سبحان الخالق على خلقه ,والمقتدر على قدري , الذي توظف مؤخرا برسم التنفيعة كنائب لرئيس لمجلس الوزراء , القادر على كل شيئ, والذي بيده الحل والربط في كل أمور البلاد والعباد , طبعا تحت رعاية القيادة الحكيمة !, ومن مآثر المقتدر بعون الله قدري ,كان نشاطه الأخير في التنقيب بعلم الغيب , اذ قال على أن الاقتصاد السوري سيصاب بسكتة قلبية مميتة اذا استمرت الأحوال على حالها ثلاثة أشهر على الكمال والتمام , مقولة لها مبرراتها , ثلاثة أيام بعد هذا التشخيص الدراماتيكي عكس المقتدر بعونه انذاره (حركة تصحيحية ) وبشر بأن الليرة السورية ستصبح خلال ثلاثة أشهر أقوى ليرة في العالم , ومن أين أتى هذا الخبر السار وهذه القوة ؟ طبعا من القيادة الحكيمة , التي أمسكت المتشائم قدري باذنه وشدت عليها قدر المستطاع , حتى قارب قدري من القدر , هنا صاح المقتدر صيحته الوطنية مبشرا بتفوق الليرة السورية خلال ثلاثة اشهر على ليرات العالم أجمع ..هكذا يتكلم العلم , و لمن لايعلم اريد القول على أن مقدرة قدري بأمور الاقتصاد تفوق مقدرة ايرهارد الألماني أو حتى آدم سميث الأمريكي , تحليلات قدري تزاحم تحليلات ماركس في “رأس المال” , ولو قدر لاريرهاد وماركس طول العمر , لكان لهم التلمذة على أيدي قدري , طيب الله ذكره وحماه من كل مكروه.
الفعطة الأخرى التي انجزها قدري بالتعاون مع الحيدر علي ,كانت مؤتمر المعارضة الوطنية في فندق الداماروز , ومن الغريب تشكيلة هذه المعارضة في قلب وزارة الأسد , حيث يمكن القول على ان تشكيلة وزارة الأسد تمثل مرحلة مابعد الديموقراطية ,فالمعارض هو عادة معارض للسلطة أو الحكومة القائمة , وعندما يصبح المعارض في الحكومة لايسمى معارضا , أيعارض نفسه ؟ فهناك على مايبدو التباس بين المعارض وبين حزب في ائتلاف ,حيث يتم تشكيل ائتلاف بين الحزب الصغير والحزب الأكبر , وعندها يستلم رئيس الحزب الأصغر منصب نائب رئيس مجلس الوزراء , وفي هذه الحالة لايسمى هذا “معارض ” .الا أن الوضع في سوريا , كما قلت, متقدم جدا على الديموقراطية الكلاسيكية ..وهذه المرحلة التي ابتكرها الفكر السياسي السلطوي السوري رائدة ….صدق وزير الخارجية بقوله ستكون ديموقراطية الأسد غير مسبوقة , وستكون قدوة لكافة دول العالم ..كل تلك المنجزات هي منجزات الرئاسة التي بشر بها بشار في العديد من أقواله المأثورة , التي ينشرها يوميا للشغوفين بها موقع عشاق الأسد وغيره من المواقع الحريصة على تسويق الفكر الثوري الأسدي بشطريه الخالد والمؤبد .
مؤتمر المعارضة العجيبة الغريبة في الفندق المذكور لم يتم بخير تماما , اذ تخلل المؤتمر عرضا عسكريا لبعض الضباط التائبين للأسد والله تعالى , وقد بين بعض المشاغبون على أن رزمة الضباط التائبة ليست الا مجموعة من الممثلين لتمثيلية تافهة أكثر من تفاهة منتجها ومخرجها الثنائي الحيدر والمقتدر, لقد كانت تلفيقة مفضوحة وغير مألوفة من أجهزة امتهنت مهنة التلفيق..المقتدر جديد بعض الشيئ على هذا الكار والتعلم ليس عيب, من علمني حرفا صرت له عبدا ..حياك الله ياقدري ..ياجميل
