أهم واجبات الرئاسة !

لاشك في أن ممارسة الحكم , هو  واجب  رئيس منتخب , قبل أن يكون حق  لهذا الرئيس المنتخب , ولست هنا في سياق  البرهنة  عن عدم شرعية رئاسة السيد بشار الأسد , لذا  أقول   عفى الله عن الماضي , السيبد بشار الأسد أصبح بشكل ما رئيسا لهذه الجمهورية التعيسة ,وهو الشاب  , الذي يجب أن يكون منفتحا  , ومعظم الشعب السوري رحب به عام 2000  متناسيا  مفارقات  اغتصاب الدستور  وغير ذلك , عليه عقدت الكثير من الآمال , التي تبخرت بسرعة عظيمة , ففرخ البط اثبت بعد وقت قصير جدا على أنه عوام  كوالده  , الا أنه ليس بذكاء الوالد  , لذا كان عسيرا عليه فهم  الكثير من الأمور البسيطة  , والعلاقة معه  أصبحت  متردية  , فهو متردد ,وما يقوله ظهرا ينساه عصرا   وينقلب عليه مساء , ثم يقلبه ليلا (عن رياض حجاب ),  فرخ البط عوام  في مجالات غير مفرحة ..انه  أشد فتكا  من أبيه , وأقل ادراكا بفداحة بعض الأمور من ادراك أبيه  , ومن أهم  معالم فشله في الادراك  هي العلاقة بين رئاسته  وبين تعاظم المد الأصولي , ثم اضطراب ادراكه بخصوص مستقبل سوريا  في سياق تعاظم المد الأصولي .

كلما طالت الرئاسة ومفاسدها  , تعاظت قوة التيار الديني المعاكس للتيار الديني الحاكم , وتفاقم علوية السلطة  يتناسب طردا مع تفاقم سنية المعارضة , ولهذا فان بقائه  هو عامل محرض ومساعد  لتمادي سنية المعارضة  وتمادي علوية السلطة  , وهذا التطور لايستقيم مع الادعاء  بأن سيادة الرئيس  يريد مكافحة الطائفية ,الرئيس هو من  خلق المزيد من الطائفية  , وهو الذي دمر البلاد  أو أنه المسؤول الأول عن تدمير البلاد .

اذا كان من حق  الرئيس المنتخب  أن يحكم , فانه من أهم واجبات هذا الرئيس  أن يستقيل  , القدرة على الحكم تتناسب طردا مع المقدرة على الاستقالة …وعندما يرى رئيس منتخب  , على أن وجوده في الرئاسة ضار بالبلاد  , فمن واجبه الاستقالة  , وللأسف  فان الرئيس السيد بشار الأسد  فشل في  ممارسة الحاكمية  , وفشله الأكبر  كان في عدم مقدرته على الاستقالة .

وجوده كممثل للفساد  وسوء الادارة  والتعنت  والاستبدادية   ومصادرة الحريات  وممارسة الاغتيالات  ومنها اغتيال  كل محاولة  لنشر الديموقراطية في البلاد , هو وجود سلبي ,هو  وجود كارثي , وهو  شخصيا المسبب الرئيسي لتعاظم الطائفية في البلاد ,   ان كانت بشكل تطرف سني أو تطرف علوي , وهو لايدرك ذلك  اطلاقا  , ثم انه يظن فعلا على أنه سينتصر  خاصة على الكون في حربه  ضد القوى الكونية ,  وسينتصر  كعلوي  على السنة !ّ, ويظن فعلا على أن الشعب يؤيده  بنسبة 99,99%  ولايقوى على أن يسأل نفسه , لماذا  يؤيدني هذا الشعب ؟؟وماذا فعلت  لهذا الشعب لكي يتقدم وينعم بالحياة ؟؟ والسيد بشار الأسد لايدرك على أن  اسطورة حماية الأقليات  لم تعد  تنفع , وعلى أن اسطورة المقاومة والممانعة  لم تعد تجدي الا  باثارة السخرية والضحك , كما أنه لايدرك  على أن التشكيلة الحاكمة مثيرة للريبة .. من يحكم هو الحاكم المطلق اضافة الى اخيه وخاله وابن خالته   ..الخ , والسيد بشار الأسد لايدرك  اطلاقا كارثية قوله  على أن ابنه الصغير  حافظ سيصبح رئيسا للجمهورية , ولا اعرف مايستطيع سيادة الرئيس ادراكه , أظن  ليس بالكثير ,  لايردك على أن  البلاد ليست حاسوب , وان ألعاب الحاسوب  تختلف جدا عن ألاعيب السياسة .. ارحل بسلام !, ان كان ذلك ممكنا , ودع السلام يحل على البلاد , تذكر , الاستقالة تتطلب  أيضا شجاعة , كن شجاها !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *