قامت دنيا اعلام السلطة ولم تقعد , ولماذا كل هذه الاضطرابات والتخوينات والتشويشات ؟هل لأن معاذ الخطيب باع قضية فلسطين بأجابته على سؤال أو اسئلة طرحها صحفي اسرائيلي ؟, ولم يكن مضمون الأجوبة ذو أهمية بالنسبة لهذا الاعلام القاصر , الأهمية تكمن فقط في مجرد اجابة أسئلة طرحها صحفي اسرائيلي , . وهل التحدث الى بشر من اسرائيل جريمة ؟فاذا كانت جريمة , فان الأسدية هي من أكبر المجرمين , لأن الأسدية بذلت جهودا كبيرة من أجل الساماح لها بالتحدث الى الاسرائيليين وبشكل مباشر , وأين هو الفرق أصلا بين الشكل المباشر وغير المباشر ؟ ضحك على اللحى .
لقد أرسل الأسد الأب عسكره لمساعدة بوش الأب في حربه على العراق ونال اجوره لهذا العمل بشكلين , الشكل الأول هو عبارة عن تعويضات مادية قبضها الأسد , والشكل الثاني , هو ضمان ترتيب لقاءات مع الاسرائيليين في مدريد حيث تحدث الوفد الحكومي السوري مع وفد من قبل اسرائيل , وفشلت الطبخة وعاد الأسد بخفي حنين , أو فشل ما سمي مؤتمر مدريد .
السلطة السورية تبنت منذ سنين مبدأ المفاوضات , ومارسته تحت وساطة تركية , الا أنها قبلت بالمفاوضات لارضاء الرأي العام العالمي , وأفشلت المفاوضات من أجل ابقاء قضية الجولان للاتجار بها , ولا يعقل أن ترفض سوريا انسحاب اسرائيل من الجولان , لأن اسرائيل ارادت الاحتفاظ بعشرين مترمربع من الجولان,واذا فعلت ذلك يجب اعتبار هذه الفعلة بمثابة خيانة للوطن , وعدم الحرص على مصلحة الوطن , عندما يرفض أي سوري عرضا من هذا النوع يكون اما مسطول أو خائن ,والأرجح الخيانة أو بالأصح عدم الاهتمام بمصالح الوطن واعطاء الأولوية للمصالح الشخصية , ومن مصلحة الأسد بقاء مشكلة عالقة لكي يتذرع بها اينما شاء وكيفما شاء, وبأقصى حالات حسن النية لايمكنني ايجاد تفسير آخر لهذه الاشكالية .
قطع معاذ الخطيب الحوار مع الصحفي الاسرائيلي , وهذا التصرف هو صبياني وقاصر , من يريد استرداد الأرض يجب أن يتحدث مع سارق الأرض , خاصة وان حلولا أخرى كالحل العسكري غير ممكنة ومستحيلةبعد أن أحرق الأسد البلد , وبماذا ستحارب يابشار الأسد اسرائيل ؟ واذا لاتعرف اسأل فؤاد حميرة عن وسائل الحرب التي تملكها , ومن أهمها الضعف وعدم المقدرة .
الثورات والشعوب والسياسة والمخلوق البشري ..كلهم ..كلهم يمرون في مرحلة المراهقة , وكل منهم يتجاوز هذه المرحلة , ويصبح ناضجا وواعيا , الا في سوريا حيث ان فترة المراهقة وما يرافقها من جهل وانتفاخ وغرور وسطحية هي حالة مستمرة , لانضوج ولا وعي ولاموضوعية وانعدام في الأخلاق وأنانية , وبهذه النفسية نريد التقدم , وقد تقدمنا باتجاه الهاوية , التي سنسقط بها أوبالأحرى سقطنا بها ..كل هذا من نعم الأسد رب الأرض والسماء