حكومات العالم تعرف مايسمى التنسيق بين اعضائها , والسلطة الآن تتواجد في تطور مهم , وهذا التطور يتصف بتآكل الأسد , الذي لايتوقف عن التبشير بأنه سينتصر , حيث أوعز الأسد قبل ايام الى رئيس الوزراء بأن يردد ماقاله بخصوص الانتصار , ومعهم اشترك الشيخ نصرالله في التغريد , ولطالما اتفق الرؤوس الكبار على النصر , يظن الانسان على أن النصر أت لامحاله .
نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع قام قبل يومين بالتشويش على المغردين , حيث قال على أن النصر غير ممكن لأي جهة , ان كانت السلطة أو المعارضة , وطالب بتسوية تاريخية بالاشتراك مع دول المنطقة والكبار في العالم , ولا يعرف احد أي شيئ عن التركيبة العجيبة للسلطة السورية , الرئيس سينتصر ونائبه يقول سوف لن ينتصر , ومن الملاحظ على أن فاروق الشرع تحدث عن الموضوع , وكأنه مواطن من اسبانيا !, وكأنه ليس له علاقة بموضوع السلطة السورية , أمر غير مألوف في الدول , وهل سوريا دولة ؟؟؟
انها ليست دولة وانما أقل من مزرعة , فالرئيس الذي سينتصر هو المارشال بشار حافظ الأسد القائد العام للقوات المسلحة , وهذه القوات المسلحة تخسر مدينة تلو مدينة وقاعدة عسكرية تلو الأخرى , يوم أمس الأول كانت كلية المشاة ,وبعدها مركز التدريب الجامعي , ويوم أمس مستودعات اسلحة قرب مدينة السفيرة , وكمية الأسلحة تزن الف طن , وكم كلف ذلك الشعب السوري من عرق الجبين , يشترون الأسلحة بالملايين ويسرقون أضعاف أضعاف ثمنها ,ثم يخزنوها بالقرب من حلب ,ولماذا بالقرب من حلب ,هل يوجد هناك تهديد خارجي ؟ .
لايوجد هناك الا تهديد داخلي , و80% من مشتريات الأسلحة تخص الحروب الأهلية وليس الدفاع ضد عدو خارجي , وتقديرات السلطة بما يخص الداخل صحيحة , الحرب الداخلية كانت متوقعة من النظام , الذي فعل كل مايمكن من أجل الانتصار , الا أنه لم ينتصر , وحسب فاروق الشرع لن ينتصر .
يقال على أن عسكر الأسد ترك المستودعات دون أي مقاومة , ويقال على أن العسكر باع الأسلحة للجيش الحر ..مشايلة ودفعة واحدة, ولا أجد فرقا بين بيع الأسلحة للجيش الحر سلميا وبين الاستيلاء على الأسلحة قسرا , الأسلحة عادت الى الشعب بشكل ما , وقد يكون هذا الشكل من أفضل الأشكال , الأـسد لايمثل الا نفسه وكتائبه , ولايستطيع الثقة بأحد , السلطة تقول على أن قائد كلية المشاة متآمر مع الجيش الحر , وهو قيد الاعتقال وما بقي من العساكر والجنرالات في الكلية اما انشق أو قتل أو هرب.
ماقاله نائب رئيس الجمهورية وتناقض ماقيل عن لسانه مع سياسة الرئاسة ,هو بمثابة انشقاق “وظيفي” , الشرع لم يذهب ليلا الى الحدود ولم يختفي ولم يقبض 20 مليون دولار (تسعيرة الانشقاق ,حسب الرواية الرسمية ), الا أنه انشق وبقي في البلاد متحديا نوعا ما , لعل بادرة الشرع تفتح المجال الى تقبل معارضة من داخل السلطة دون اللجوء الى الهروب , ضرورة الهروب بعد الانشقاق , وخاصة انشقاق رجال السلطة , انما هو الدليل على دوغماتيكية السلطة ورأسها ..اما معنا أو ضدنا !, ومن ضدنا هو خائن عميل سنلاحقه ونصفيه ,هذه العقلية لايمكن ان تنتج حكما صالحا , لذا لا اصلاح مع الأسد , وبالتالي لافائدة من الحوار ,والذي يريده الأسد بعد الانتصار على الثوار , أي انه يريد املاء شروطه على الفريق المهزوم , لعله يعترف بهذا الأسلوب عندما ينهزم , حيث يتم املاء الشروط عليه ..معاملة بالمثل !!