يتحدث البعض عن خطط لرحيل الرئيس الى منطقة الساحل , ولا أحد يعرف مدى صحة هذه الأخبار , الا أن التآكل المتزايد للسلطة , الذي يعبر عنه تزايد الانشقاقات وتزايد الخسارة على الأرض , وأساليب اهانة السلطة , التي منها مثلا اطلاق سبيل 200 جندي فورا قبض عليهم في منطقة المطارالدولي في دمشق , كل ذلك يدل على أن اعداد الجنود المقبوض عليهم مرتفع بشكل يتعارض مع ايجاد سجن لهم وسجان أيضا , كما انه يبرهن على مسلكية تقود الى تحسن الحاضن الاجتماعي للثوار , فهؤلاء الجنود البائسين لم يقترفوا ذنبا , ولم يجرموا بحق أحد ,ووجودهم في الجيش قسري الزامي , ومن يهرب منهم يعدم ميدانيا, ولا حول ولا قوة لهم , لذافان الانتقام منهم لا أخلاقي , وأصلا ممنوع دوليا .
هناك تكهنات تفيد على أنه توجد خطة لأسوء الاحتمالات , وهذه الخطة ترى انتقال الأسد الى الساحل بعد التخلي عن دمشق , ثم القتال من الساحل لآخر رصاصة , خطط لهروب القيادة موجودة عند كل دولة , لذا لاغرابة في هذه التكهنات .
لو فرضنا صحة هذه التكهنات , أسأل أين هي الوطنية في القيام بمحاولة من هذا النوع ؟, محاولة لانجاح في افقها , ذلك لأن نجاح الهروب الى الساحل ونجاح المقومة انطلاقا من الساحل , لايعني الا تقسيم سوريا , وهل تقسيم سوريا نجاح ؟ وحتى لو نجحت المقاومة بعض الأشهر قلا يعني ذلك انها سوف لن تفشل في النهاية , والحرب لعدة أشهر ستقود الى تهديم الساحل بعد ان أصبح الساحل مقبرة لشبابه , وهذا ليس نجاح , ولايمت للوطنية بصلة , اما اذا تألف بيت القصيد من عدة ايام أو اسابيع لكي يتم بعدها اصطياد الأسد , فلا معنى وطني من ذلك , انها مضيعة للوقت , والأفضل والأشرف هنا الاستسلام في دمشق , ثم المحاكمة , التي ستأتي حتما اذا لم يحدث المكروه القذافي , ولما الخوف من المحاكمة في سوريا الديموقراطية الجديدة وتحت اشراف دولي .
يقال على ان الهروب يشكل ثلثي المرجلة, الا أن الاعتراف بالمسؤولية عن الأخطاء التي حدثت , والوقوف بكل شجاعة أمام القاضي , وتقبل العقوبة المناسبة هو كل المرجلة