ثلاثيات الأسد ! الاستقلال الثالث , والنصرالثالث !

في يوم ١٧ نيسان استقلت سوريا , وحتى هذه المناسبة الجليلة  لم تنجو من محاولات استغلالها  وتوظيفها في خدمة الأسد , اتباع الأسد اطلقوا على يوم ١٧ نيسان  يوم استقلال سوريا الأول , وكلمة الأول توحي بوجود الثاني او الثالث  الخ  , وفعلا بعد مقدمةصحيحة   على أن سوريا لم تكن مستقرة بعد الاستقلال  وكانت هناك انقلابات عدة  في نهايتها سلم شكري القوتلي البلاد الى عبد الناصر  , اتى الاستقلال الثاني  عام ١٩٦١ بقيادة الحناوي  أي ان انفصال سوريا عن مصر  أصبح بنظر البعث المتأسد يوم استقلال الثاني ا, والاستقلالات لاتنتهي , الكاتب البعثي- الأسدي قفز هنا فوق جثة المرحوم حافظ الأسد,  ولم يربط اسم حافظ الأسد بأي استقلال , وذلك بالرغم من قرف الكثير من الأسديين  من بشار الأسد بسبب فشله في قمع الاحتجاجات , حيث يعتبر مهرج مثل نبيل صالح  على ان  حافظ لايزال موجودا  ويحكم من القبر ..الخ  , والفترة بين ٦٣  و٢٠٠٠  امتازت   بالكثير من المعالم , التي يمكن  لفاقد عقل ان يعتبرها  استقلال  , فهناك  حرب ١٩٦٧  التي اعتبرها حافظ الأسد  نصرا  لسوريا , ذلك لأن اسرائيل لم تتمكن من اسقاط النظام التقدمي  , وعن خسارة الجولان ! هذا ا أمر بدون أهمية مقارنة بتقدمية النظام  والحفاظ على النظام  , ثم هناك  عام استسلام سوريا الكامل  للأسدية   سنة ١٩٧٠ , الذي يمكن  بكل راحة لأذيال السلطة اعتباره يوم استقلال, وحرب ٧٣  أيضا  ,ثم الحركة التصحيحية  وغيرها من المناسبات, الا أن الكاتب  حول استقلالات سوريا اراد توفير  يوم استقلال خاص ثالث   للسيد بشار الأسد , وذلك لكي يصبح بطل الاستقلال الثالث والأخير ,حيث قيل ان   بشار الأسد بدأ ببناء سوريا  ولايزال يعمرها  وهو لايدمرها , كما يقول بعض المغرضون , استقلال سوريا الثالث والأخير على يد  القائد الى الأبد والذي   يصنع التاريخ  بعد كل خطبة يلقيها , احدهم قال على ان التاريخ سوف لن  يسجل هذه الخطب , وماهو السبب ياترى ؟؟ السبب هو ان هذه الخطب هي التي  صنعت التاريخ   , تاريخ المعمورة ! ماشاء الله !وكيف لي أن أصدق حرفا من قصيدة أحمد مطر   التي تقول   في هجاء صانع الاستقلال وصانع التاريخ مايلي :

له لسانُ مُدَّعٍ..
يصولُ في شوارعِ الشَّامِ كسيفِ عنترة
يكادُ يلتَّفُ على الجولانِ والقنيطرة
مقاومٌ لم يرفعِ السِّلاحَ
لمْ يرسل إلى جولانهِ دبابةً أو طائرةْ
لم يطلقِ النّار على العدوِ
لكنْ حينما تكلَّمَ الشّعبُ
صحا من نومهِ
و صاحَ في رجالهِ..
مؤامرة !
مؤامرة !
و أعلنَ الحربَ على الشَّعبِ
و كانَ ردُّهُ على الكلامِ..
مَجزرةْ
مقاومٌ يفهمُ في الطبِّ كما يفهمُ في السّياسةْ
استقال مِن عيادةِ العيونِ
كي يعملَ في ” عيادةِ الرئاسة ”
فشرَّحَ الشّعبَ..
و باعَ لحمهُ وعظمهُ
و قدَّمَ اعتذارهُ لشعبهِ ببالغِ الكياسةْ
عذراً لكمْ..
يا أيَّها الشَّعبُ
الذي جعلتُ من عظامهِ مداسا
عذراً لكم..
يا أيَّها الشَّعبُ
الذي سرقتهُ في نوبةِ الحراسةْ
عذراً لكم..
يا أيَّها الشَّعبُ الذي طعنتهُ في ظهرهِ
في نوبةِ الحراسةْ
عذراً..
فإنْ كنتُ أنا ” الدكتورَ ” في الدِّراسةْ
فإنني القصَّابُ و السَّفاحُ..
و القاتلُ بالوراثةْ !
دكتورنا ” الفهمانْ ”
يستعملُ السّاطورَ في جراحةِ اللسانْ
مَنْ قالَ : ” لا ” مِنْ شعبهِ
في غفلةٍ عنْ أعينِ الزَّمانْ
يرحمهُ الرحمنْ
بلادهُ سجنٌ..
و كلُّ شعبهِ إما سجينٌ عندهُ
أو أنَّهُ سجَّانْ
بلادهُ مقبرةٌ..
أشجارها لا تلبسُ الأخضرَ
لكنْ تلبسُ السَّوادَ و الأكفانْ
حزناً على الإنسانْ
أحاكمٌ لدولةٍ..
مَنْ يطلقُ النَّارَ على الشَّعبِ الذي يحكمهُ
أمْ أنَّهُ قرصانْ ؟
لا تبكِ يا سوريّةْ
لا تعلني الحدادَ
فوقَ جسدِ الضحيَّة
لا تلثمي الجرحَ
و لا تنتزعي الشّظيّةْ
القطرةُ الأولى مِنَ الدَّمِ الذي نزفتهِ
ستحسمُ القضيّةْ
قفي على رجليكِ يا ميسونَ..
يا بنتَ بني أميّةْ
قفي كسنديانةٍ..
في وجهِ كلِّ طلقةٍ و كلِّ بندقية
قفي كأي وردةٍ حزينةٍ..
تطلعُ فوقَ شرفةٍ شاميّةْ
و أعلني الصرَّخةَ في وجوههمْ
حريّة
و أعلني الصَّرخةَ في وجوههمْ

لايقتصر دور الرئيس على صناعة الاستقلال الثالث والأخير , وعلى صناعة التاريخ ..تاريخ المعمورة  , وانما  جاء كل ذلك في سياق الانتصارات المبهرة  , التي سجلها التاريخ له   ,  ومن أهم الانتصارات  التي  يذكرها  قطيع الرئيس  بفخر اسطوري  هو الانتصار في قضية مقتل الحريري ,  ثم الانتصار الثاني كان في العراق  , والانتصار الثالث هو الانتصار الحالي  على الكون  , ومع ان المعمعة مع الكون لم تنته لحد الآن , الا أن الرئيس  ومن لف لفه متأكدون من النصر المبين , وكم نرجوا من الله ى ان لايحدث بعد هذا النصر الثالث  مايعكر مزاج الرئيس  , وذلك لكي لاتتعطل مسيرة الاصلاح عشرين سنة أخرى  ,ثم اني لقلة فهمي  لم استوعب  قصة انتصار الرئيس  في ازمة الحريري  وحتى في ازمة العراق ..هناك الكثير من الذي لايفهمه الا الخبراء مثل طالب ابراهيم وخالد العبود  , وهم أصلا من روج لهذه الثلاثيات .

 على كل حال فقد اسدل الرئيس بخطابة الأخير  الستار على مسرحية الربيع العربي , انتهت أو خلصت ..وعلى الله  وعلى الرئيس التيسير !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *