هناك من يشتبه بعودتهم الى حيوانية الروح الطائفية ,أو انهم أصلا لم يتطوروا الى أبعد من غرائزية الطائفية ,وهؤلاء لايتورعون عن القيام بأي منكر في سبيل البقاء في مراكز الاستبداد والاستعباد:
ضاق بهم الحال في سوريا الكبيرةوالآن يريدون ممارسةانحطاطهم في دويلة أصغر بكثير ,والدويلة المنشودة ستكون في أي مكان من الساحل السوري ,الا أن عاصمتها ستكون مدينة طرطوس , وهذا هو ملخص الكلام الغير رسمي , أكثر من 90%منهم يريد الدويلة , ورسميا لايريد أحد منهم هذه الدويلة , وعلى فرض ان الأمر استتب لهذه الدويلة سكانيا وجغرافيا, فكيف سيكون مستقبل هذه الدويلة تحت رعاية القيادة الحكيمة , التي قضت على الدولة الأكبر سوريا , وهل سيكون أمر القضاء على هذه الدويلة من قبل القيادة صعبا ? , وهل ستكون هذه الدويلة جزيرة للحرية والتحرروالديموقراطية ؟؟ ولكل من يحاول الاجابة على هذه الأسئلة أقول أنظر الى سوريا! , وماذا فعلت الأسدية بها ؟؟.
لقد ساهت الأسدية بكل ماتملك من قوة سلطوية في تطوير المجتمع تراجعيا في منحى طائفي , قتلت البعث وحولته جيفة ومزبلة طائفية , حولت المجتمع الى طوائف وعشائر, ,صنعت من الفئة العلوية “طائفة ” علوية , حيث ان الطائفة لايمكن أن تكون الا طائفية , لقد أرغمت الكثير من أفراد افراد الطائفة العلوية على التقوقع الطائفي , وحولتهم الى أقلية ذات عداء تاريخي مع أكثرية سنية , ثم انبرت الى دجل حماية الأقليات التي خلقتها , لقد كانت هناك فئة علوية موزعة انتمائيا الى كل الحركات السياسية السورية ..شيوعي ..بعثي ..سوري قومي ..الخ والآن يراد لهم التقوقع المنحط في “طائفة”, وأي مستقبل تنتظره هذه الطائفة في بحر بشري يناصبها العداء ؟؟
لقد كان على المجتمع السوري ان يتطور باتجاه معاكس , ولو حدث ذلك لكانت سورية دولة من دول العالم الثاني … وحتى كان له أن يصبح بسهولة من مجتمعات دول العالم الأولى أو في أسوء الأحوال من مجتمعات دول العالم الثانية , ولكن ذلك لم يحدث ,وما حدث كان توظيف نصف قرن من الزمن في عملية تطييف المجتمع السوري واستهلاكه واهلاكه وسلبه لحريته وأملاكه , ولم يبقة , ونحن في يوم ١-١-٢٠١٣ الا الحطام والجثث والمهجرين والنازحين والأرامل والثكالى , لم يبق الا الكره والكذب والقليل القليل من الكرامة ..يوما ما في الشهور الماضية وصف طائفي مقيت الوضع الاستقلالي لسوريا قائلا ان سوريا تنعم بالاستقلال الثالث في قيضة الأسد الابن , منوها على ان الاستقلال الأول كان عام ٤٦ , والثاني كان عام ٧٠ والثالث كان عام ٢٠٠٠, الحقيقة هي ان هناك استعمار تركي أول , واستعمار فرنسي ثاني , واستعمار أسدي ثالث , انها حقيقة مرة ..كارثة !!
في مجتمع سوري كبير تبرر أقلية تسلطها بضرورة حماية الأقليات , أما في المجتمع الطرطوسي فتبرر هذه الأقلية السورية ,التي أصبحت أكثرية في المجتمع الطرطوسي , تسلطها التي تخطط له بحق الأكثرية في أن تحكم أي أن حكم آل الأسد هو قدر وحتمية الهية تاريخية , سيان ان كان الأسود أقلية أو أكثرية ,البعض يعتقد ان الأمر يتعلق بنوعية البشر , وليس بكمية البشر , فهناك سلالة الأسود المميزة,اننا نرى كيف أصبحت سوريا متميزة جدا تحت القيادة الحكيمة , التمييز عن طريق التأخر ,وعن طريق الفساد الأسطوري , وهل تعرف سوريا بربرية حكمت ماين القرن العشرين والحادي والعشرين كبربرية العائلة ؟؟؟ أنقرض الوحوش في معظم انحاء العالم الا في سوريا فلا يزال الوحوش يمارسون نزواتهم وغرائزهم .
هناك من يسأل , متى يشبع مثقفو سوريا من الدماء , وهناك من يقول على أن المثقف السوري هو الذي اراق الدماء وهو الذي يشربها حتى الثمالة , وهل يمكن للاعوجاج الفكري أن يكون أكبر ؟ يقولون ان المثقف السوري اليساري غادر موقعه والتحق بتابعية جديدة تآمرية خائنة , لقد عجز المثقف السوري على ممارسة المفاكرة والمحاججة ثم انه عجز غن استرداد الجولان , وهل يوجد هراء أكبر من هذا الهراء ؟, هل يمكن , حتى لأمي, أن يعجز عن مفاكرة مفكري السلطة من أمثال طالب ابراهيم أو خالد العبود أو شريف شحادة , وهل للسلطة “فكر” وهل يمكن القول على انه للسلطة مفكرين , وهل طالب ابراهيم مفكر ؟؟ وماهي ماهية علاقة المفكر بالجولان , هل كان المفكر المثقف السوري السبب في خسارة الجولان ؟ , وهل استطاع مفكر سوري أن يفكر في نصف القرن الماضي الا من المهجر أو المحجر , ومن هم نزلاء السجون السورية ؟ والى أين آل المفكر الذي نجى برأسه من السجن ؟؟ الى المهاجر حيث هناك ملايين من السوريين المهددين بالاعتقال في حال دخولهم البلاد ..جمال سليمان ..فدوى ابراهيم .. سمر يزبك .. روزا ياسين حسن .جورج طرابيشي ..والكثير غيرهم , الأسد هو الذي سبب خسارة الجولان , والأسد هو الذي لم يتمكنمن استرداد الجولان , والأسود هم الذين قضوا على الفكر وعلى السياسة والحرية ,اكرم البني وأمثاله وغيرهم فقدوا اضافة الى الجولان حريتهم وكرامتهم وديموقراطية الخمسينات.