بازار البربرية في سوريا نشط جدا , الدولة وظفت الكثير من البرابرة في خدمتها , وما بقي تحول الى تجارة البربرية الحرة , له عصابته وله الخطافين , وفي سجونه يقبع المخطوفين , ولكل مخطوف سعره بالكاش أو بالتقسيط المريح , والسعر يراعي الوضع المادي للمخطوف , كما أن مؤسساات الخطف أصبحت اشتراكية (حققت اهدافا اشتراكية بعكس الحزب القائد لحد الآن ), تخطف مؤسسة المنصورون بالله الساحلية كوجه من أوجه الشبيحة العادلة , وتحصل على الفدية , وتقول على أنها ستعيد الدراهم لمخاطيف الساحل , خطفة علوية مقابل خطفة سنية مقابل خطفة حيادية , لاسنية ولا علوية , وبذلك نظم المجتمع السوري حيز اقتصادي ريعي , وهذا ماعجزت عنه وزارة الصلح والمصالحة , كل ذلك تحت اشراف القيادة الحكيمة , التي تحترم ارادة المواطن واستقلاليته في تدبير أموره , وجواب الأمن بخصوص استغاثة من مواطن تم خطف ابنه …دبر حالك , وهذا الأسلوب التقدمي جدا استعمله السيد المرحوم حافظ الأسد عام 1967 عندما كان وزيرا للدفاع في سياق الانتصار على اسرائيل في تلك الحرب! , أوامره كانت للعسكر المدعوس بالصرماية من قبل اسرائيل في الجولان بخصوص انسحاب هذا العسكر ..دبر حالك .. اقول ذلك طبقا لقاعدة ..والشيئ بالشيئ يذكر ! .
لم تعد هناك بطالة في العمل البربري , ففي البربرة العسكرية بلغت استحقاقات الشبيح أكثر من 2000 ليرة سورية شهريا , هذا ماعدا المكافأة في حال النجاح بالمهمة ..قتل ارهابي يضيف على الراتب مبلغا لايحلم به معالي وزير سوري , واغتصاب ابنة قحبة او بنت عرصة يرفع المستحقات بشكل شاقولي , يالهي ما احلاك وما اعدلك ياسوريا العظيمة.
ولوسمح لي القارئ بشيئ من التطرق الى موضوع المساواة والعدالة الاجتماعية في سوريا الأسد , علي أن أقول على أن تأسيس مؤسسة الخطف والعدالة في الساحل واسمها المنصورون بالله , هو تأكيد على مايسمى المعاملة بالمثل , ماحد أحسن من حدا , والرئيس رئيس الكل وليس رئيس فئة معينة , الرئيس هو رئيس جمهورية الخطف الأسدية , باركه الله .
البربرية لاتقتصر على العسكرية , وانما هناك توظيفات بربرية مهمة في كافة المجالات , ان كان في الاعلام أو الزراعة ..الخ وحتى في المدرسة وعند مأمور النفوس وفي العقارية والهجرة والجوازات , عن بربرية الهجرة والجوازات سمعت خبرا مميتا , تقول الهجرة والجوازات على انه ممنوع ان يغادر أي طفل الجمهورية , وخاصة مع أهله , وامكانية مغادرة طفل عمره سبع سنوات لوحده البلاد (طبعا بالواسطة والبقشيش ) أكبر من المغادرة برفقة اهله , الأمن شدد على هذه النقطة بالذات , وهنا لاتنفع الواسطة ولا البقشيش , السبب هو التالي , مغادرة الطفل مع أهله تمكنه وتمكن الأهل من اللجوء الى دولة أخرى , ولماذا اللجوء والهرب من النعيم السوري ؟ .
الاحتقاظ بالأطفال كسجناء أو رهائن لدى سلطة البلاد هو أمر يقشعر له شعر البدن , وبرأي يمثل ذلك قمة توظيفات البربرية في الشأن السوري ..الخجل ..الخجل ياجماعة , هناك من لايخجل .