هل تمت تصفية الدكتور عبد العزيز الخير ؟الخوارج !

كل الدلائل تشير على ان المخابرات الجوية  اختطفت الدكتور عبد العزيز الخير , واختطافه هو وصمة عار  على جبين النظام المتهالك , والأمر لم يعد يتوقف على وصمة عار  اضافية  , فالجبين لم يعد يتسع لوصمات عار أخرى , انه مليئ بوصمات العار .وصمة العار لاتقتصر على الاختطاف المشين وملابساته  بعد عودته من الصين  , فملاحقته لأكثر من عشرة اعوام  وارغامه على التخفي هي وصمة عار  أكبر , اما الحكم عليه بالسجن 22 عاما  فهي قمة وصمات العار , ومستنقع العار الذي يسبح به النظام لايقتصر على عبد العزيز الخير  ..مثله أمثال  وعشرات الألوف , وكون عبد العزيز الخير  مذهبيا علوي , جعله عرضة لمزيد من التنكيل  والتشنيع , شأنه شأن سمر يزبك (انصح بالتعرف على مذكراتها الأخيرة) وشأن  فاتح جاموس أو روزا ياسين حسن أو فدوى ابراهيم وغيرهم  , النظام يرفض معارضة أي علوي  , والعلوي  المعارض هو من “الخوارج”   وعقابه أقسى من عقاب  أي معارض آخر  , وبهذه الوسيلة يريد النظام ترهيب الطائفة العلوية , الويل ثم الويل  لمن يغادر صفوف الأسد ولمن يخرج عن طاعة الأسد من ابناء الطائفة العلوية الكريمة .

الأمثلة عن القسوة المفرطة في التعامل مع  مايسمى “الخوارج”  كثيرة , سمر يزبك على سبيل المثال حيث قال لها الضابط الذي اعتقلها «أنت نقطة سوداء في جبين جميع العلويين»، وتروي سمر يزبك في مذكراتها مايلي ..ثم استدعى الضابط   رجلين مفتولي العضلات اقتادا سمر يزبك إلى سلسلة من زنازين التعذيب المبنية تحت الأرض كنوع من الوعيد المؤلم. وقد روت أنها وجدت في الزنزانة الأولى 3 شباب أجسادهم نصف عارية ومعلقين من أيديهم في السقف إلى درجة أن أصابع أقدامهم كانت بالكاد تلامس الأرض. وكتبت سمر يزبك في مذكراتها التي نشرت مؤخرا عن أول 4 أشهر للثورة السورية بعنوان «امرأة في تقاطع النيران»: «كانت الدماء تسيل من أجسادهم، دماء طازجة، ودماء جافة، وجراح عميقة في جميع أنحاء أجسادهم، كما لو كانت ضربات ريشة رسام تجريدي. فجأة حاول واحد من هؤلاء الشباب أن يرفع رأسه في وهن، فرأيت وجهه على خيوط الضوء الخافت. لم يكن لديه وجه: كانت عيناه مقفلتان تماما، وكانت هناك مساحة فارغة في المكان الذي كان من المفترض أن يكون أنفه، ولم تكن هناك أي شفاه».وانهارت سمر يزبك (42 عاما) أمام ذلك المشهد، فأوقفوها على قدميها من جديد كي تواصل جولتها داخل ذلك المجزر، . لايكفي هذا النوع من الترهيب , انما لحأت السلطة الى الترهيب الاجتماعي , حيث  اجبرت السلطة اقربائها على التبرأ منها , واصبح اسمها “العاهرة ” حيث قالت مدرسة  في مدينة جبلة لطفلة  هي ابنة أخيها على أن عمتها  “عاهرة” ,  وخاصة العهر  وجدها العديد من الطائفيون عند السسيدات العلويات ,فحسب   أبي حسن  تتمع بالعهر كل من روزا ياسين حسن  وفدوى ابراهيم  وكل سيدة أخرى عارضت الأسد بشكل ما .

لماذا عبد العزيز  الخير؟فعبد العزيز الخير ليس من دعاة التدخل الخارجي , وليس من مروجي العسكرة  , وبينه كشيوعي وبين التفكير الديني والوهابية لاتوجد أي قواسم مشتركة , وهو لم يحمل السلاح , اضافة الى كونه متضرر من  النظام الذي لاحقه وسجنه عشرات السنين , ولماذا لم يختطف الأسد  حسن عبد العظيم , الذي كان مع الخير في الصين؟, يوجد سبب  لهذا العمل المنكر بدون أي شك , وهذا السبب غير معروف بشكل أكيد , من الممكن  مثلا  ان تكون تصفية الخير ضرورية  , لأنه قد يخطر على بال  أحد كالأخضر الابراهيمي  أن يقترح الخير لرئاسة حكومة انتقالية مع بقاء الأسد رسميا  كرئيس للجمهورية (رئاسة شكلية ) حتى عام 2014 , والخير ناجح  كمنافس للأسد  هو أمرلاتطيقة التسشكيلات العائلية في القرداحة , حيث تناصب عائلة الخير  عائلة الأسد العداء , وحيث تتمع عائلة الخير بسمعة نظيفة في الأوساط العلوية , وذهاب الأسد على يد الخير  يعني   سد الطريق أمام كل محاولة  لقيام دولة علوية  يمثل الأسد رأسها  وملكها  ..من هنا  يمكن القول على أن تصفية الخير بعد اختطافه  من قبل المخابرات الجوية  هو أمر  شبه أكيد , ولولم تكن هناك نية بتصفيته  , لما  تكتمت السلطة  على موضوع اختطافه أو اعتقاله .

هناك نقطة  اخرى جديرة   بالملاحظة  , وهذه النقطة هي  عدم اثارة موضوع الخير من قبل المعارضة , وامتناع المعارضة عن ممارسة التكهنات  بخصوص مصير الخير (ماعدا في اليوم الأول من اختطافه ) ,  وهنا  لايمكن معرفة السبب الأكيد  , الا أنه من المعروف عن السلطة ابتزازاتها , والأقرب الى المعقول  هو تهديد السلطة لهيئة التنسيق  لغض النظر  مؤقتا عن قضية الخير , واذا لم يتم ذلك  , فالسلطة قادرة على كل شيئ  بما فيه قتل الخير   وتذويب جثته  , كما حدث مع قريب  من الدكتور الخير  وهو الشاعر حسن الخير ,  الذي اختفى قبل سنين بعد اعتقاله من قبل الأمن , يقال على أن الأمن قطع لسانه وشنقه  , وأهله لايعرفون  لحد الآن  أين هي جثته .

من الصعب  تصور كل هذه الأشياء , وما حدث في سوريا ويحدث لحد الآن يفوق كل تصور !

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *