صناعة الوحش

تنظلم   الحيوان   , عندما   نلصق   به   صفة   التوحش  ,  الذي    يأبى     عن  ممارستها   ,  كما   يمارسها   بعض   البشر  ,  لفة     صماء  صادمة   ,    يكفيها    ذلا  ماتعبر   عنه  من     مزيف   كاذب   , ,  الانساء     السيئ     ليس   متوحش   أي    أنه   كالوحوش   ,   فالوحوش    لاتقوم  بما   يقوم   به   هذا  الانسان   ,  وحتى    القتل  والافتراس   الذي  تمارسه   بعض   الوحوش  ,  يختلف   بشدة   عن   القتل  والافتراس   البشري   المنفلت   من   أي  مبدء   او  قاعدة   ,  وحوش   البراري    أكثر   تقيد   بقوانين   الغاب   بعكس    اليشر   الذي   حولو     حياتهم   الى  حياة  غابة   منفلتة ,   الوحش   يقتل   ليقتات  أما   البشري   فيقتل   تلذذا  ومتعة  …. كتب  ممدوح  عدوان   نقلا   عن  ريمون   آرون     “قد يحدث للذئاب أن تقتتل في مابينها , ولكن رادعا غريزياً يحول من دون إقتتالها حتى الموت , فالحيوان المقهور الذي يسلم عنقه لأنياب خصمه لايجهز عليه خصمه ” .

قتلت   الأسدية   بالشراكة   مع    الفصائل   الاسلامية   مئات  الألوف   من   البشر   وخربوا   البلاد   الى  حد   الاستعصاء   على   اصلاحها , ولست  هنا   في   سياق   تعداد  ما  قاموا  بها   ,  الا  أن  كل   ذلك   لم   يمنع    الاسدية  فاقدة   الخجل   عن   عزمها   على   الترشح   للانتخابات   القادمة ,  وهي   تعرف    تمام   المعرفة   ل[ن  ٩٩٪  من   السورييين    لايريدوها   , ولكن    النتائج   المتوعة  , والتي   تكنب    في  مواخير   المخابرات   ستقلب   المعادلة ,  ولا   فرق   بين   الأسدية  واصولية  الفصائل   الاسلامية   ,  يعتبرون   نفسهم   ثوار    يريدهم   حوالي   ٨٠٪  من   الشعب   السوري   ,  وتحت   سلطتهم     سيتم   التأسيس   للديموقراطية    والعدالة   الاجتماعية    واحترام   الحريات ….    يجب   على   الجميع   التأكد   من  كون   كل   ذلك   متوقع  من  الاخوان حرية   …ديموقراطية  …عدالة  اجتماعية….الأمثلة  عن  نجاحاتهم   في  تحقيق  كل   ذلك   متوفردة   في  كل   العالم ,   اينما  حكموا   عدلوا !  اينما  حكموا   لم  يقتلوا  ولم  يذبحوا  ولم   يبعوا   النساء  بالوزاد   العلني   ولم  يمارسوا   ابادة  البشر  جماعيا   ….انهم   ثوار  من  أجل    الحرية   ,  كما  هو  بشار  رئيسا   من  أجل   الحرية  أيضا …

ويطال الظلم في اللغة الحيوان أيضاً فيلصق كصفة لكل أفعال الانسان اللامنطقية والتي ينأى الحيوان بنفسه عن مانفعل . فسياسة القتل والإفتراس – التي من المضحك المبكي أن يحتل فيها المنادي بحقوق الحيوان المركز الأول – لاتحدث في الطبيعة بعشوائية أو بهدف المتعة بل بدافع الجوع , حتى سياسة التشفي من الضعيف نادراً مانجد لها ذكراً في عالم الحيوان , وفي ذلك يذكر لنا ممدوح عدوان في “حيونة الإنسان ” نقلاً عن ريمون آرون ” قد يحدث للذئاب أن تقتتل في مابينها , ولكن رادعا غريزياً يحول من دون إقتتالها حتى الموت , فالحيوان المقهور الذي يسلم عنقه لأنياب خصمه لايجهز عليه خصمه ” .

 وقد يكمن العذربتشبيه الإنسان بالحيوان في لحظة ما بسبب حجب العقل عنه أثناء قيامه بالفعل لا بحجة غياب المشاعر .

فسوداوية صور المجازر التي لايلمع فيها إلا صوت حفيف السكين على أعناق الأطفال ولا يرى فيها إلا رائحة الدماء المتبقية على ملابس الجناة لاتدع مجالاً للشك بأن مرتكبها يغرق في نشوة تدفعه الى المسارعة للقتل وكأنه في موعد للقاء المحبوب لتختفي أي إحساس بتردده للحظة بالإندفاع للأمساك بشعرالضحية ورفع عنقها عالياً . فهذا الهوس المغيّب للعقل لايوصف إلا بنشوة تعتري الإنسان وإن غابت الحبوب المخدرة عنه فلابد من وجود رغبة محقونة في مكان ما تهتاج لها مشاعره .

إن المتتبع لخط المجازر في سوريا يلحظ تطور أسلوب القتل في كل منها , ففي البداية كانت المجازر تحدث عن بعد وبأسرع طريقة ممكنة كإطلاق النارعلى الضحية مما يعني إحتكاك أقل بين القاتل والقتيل و ذكريات قصيرة الأمد وربما كانت هذه أولى خطوات تربية الوحش إذ تكمن الصعوبة في الجسد الأول المترنح تحت غضب طلقة ورجفة مطلقها , ومع تكرار الإطلاق تصبح اليد أكثر ثباتاً وترتفع نسبة إصابة الأهداف . وكلما صغرت المسافة بين الإثنين كان دليلاٌ على تقزم الإنسان في داخل القاتل أمام الوحش الذي أصبح بحجم إنسان .

مع كل هذا فإن أعتى القتلة وأكبر الوحوش سيتردد لحظة قبل أن يمسك بمقبض سكين ليجز عنق طفل بلل سرواله من الخوف , من هنا يظهر ضعف القاتل والذي يرى في طفل أو إمرأة عدو مرتقب يهدده بجز حياته فيسبقه للحفاظ على نفسه بجز عنقه .. ألم تشتموا أنفاس نظام طائفي بعد؟

بعد أن فشل النظام في بث السم الطائفي من خلال الرصاص وقذائف الهاون يحاول الآن بكل ما أوتي من ظلم أن ينشر الطائفية بالسكاكين والبلطات التي سلّح بها خائفون أو قتلة متمرسين ولافرق بين الإثنين بعد المجازر .

لماذا السكاكين ؟

يظهر تورط النظام ومحاولته إستدراج المجتمع السوري الى مستنقع الطائفية في عدة مواطن منها مثلاً إعتماده على الأخطاء والجهل في الثقافة الشعبية والتي يتناول فيها الناس أن قتل الشيعي لسني هو صك لدخول الجنة , وبأن الوسيلة الأفضل لهذا الإرسال تكون عن طريق الذبح بسكين والتي لا دليل على صحتها في معتقدات الطائفة الشيعية , هذا عدا عن شهادات الناجين من المجازر واللذين تحدثوا عن ترديد القتلة لكلمة “ياعلي” قبل كل عملية ذبح وكأنها شعيرة دينية تردد على رأس كل ضحية لا كجريمة يقف ورائها الحقد .

وبالإضافة الى المعتقدات الشعبية فاختيار الموقع الجغرافي لكل مجزرة سياسة ممنهجة يتبعها النظام فالصفة الغالبة للقرى أو الأحياء التي تقام عليها المجازر أن تكون من طائفة الأكثرية المحاطة بأحياء أو قرى علوية .

وعلى مقدار وعي الشارع وردة فعله يكون التصعيد والهمجية في المجزرة التالية والتي لاتبعد عن سابقتها أكثر من بضعة أيام في ظل غطاء من التواطؤ العالمي مع إتباع ذات الإسلوب في كل مجزرة , وعلى الرغم من وعي الشارع فإن على المثقفين وأصحاب التأثير أن يعلوا صوتهم اليوم أكثر من أي وقت مضى فالمجازر المرتكبة محاولة لتغذية الوحش في داخلنا ليكبر وإن تمنع الشارع للإستجابة مرة وإثنتين وثلاثة قد ينهار في الرابعة مالم تقابل هذه الهجمة النظامية بحملات توعوية مقابلة .

الوحش النائم سيلعن الله من يوقظه ..

صناعة الوحش” comment for

  1. الرأس وحش , والجسد توحش , وعذرا من الوحوش , التي هي بغريزيتها وعدم حضارتها أكثر قربا من الانسان مقارنة بالنظام , الذي لم يملك أي معالم بشرية , لذلك لم يفقد شيئا من هذه المعالم , النظام لم يتحول الى وحش , وانما هو بالأساس وحش ,
    هل توقف هذا النظام خلال الخمسين سنة الأخيرة عن ممارسة القتل والاغتيالات ؟هناك سحلات التاريخ وهناك المجازر التي لم تتوقف يوما ما من حماه الى صيدنايا الى تدمر الى قطع لسان حسن الخير الى ابتكار معتقلي “الرأي” , وهل يوجد في العالم تعريف لمعتقل بهذا الشكل , الرأي سبب للاعتقال والسجن عشرات السنين وحتى الموت , ثم يقال بوقاحة لانظير لها , الآتي أسوء , وهل يوجد أسوء حتى في مجال التصور ؟
    لم تتوقف ابتكارات النظام عند جماعة معتقلي “الرأي” النظام خلاق وقد خلق اشياء اخرى , خلق الشبيحة وخلق اللجان الشعبية وخلق الطائفية وقاد البلاد الى حرب أهلية وابتكر دجل الممانعة والمقاومة ثم الأحلاف مع اسوء قراصنة السياسة والاستبداد في العالم من الديكتاتور الصيني الى رجل المخابرات الروسي الى الملالي الايراني الى شيعة حزب الله الى اخونجية حماس , والقاسم المشترك بين هؤلاء جميعا هو احتقارهم للانسان وتوحشهم ..انظروا الى مدينة غروزني في الشيشان وقارنوها بمدينة حمص او درعا او دير الزور او دمشق او حلب او ادلب او الرقة او البوكمال ..أو حتى برلين بعد الحرب العالمية , وحتى هتلر لم يقصف مدنا المانية تحولت الى الحلفاء بالطيران والمدفعية وبراميل المتفجرات والقنابل العنقودية والسموم (تسمم قرية بالقرب من بلدة الحصن ), لقد كان هتلر على درجة أقل من التوحش مقارنه بالقائد الى الأبد , وحتى الديكتاتورية الصينية لم تفعل بشعب التيبت كما شنعت القيادة الحكيمة بالشعب السوري , والملالي أكثر تحضرا من أسدنا , وحتى حماس لم تتوصل الى وحشية الأسد وناهيكم عن حزب الله الأكثر تطورا من الأسدية , حزب الله لم يتحول الى حزب شخص نصر الله , بينما تحولت السلطة الى حزب شخص بشار الأسد
    اظرف ماتعرفت عليه هو ادعاء احد الزبانية بقوله ماذا تريدون ؟تريدون اسقاط النظام , فالنظام سقط وزالت المادة الثامنة وتعددت الاحزاب , ومات حزب البعث سريريا, والرئيس هو الذي قتل حزب البعث , ونحن اليوم في نظام ديموقراطيي جديد اسمه نظام بشار الأسد الاصلاحي , ألا ترون كيف يصلح نظام الأسد الاصلاحي البلاد , ومن لايرى هو اما أعمى أو خائن أو مندس أو متآمر , والدلائل تشير على أن الشعب السوري لايرى ..وأنا شخصيا لا أرى الا الخراب ولا أرى الا تحول الانسان السوري الى وحش

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *