البوطي وجد حلالمشكلة الحرب السورية , والحل أتى في سياق خطبة الجمعة الماضية, وهذه الخطبة تستحق تسميتها بتكملة “شعبوية ” ,لفتوى المفتي حسون “الرسمية ” , حيث أعلن المفتي الجهاد باسم السلطة , وطلب من القوى الاسلامية التدخل لنجدة النظام الذي هو الوطن , وطبعا نفهم تحت عنوان القوى الاسلامية حزب الله والملالي الايراني , اذ لاتوجد قوى اسلامية أخرى مرشحة للجهاد في سبيل الله والأسد الى هاتين القوتين .
التكملة”الشعبوية” البوطية للفتوى” الرسمية” الحسونية قدمت نوعا من التفسير لواقعة الحرب السورية ,فالحرب على الأرض السورية هي حرب بين طرفين , الطرف الأول هو النظام السوري الممثل للوطن السوري ( حتى ولو لم تكون هناك الآن سلطة للنظام على كامل الأرض السورية), والطرف الثاني هو المسيحية المتصهينة , ومن يقول على أن هناك حربا بين العلويين والسنيين , انما هو أكذب من مسيلمة الكذاب ,فالمسيحية المتصهينة تقوم بغزو سوريا , وما على القوى الاسلامية علوية وسنية الا التصدي للغزوة الصليبية , هذا أمر يفرضه الواجب الديني على أمة رسول الله , فحيا على الجهاد يا أفضل أمة ارسلت للناس .
ان ما أرى وأسمع وأفهم لايستقيم مع التشيلة التي يمكن استخلاصها من خطبة البوطي , وما أسمع وأقرأ وأرى هو ان الغرب المقصود بالمسيحية المتصهينة يتعامل برفق شديد مع الأسد , وللغرب اسبابه المتعلقة بأمن اسرائيل , وهل يمكن لاسرائيل أن تحلم بأمن أفضل من الأمن الذي أمنه الأسد لها طوال أربعين عاما ؟ , ثم ان ما أراه من حروب هي بين كتائب الأسد التي أصبحت علوية صرفة وبين المعارضة المتعسكرة , التي أصبحت سنية صرفة , لربما كان هناك خطأ في تقييمي للأمر , أرجو من من يعرف أكثر تنويري , وأكون له شاكرا .
لقد بلغت ضراوة هذه الحرب وخسائرها حد الاستنزاف للخزان البشري , خاصة على الجانب السلطوي , مما دفع السلطة للايعاز الى الحسون لاطلاق فتواه الجهادية , كذلك تم الايعاز للبوطي للقيام بنوع من التمويه على طبيعة الحرب الداخلية الأهلية , انها حرب خارجية , حرب تقوم بها المسيحية المتصهينة ..بكلمة أخرى نوع من الحروب الصليبية .
الرئيس الأسد استبق الأحداث , وهو العالم بالمستقبل , اذ أكد الرئيس على أن هدف هذه الغزوة الخارجية , هو القضاء على آخر معاقل العلمانية في الشرق ,وخبر وجود معقل للعلمانية في الشرق كان له تأثير علي كتأثير هدية غير متوقعة , , ومن يصدق ؟, اني مواطن دولة علمانية !, عندها سألت نفسي اذا كان هناك شيئ من التوافق بين كسم دولتنا وبين أي شكل من أشكال العلمانية كما اعرفها من المدرسة ومن خلال بعض المطالعات للجرائد والكتب , لم أجد للأسف أي أثر لأي شكل من أشكال العلمانية , عندها قلت , التبس الأمر على الرئيس , وما قصده الرئيس ليس العلمانية , وانما العمامية , والدليل على ذلك هي الفتوى , التي لاتستقيم مع العلمانية وانما مع “العمامية ” , ولا يقتدر على اصدارها أي علماني , انها من اختصاص أصحاب العمامات , ومنهم ثم أولهم هو المفتي حسون والشيخ العلامة البوطي ..هنا استقامت الأمور بالنسبة لي , وأصبحت على بينة من أمري, اننا في سوريا نعيش في مشيخة الأسد .
لم يترك السيد الرئيس بأقواله الا الشك , فقيل فترة ليست بالقصيرة , اعترف على أنه لاتوجد ديموقراطية في سوريا , ولم يقل لنا ماهو اسم الموجود في سوريا , ووزير الخارجية أكد ذلك وأكد على أن الأسد سيرسي اركان الديموقراطية على الأرض السورية , وقال اضافة الى ذلك على أن هذه الديموقرااطية ستكون قدوة للعالم , هل العلمانية السورية التي بشر الأسد بها هي الغير مسبوقة في المنطقة والقدوة للعالم أجمع ؟؟أشك شكا ديكارتيا , وأعتبر هذه اللخبطة تعبير عن تشويش عقلي , توجد وشوشة في عقول الأشخاص الذين يمارسون هذه الترهات والهذايانات.
الدولة السورية في حالة غيبوبة وهي تنازع تحت ابواط المحاربين , ولاقيمة الآن للنصائح , فطاحونة الحرب دائرة بسرعة وستتسارع مع الوقت , وسوف لن تقف الا اذا أصابها عطل ما , ولو كان المسيح حاضرا لقال لاتقف طاحونة الحرب الا بطاحونة الحب , ولا أظن أنه سيكون لحبه أي تأثير على الوحش السوري , الوحش السوري لايفهم ولايسمع ولاير, يحب الدم والجثث والمقابر ..الغابة هي مرتعه المفضل , لذا على سوريا أن تصبح غابة , وصارت كما أراد وتمنى .
لو كنت قييما على طرف من أطراف هذه الحرب لاستسلمت , حتى ولو كنت الأقوى في ساحة الحرب , اريد أن أكون الأقوى في الحرص على الوطن