الحسين ويزيد والوضع السوري المقلوب !

نحن الآن في سوريا  , حيث تتصارع الثورة مع السلطة , ويمكن القول مجازا  على أن القيم الأخلاقية  تبخرت عند الجميع , والحقيقة هي أن التبخر أصبح كاملا عند السلطة  وجزئيا عند المعارضة المسلحة , لأن تقييم التبخر يخضع الى معايير   مختلفة , فما هو اخلاقي ومطلوب من السلطة   ليس بالتمام ماهو أخلاقي ومطلوب من المعارضة المسلحة , التي تخوض حربا غير متناظرة مع كتائب الأسد , التي تدعي تمثيل البلاد  وكذلك شرف تمثيل البلاد  ثم انها تدعي الشرعية الدستورية , الثوار  على العكس من ذلك  يمثلون في أحسن الأحوال (دستوريا) انفسهم ,  وليس لهم شرعية دستورية  , وانما شرعية ثورية .. بشكل مختصر مايقيد السلطة كممثلة للبلاد  , لايقيد الثورة  ولا شرعيتها  التي  لاتعترف  بالدستورية المتواجدة  , وتريد  احلال شرعية أخرى مكانها .

الوضع السوري غريب عن المألوف ,   وقصة التوريث في النظام الجمهوري السوري  هي من أهم مواطن الغرابة  , حيث أن التوريث لم يكن  صدفة , وانما عن عمد وتصميم وثقة  بقانونيته وضرورته وأحقيته , والتوريث لايمكن  تبريره الا عن طريق  “السلالة ”  فسلالة الأسد , كما يظن الأسد واتباعه, هي سلالة  متفوقة ! , وقد بدأ حافظ الأول  بتنظيم  ذلك  مبتدئا  بابنه الأعمر  باسل  , ولما  عارض موت باسل هذه الخطة  , تحول حافظ الأول الى بشار الأول  , وكل شيئ  يوحي الآن على أن بشار الأول يريد توريث حافظ الثاني أو ماهر الأول , وفي هذا المفصل  التوريثي عارضت الثورة , التي لاتريد السلالة  ولا تشتري  عائلة الأسد  وحكم عائلة الأسد بفرنك سوري .

قبل 1333 عام حدث ماهو غريب في التاريخ الاسلامي  والغريب هنا كانت محاولة يزيد بن معاوية الناجحة في  وراثة الخلافة عن ابيه , والذي  قاوم وعارض  مشروع  يزيد حتى الشهادة , كان الحسي بن علي   , الذي استشهد في كربلاء  مع  اتباعه  بعد خطبة عاشوراء ,  التي أوضح بها  أسس المشكلة, المشكلة هي في التوريث !.ا

اليوم  نجد نفسنا في وضع مقلوب  , العلوي -الشيعي  بشار الأسد  يريدها وراثة الى الأبد , وأتباعه مقتنعون بفوقيته ودونيتهم , الا أن  معظم الشعب السوري  غير مقتنع بفوقية الأسد ودونية الشعب , لذا ثار الشعب على عائلة الأسد كما  ثار شعب الحسين  الشيعي على يزيد السني  , والمفارقة هنا  تكمن في محاولة  اتباع المنظومة الأسدية  تفسير  احداث الحاضر   بأحداث الماضي , الماضي  يظهر يزيدا على أنه مستبد , والحاضر يثبت على أن  الأسد مستبد ..هذا سني  والآخر شيعي  , وكيف على الفقه الشيعي (بعض الشيعة وليس كلهم ) أن  يهاجم يزيد  ويناصر الأسد ؟؟ وكيف على هؤلاء    اعتبار الحسين قدوة , ثم اعتبار  الثورة   على   المستبد   الأسد    منكرة ؟.

يفخر  اللواء الدكتور بهجت سليمان  بكونه  المربي  للرئيس السوري الحالي بشار الأسد , ويفخر  بمقدرته  على تلقين فرخ البط بشار  أساليب العنف والبطش والقتل  , ويفخر  بتحول  فرخ البط الى  عوام  كأبيه  , وقد برهن هذا على أنه عوام حتى أكثر من ابيه المتوفي , وبذلك   يستطيع المربي بهجت سليمان   أن ينام قرير العين   بعد أن أكمل  لفرخ البط دينه , وأتم عليه نعمته , ورضي له الأسدية  دينا .

لقد تعرض الكاتب ياسين الحاج صالح الى موضوع “الكربلائية “, ولياسين الحاج صالح تعرض  اللواء بهجت سليمان  بمقالة  لايمكن القول عنها الا أنها وصفية  للأسدية ..حبذا  لو تمكن القراء الأكارم  من التعرف على  مقالة ياسين الحاج صالح وعلى رد بهجت سليمان !.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *