خيبة أمل راكبة جمل

                                  استضافت ايران  مؤخرامؤتمر عدم الانحياز , ومن المنطقي  ان ترغب طهران  بتطورات  من خلال هذا المؤتمر تصب في مصلحتها  , فايران دفعت الكثير من أجل المؤتمر ..التكاليف كانت باهظة وتراوحت  حول 600 مليون  دولاار , اضافة الى الجهد والوقت  وتفرغ مؤسسات الدولة للانشغال بالمؤتمر ..الخ .

يمكن القول   على ان النتائج لم تكن  كما ارادت ايران  ..خيبة أمل !, وأول مظاهر خيبة الأمل  كانت الحضور المتواضع جدا للرؤساء , والمظهر الثاني كان سرعة اكتشاف تزويرة خطاب الرئيس محمد مرسي , التي تعتبر فضيحة لم يعرف العالم  لحد الآن مثيلا لها , ولم تكن هذه التزويرة  وحيدة  , فبعد اجتماع بان كيمون مع  المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية  , قال مستشار المرشد  على ان كيمون  قال  أمام المرشد مايلي :قال السكرتير العام للأمم المتحدة مخاطبا المنزلة السامية للزعيم: أنت لست زعيما لإيران فحسب، ولكنك تتمتع أيضا بالزعامة الدينية في العالم الإسلامي بأكمله. لقد جئنا متضرعين إلى بابكم كي نسألكم المساعدة في حل المشاكل التي يعاني منها الإقليم، بما في ذلك سوريا، حيث إننا نواجه مصاعب جمة في كل تلك المجالات». أطلقت مزاعم ولايتي العنان لسيل من عناوين الصحف التي ادعت أن مون أشاد بخامنئي، واصفا إياه بـ«زعيم العالم الإسلامي», وقد نفى بان كيمون على أنه قال أي كلمة من الكلام التملقي الذي نسب اليه ..فضيحة أكبر من الأولى !.

من اهداف المؤتمر كان هدف اظهار عدم وجود عزلة حول ايران , وهناك هدف آخر هو  تدبير نوع من الدعم للأسد ثم  عولمة المرشد الأعلى للجمهورية  ووضعه في مرتبة الزعماء  العالميين الروحيين   كالبابا مثلا , وكسر المنع والحصار حوله , حيث أن  المرشد الأعلى  متهم باتهامات خطيرة  تجعل من مغادرته لايران  مغامرة قد تقود الى اعتقاله (مذكرة القاء القبض عليه من قبل المحكمة الجنائية في برلين لتورطه  باغتيال القادة الأكراد في برلين ), ومناسبة  انعقاد المؤتمر في طهران لم تخفف من   مخاطر ملاحقته , حيث لكم يتواجد في طهران أي من الزعماء الكبار في العالم , والذي يستطيع التوسط  مع القضاء الألماني بخصوص المرشد الأعلى علي خاميني .

الغرب انتقد بان كيمون  والرئيس محمد مرسي  لحضورهم المؤتمر , وايران  فرحت بحضورهم مبدئيا , الا أن تصريحاتهم  قلبت الموضوع رأسلا على عقب ,فيا ليتهم لم  يأتو الى طهران !  ومعظم انزعاج الحكومة الايرانية كان بسبب  الرئيس محمد مرسي وبان كيمون , والأخير وجه انتقادات لاذعة  لايران  وذلك في مناسبتين , أولا في سياق خطابه , وثانيا في سياق مقابلته مع المرشد الأعلى .

على هامش المؤتمر , كان لبعض تصريحات  الايرانيين  صدى سيئ جدا فمساعد نجاد محمد رضى رحيمي قال  على أن  المؤتمر  مهد الطريق  أمام ادارة عالمية  تعتمد على تعاليم امامنا , وآخر قال  ان نظام عالمي جديد يتشكل  بزعامة قائدنا …وهل يمكن لنعيق من هذا النوع أن يرفع من  مستوى ايران  ويحسن سمعتها ؟؟ وقول الايرانيين  التهريجي  على أن خامني  ليس زعيما اسلاميا فقط  وانما زعيم للانسانية كلها  شبيه بقول احد أعضاء مجلس الشعب السوري  اثناء حفلة تهريجية  في المجلس ..العملاق بشار الأسد لايصلح فقط لأن يكون رئيسا لسوريا , وانما رئيسا للعالم أجمع !.

لم تنجح محاوالات تسويق على خامني كزعيم روحي عالمي  ووريث شرعي لعلي بن ابي طالب , وذلك على الرغم من ركعة نيلسون مانديلا امامه  ومخاطبته بعبارة “الزعيم ” , والتي ثبت  تلفيقيتها , كذلك ثبت تلفيقية  ادعاء نجاد  على أن محمد مرسي ناقش في ايران امكانية  استئناف العلاقات الديبلوماسية مع ايران , مرسي قال على انه لم يفعل ذلك اطلاقا , وخاصة في الوقت الحاضر  حيث يتهم  مرسي النظام السوري  بابشع التهم , والكل يعرف على أن النظام السوري  هو بالواقع نظاما ايرانيا ,  واذا كان  حقيقة من برنامج مرسي (اربع ساعات فقط )  بحث  موضوع استئناف العلاقات الديبلوماسية مع الملا , فما هي نتائج هذا البحث ؟؟والنتيجة اما استئناف أو استنكاف  ,وعدم الحديث عن النتائج هو دليل على انه لم يتم بحث هذه القضية أصلا , او ان محمد مرسي رفض  استئناف العلاقات الديبلوماسية مع ايران ,  وانفجار  حملة التشويه والتشبيح  والانتقاص من مرسي  من قبل  الأبواق الايرانية والسورية وحزب الله  هو دلالة على الفشل مع مرسي ..وليس فقط مع مرسي  , وانما مع الجميع !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *