الابتلاء بالكيماوي أو بالنظام !
التاريخ يعيد نفسه أحيانا , وما أشبه القائد الضرورة صدام بالقائد الخالد حافظ وما أشبه الحسينية يالأسدية وفي الأسلوب لافرق وقد وقع تحت نظري نص خبر عن صدام قرأته مرتين للتأكد على أنه ليس عن الأسد “في الخامس عشر من شهر آب عام 2002 أعلن مجلس قيادة الثورة بالإجماع ترشيح الرئيس القائد صدام حسين لمنصب رئيس الجمهورية لفترة رئاسية جديدة، حيث عقد المجلس اجتماعا برئاسة الرئيس القائد صدام حسين وبحضور جميع أعضائه وقرر ترشيح الرئيس صدام حسين لفترة رئاسية جديدة استنادا إلى أحكام الفقرة (أ) من المادة 57 / مكررة / من الدستور، وصدر مرسوم جمهوري بنفس اليوم دعا المجلس الوطني العراقي لعقد جلسة استثنائية للنظر في قرار مجلس قيادة الثورة بترشيح الرئيس صدام حسين لمنصب رئيس الجمهورية، وأعلن أن الاستفتاء على منصب رئيس الجمهورية في 15 تشرين أول 2002 حيث ستنتهي في هذا اليوم الفترة الرئاسية للرئيس القائد صدام حسين التي بدأت عندما أجري أول استفتاء على منصب رئيس الجمهورية في 15 تشرين أول عام 1995 لمدة 7 سنوات وقد حصل الرئيس صدام حسين في ذلك الاستفتاء على نسبة 99 بالمئة من أصوات الشعب العراقي.”. آالية النصب والاحتيال السياسي , آالية الاستفتاء , مدة الرئاسة , عهر التزوير ووقاحته , ولم يخجل صدام من نتيجة 99% , والأسد كان فخورا بنتيجة 99%.
ثم عن الانتفاخ والغرور والانفصام عن الواقع , فحدث ولا حرج , وعن القوة العسكرية والجيوش الأسدية ثم الحسينية , التي ستدمر عواصم العالم الشرير , وعن الكيماوي والصواريخ, فلا فرق بين من دمر العراق وبين من دمر سوريا , أليس دمار دول البعث لافتا للنظر ؟ أليس ابتلاع النظام وابتلاع الدولة من قبل عائلة التكريتي شبيه بابتلاع النظام وابتلاع الدولة من قبل عائلة الأسد.
لانعرف حقيقة ان كان صدام يملك كل ما تحدث عنه من صواريخ عابرة القارات , على كل حال دفع العراق ثمنا باهظا جدا لثرثرته ,وأبسط الناس يعرف , على الكتمان هو قوة لايجوز القضاء عليها بالثرثرة , لقد قال صدام على انه سيدمر لندن خلال خمس دقائق , والثرثرة السورية لاتختلف اطلاقا عن الثرثرة العراقية , خالد العبود يستطيع خلال دقائق تدمير الخليج والسعودية وتركيا معا , الا أنه لم يصل الى أوروبا ذلك لأنها محذوفة من قبل وزير الخارجية الخارجية , وطالب ابراهيم يسأل , من الذي يريد تطبيق حظر جوي على سوريا ؟ ,فسلاح الطيران السوري هو الذي سيطبق الحظر الجوي على المنطقة بكاملها من المحيط الى الخليج , وعن البحار فهناك بوارج وغواصات حزب الله , التي ستسيطر على الأبحار خاصة المتوسط وستخنق اسرائيل والاسطول السادس معا .
عن الكيماوي, ولا نعرف حقيقة ان كان هناك أصلا كيماوي , فالكيماوي خاص بالغزو الخارجي يقول المقداد , وهذه ثرثرة ثمنها مرتفع جدا , اذ لايجوز لأي دولة في العالم (حتى وان لم توقع على اتفاقية حظر اسلحة الدمار الشامل ) التلويح باستخدام اسلحة ممنوعة , ولا أعرف حقيقة سببا وجيها لهذا الغباء السياسي , وأظن على أن المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي فعلها عمدا عندما تحدث عن امتلاك سوريا لأسلحة كيماوية , لم تكن زلة لسان ولم تكن امرا عفويا , وانما امرا مقصودا منه , وانشقاقه بعد شهور من هذه الحادثة يرجح فرضية الافشاء على الهواء للأسرار العسكرية .
ماهي الفائدة من امتلاك اسلحة من الصعب التعامل معها , ولطالما من الصعب تصور استخدامها من قبل جيش أبو شحاطة , اذا أن استخدامها سيقود الى ضربات انتقامية تزيل سوريا من الوجود , وهل بمقدور الجيش السوري ان يخوض معارك بأسلحة من هذه النوعية , وهل تعريض سوريا الى مخاطر من هذا النوع عمل وطني ؟, وما هي الاستعدادات السورية للوقاية من ضربة انتقامية ؟ أين هو القناع ؟ وأين هي الأدوية ؟ وأين هي المشافي القادرة على التعامل مع التسممات والحروق بسبب الغازات السامة, وقد تعطل 80% منها خلال السنة الفائتة , وحتى لو لم يتعطل أي مشفى , فسوريا غير قادرة , حسب تقديري , على القيام بكل هذه الأمور , التي تعجز حتى الدول الكبرى عن القيام بها .
اذا كان الاستخدام غير وارد فلماذا شراء هذه البضاعة , التي يوظفها البعض كسبب لضرب سوريا وادانتها وتضييق الخناق عليها , لاخبز في البلاد ولا مازوت ولا غاز والأسعار لايمكن تصورها , وعدد الفقراء بلغ 8 مليون سوري (قبل الأحداث) وبعد الأحداث اكثر بكثير حيث خسرت سوريا من جراء التدمير أكثر من 100 مليار دولار والميزانية العامة تبلغ 16 مليار دولار, ومن سيعوض هذه الخسارة ؟ ولماذا هذه الخسارة ؟ أهي من أجل بقاء الأستاذ الأسد ؟ او من اجل تدجيلة المقاومة والممانعة ؟.
الانسان السوري يريد حياة كريمة له اولا , عندما يصبح حرا يستطيع السعي لتحرير الآخر , وعندما يصبح ميسورا, يستطيع مساعدة الآخر , اما وان الانسان السوري عبد وفقير اضافة الى ذلك , فلا يستطيع تحرير الآخر ولايستطيع مساعدة الآخر , وكفاكم دجلا وكذبا واقبروا سمومكم وكيماوياتكم في أي صحراء , قبل أن تقبروا الشعب السوري في البلاء
يقال على ان الكيماوي أصبح في الساحل , لو كنت مواطنة من الساحل لكنت أول من يثور ضد الأسد وكيماوياته , فما هي عواقب وضع الكيماوي في منطقة الساحل ؟ هل يريد النظام الدفاع عن الساحل بالكيماويات , ولماذا الدفاع عن الساحل , هل ضد الغزو الاسرائيلي أو الأطلسي أو الكوني , الكيماوي في الساحل وفي الداخل كمن يجلب الديب الى عنماته , الديب سيفترسهم جميعا اللحم والعظم .
أحيانا أسأل نفسي كيف يصل انسان الى مرتبة رئيس جمهورية ؟ والأمثلة التي اراها لاتدل على ان الذكاء ضروري اطلاقا , وحتى الجنزن الرسمي لايمنع من أن يصبح ا الأخ معمر ملك ملوك افريقيا