الفرق بين سلطة حاكمة , وبين عصابة كبير , وقد سمعت الكثير عن انحدار عسكر كتائب الأسد الى صيغة العصابات , كما أني رأيت العديد من الأشرطة المسجلة التي لا تنفي صفة “العصابة” عن هذه الفرق والكتائب والألوية, بل تؤكد ذلك , وبالتالي يؤلم ماحل بالجيش السوري من انحطاط مفجع , انحطاط بدأ بالمرض العقائدي البعثي , حيث أصبح الجيش جيش البعث العقائدي , ومن هذا الطراز لايوجد في العالم اكثر من سبعة جيوش , والانحدار الثاني والقاتل حدث بعد خصخصة الجيش ليتحول الى كتائب الأسد , ولا مانع من أن يكون للأسد كتائب خاصة به كغيره من المافيا , الا أن المافيا تمول كتائبها من مالها , وليس من مال الخزينة العامة ,أما الانحدار الثالث والأخير فقد كان تحول الكتائب الى عصابات كالشبيحة تسرق وتنهب وتقتل وتعذب وتخرج عن القانون كأي عصابة اخرى ..كجبهة النصرة على سبيل المثال , والشريط المرفق يؤكد كغيره من الأشرطة التي تعج بها قنوات اليوتيوب حالة “العصابة” التي وصلت اليها الكتائب , و كيف تتعامل مع معتقل يمكن الاستنتاج على انه تاجر مخدرات , أو ان تجارة المخدرات الصقت به , ومن يبلغ تلك الدرجة من الحيوانية , يستطيع الصاق تهمة بمواطن ..أين هي الصعوبة بذلك ؟ , لقد الصقت السلطة بعشرات الألوف من المواطنين تهما فحواها اضعاف الشعور القومي وحكم على هؤلاء بالسجن مع التعذيب عشرات السنين وبعضم اعدم أو لاقى حتفه في السجون .
المفارقة الأخرى كانت صورة اقتبستها من موقع كلنا شركاء ,الصورة تظهر السيد المسيح يحتضن الأسد ويطمئنه ..لاتخاف أنا معك , ولا اعرف مصدر الصورة , الا اني أحب تذكير من فبركها بخطبة الجبل للسيد المسيح وخطاب من خطابات الأسد , لعله يستطيع مقارنة المضامين !, اليس من العار ان يقال على أن السيد المسيح يحتضن الأسد , وكيف له أن يحتضنه ؟ , وهو الذي اعتدى على نصائحه وأقواله من اولها الى آخرها ؟ , قد يكون الاحتضان من باب التسامح والغفران , الا أن ناشر الصورة لايقصد ذلك بكل تأكيد , ولا يفكر بذلك قطعا , ناشر الصورة ,حسب تقديري, انسان طائفي نزق يرى في الأسد نصيرا طائفيا ضد السنة , ولو كان ناشر الصورة على أدنى درجة من الحرص على طائفته , لما وضع المسيح والمسيحية في موقع الاتهام , والأسد متهم بالقيام بالفظائع , هل يجوز اتهام المسيح أيضا ؟