو أسابيع بل عشرات السنين فيتناسونه ثم ينسونه . إنه الإرهاب الذي جعلهم يحكمون مدة تزيد عن خمسين عاماً .
ونعود إلى هذا الأفاك فنقول إنه يختلف عن طالب ابراهيم في ثقافة المتة المنقوعة في بسطاطيرعسكرهم ، والتي تميز ثقافة الطائفة كما نقرأ حواراتهم على شبكات الانترنت , فالأول تين أعجف والثاني طبل أجوف يحمل شهادة الدكتوراه ..! هؤلاء من نخبتهم الطائفية التي قادت ثقافة أجيالنا ، الذين كان هاني مرتضى وغياث بركات ووائل
معلا ( يدكترهم ) حتى انتشروا كالطاعون الأسود في الجامعات والمعاهد والمدارس واتحاد الكتاب ووزارة الاعلام والثقافة واتحادات الحزب التعيسة ليشرعنوا القتل والتدمير.
إذا كان يستمتع بصيد الأرانب في دمشق وصيد الثعالب في حلب ، سوف نخرج العقارب الطائفية في دمشق
من شقوق الأحجار التي يعبدها وهو على رأسها ، كما نسحق الثعابين والشياطين في حلب من أمثاله .