لاشك في أن ممارسة الحكم , هو واجب رئيس منتخب , قبل أن يكون حق لهذا الرئيس المنتخب , ولست هنا في سياق البرهنة عن عدم شرعية رئاسة السيد بشار الأسد , لذا أقول عفى الله عن الماضي , السيبد بشار الأسد أصبح بشكل ما رئيسا لهذه الجمهورية التعيسة ,وهو الشاب , الذي يجب أن يكون منفتحا , ومعظم الشعب السوري رحب به عام 2000 متناسيا مفارقات اغتصاب الدستور وغير ذلك , عليه عقدت الكثير من الآمال , التي تبخرت بسرعة عظيمة , ففرخ البط اثبت بعد وقت قصير جدا على أنه عوام كوالده , الا أنه ليس بذكاء الوالد , لذا كان عسيرا عليه فهم الكثير من الأمور البسيطة , والعلاقة معه أصبحت متردية , فهو متردد ,وما يقوله ظهرا ينساه عصرا وينقلب عليه مساء , ثم يقلبه ليلا (عن رياض حجاب ), فرخ البط عوام في مجالات غير مفرحة ..انه أشد فتكا من أبيه , وأقل ادراكا بفداحة بعض الأمور من ادراك أبيه , ومن أهم معالم فشله في الادراك هي العلاقة بين رئاسته وبين تعاظم المد الأصولي , ثم اضطراب ادراكه بخصوص مستقبل سوريا في سياق تعاظم المد الأصولي .
كلما طالت الرئاسة ومفاسدها , تعاظت قوة التيار الديني المعاكس للتيار الديني الحاكم , وتفاقم علوية السلطة يتناسب طردا مع تفاقم سنية المعارضة , ولهذا فان بقائه هو عامل محرض ومساعد لتمادي سنية المعارضة وتمادي علوية السلطة , وهذا التطور لايستقيم مع الادعاء بأن سيادة الرئيس يريد مكافحة الطائفية ,الرئيس هو من خلق المزيد من الطائفية , وهو الذي دمر البلاد أو أنه المسؤول الأول عن تدمير البلاد .
اذا كان من حق الرئيس المنتخب أن يحكم , فانه من أهم واجبات هذا الرئيس أن يستقيل , القدرة على الحكم تتناسب طردا مع المقدرة على الاستقالة …وعندما يرى رئيس منتخب , على أن وجوده في الرئاسة ضار بالبلاد , فمن واجبه الاستقالة , وللأسف فان الرئيس السيد بشار الأسد فشل في ممارسة الحاكمية , وفشله الأكبر كان في عدم مقدرته على الاستقالة .
وجوده كممثل للفساد وسوء الادارة والتعنت والاستبدادية ومصادرة الحريات وممارسة الاغتيالات ومنها اغتيال كل محاولة لنشر الديموقراطية في البلاد , هو وجود سلبي ,هو وجود كارثي , وهو شخصيا المسبب الرئيسي لتعاظم الطائفية في البلاد , ان كانت بشكل تطرف سني أو تطرف علوي , وهو لايدرك ذلك اطلاقا , ثم انه يظن فعلا على أنه سينتصر خاصة على الكون في حربه ضد القوى الكونية , وسينتصر كعلوي على السنة !ّ, ويظن فعلا على أن الشعب يؤيده بنسبة 99,99% ولايقوى على أن يسأل نفسه , لماذا يؤيدني هذا الشعب ؟؟وماذا فعلت لهذا الشعب لكي يتقدم وينعم بالحياة ؟؟ والسيد بشار الأسد لايدرك على أن اسطورة حماية الأقليات لم تعد تنفع , وعلى أن اسطورة المقاومة والممانعة لم تعد تجدي الا باثارة السخرية والضحك , كما أنه لايدرك على أن التشكيلة الحاكمة مثيرة للريبة .. من يحكم هو الحاكم المطلق اضافة الى اخيه وخاله وابن خالته ..الخ , والسيد بشار الأسد لايدرك اطلاقا كارثية قوله على أن ابنه الصغير حافظ سيصبح رئيسا للجمهورية , ولا اعرف مايستطيع سيادة الرئيس ادراكه , أظن ليس بالكثير , لايردك على أن البلاد ليست حاسوب , وان ألعاب الحاسوب تختلف جدا عن ألاعيب السياسة .. ارحل بسلام !, ان كان ذلك ممكنا , ودع السلام يحل على البلاد , تذكر , الاستقالة تتطلب أيضا شجاعة , كن شجاها !