اعادة الاعمار ب 170 مليار!
من أجل ردع المؤامرة الكونية ومكافحة العصابات المسلحة وملاحقة فلولهم , وجدت القيادة الحكيمة على أنه من الضروري تهديم البلاد على رؤوس مواطنيها بالمدفعية والطائرات والدبابات , وما حصل فعلاكان تدمير شامل وكامل, وكلفة ازالة هذا التدمير بلغت لحد الآن تقديرا 170 مليار دولار والحبل على الجرار!
وما هي 170 مليار دولار ؟؟, البعض يقول لاشيء يذكر , اذا كان احراقها ضروري من أجل بقاء الأسد , وحتى احراق البلد بالكامل هو أمر ثانوي مقارنة ببقاء الأسد , ومن هنا يمكن أن نستنتج على أن سوريا غير قابلة للحياة بدون الأستاذ بشار الأسد , وهذا الأمر لاينطبق على الأستاذ , اذ أنه قابل للحياة بدون الرئاسة ..كما قال قبل عدة أشهر يعود الى بيته الطيني المتواضع في القرية للتسامر مع الأصدقاء والاحباب ولعب الطرنيف, وعند ضيق الحال ماديا قد يضطر الى ممارسة مهنة طب العيون , , عليه ينطبق ما انطبق على والده المرحوم … الذي مات وما عنده بيت, عائلة فقيرة لاتملك بيتا ولا مأوى حتى للرؤساء من السلالة , خوري ضيعتنا شعر بذلك وطمأنني قائلا على أن لمة الصينية يوم الأحد القادم -حوالي 1700 ليرة سورية – ستكون من نصيب الرئيس الفقير.
أسأل نفسي عن سرذلك التفوق الافتراضي , الذي يجعل من الأسد ضرورة رئاسية حياتية لسوريا , وكأن الشعب السوري يفتقر الى شخص آخر يقوده ,اضافة الى ذلك فانه من الصعب اكتشاف الميزات الايجابية لتلك القيادة الحكيمة , التي يصنفها الكثير من الخبراء على أنها الأغبى في هذا العالم , وتطور الحدث الى تدمير سوريا تحت اشراف هذه القيادة يؤكد فرضية الغباء ويدل على افتقارالقيادة للحكمة والنباهة والذكاء .
من معالم غباء القيادة الحاكمة استنجادها بالطائقية والطائفة لضمان بقائها ,معرضة بذلك هذه الطائفة بالذات الى مخاطر كبيرة , ولا أظن على أن رأس السلطة لايعرف عواقب تطييف المجتمع خاصة بالنسبة للأقليات الطائقية , الا أن الرأس غير مهتم الا برئاسته الريعية , والتي تؤمن له وللعائلة وللزبانية ريعا ماديا محترما , انه ريع استهلاك الطائفة شاقوليا من أجل مصلحة أفقية عابرة , الريع له وللعائلة ولبقية الضباع , مقابل الفناء للطائفة في حرب مفلسة وميؤوسة , ومن أجل من قتل لحد الآن أكثر من أربعين ألفا من الشباب العلوي ؟؟من أجل سوريا ! أم من أجل الأسد !!,والعلوي الساحلي لم يقتل من جراء حوادث السيارات على الطرقات , وانما قتل في القتال , وقبل أن يقتل قتل غيره من الشباب السني أو غير السني , بحيث يمكن تقدير عدد القتلى من الشباب السوري بمئات الألوف …
موت الشباب السوري هو جزء من الموت السوري العام , ولا يمكن تصنيفه الا في مصنف المحرقة السورية , التي ليست من مصلحة سوريا , وانما من مصلحة الأسد , ولو لم تكن الحرب الأهلية ضرورة لبقائه لما أشعلها عامدا متعمدا .
ازالة الانقاض تكلف 170 مليار دولار , وما هي كلفة ازالة الكره والانقسام في المجتمع السوري ؟ وكيف يمكن اعادة من قتل الى الحياة , وما هو سعر ذلك ؟؟؟ وهل كل ذلك هو الثمن الضروري للتنعم برئاسة الأسد , وأين هو النعيم مع الأسد وفي سجونه ومعتقلاته ومطابخ فساده ؟؟أكثر من 12% من الشعب السوري أصبح لاجئا وهاريا من قنابل الأسد , وأكثر من نصف الشعب السوري تدنى في دخله الى تحت خط الفقر , وأكثر من 15% من الشعب السوري نزح داخليا, اضافة الى مئات الألوف من القتلى , ومن بينهم 20000 طقل …الكل هذا بشار الأسد ضروري ؟؟؟رغم ملياراتك انك فقير ..فقير جدا يا سيادة الرئيس