هل بامكان حزب اسمه حزب الله , ويستمد مبادئ نشاطه من شريعة الله , ويعمل من أجل الله ان يقنع أحدا على أنه حزب “ممستقبلي تقدمي”, وهل هناك فروق جوهرية بين حزب الله ألذي يمكن توصيفه بأنه حزب الاخوان الشيعة , وبين الاخوان المسلمين الذين هم حزب الاخوان السنة ؟
أليس من المتوقع أن يمل الناس من حسن نصر الله وخفة دمه , ويتململ البشر من حزب لبناني يعطي في كل تصرفاته لايران الأفضلية على لبنان ؟وهل يمكن لحزب الاخوان الشيعة ان يستمر في توظيف حرب 2006 دعائيا, وادعاء النصر , والذي لم يكن الا “أكذوبة”
لقد نجح حزب الله لفترة غير قصيرة في خداع الجميع من لبناني الى غير لبناني , كلهم يريدون , ولأسباب موضوعية وعقلانية نفسية اجتماعية , نصرا على اسرائيل , ولو كان نصرا كاذبا ..وحزب الله تمكن من استغلال الحالة النفسية للمجتمع المهيئ لتقبل كذبة النصر بما يخص اسرائيل , خاصة وان معظم البشر في هذا العالم يريدون لاسرائيل هزيمة بسبب وحشيتها وأنانيتها ,
تكوكب كثيرون حول حزب الله , كثير من المواطنين التواقين الى الاحساس بنصر ما , وكانت كذبة 2006 كما كانت كذبة 1973 وكذبة 1967 , والأكاذيب العديدة قبل ذلك , انقضى عام 2006 , وعام 2007 حتى عام 2012 ولم نشاهد خلال هذه الفترة أي من نشاطات حزب الله التحررية والمحررة للشعب وللأراضي المسلوبة , بل بالعكس , وظف حزب الله نصرا مزيفا على اسرائيل داخليبا في زيادة سيطرته …ليس على اسرائيل , وانما على لبنان واللبنانيين , والآن يساعد على أفشال الثورات في الجوار السوري .. ويعمل على اقامة المحاور الطائفية , وكأن حزب الله هو لبنان بأكمله , وبذلك يتصرف كزميله السوري , فبشار يظن على أنه سوريا بأكملها , ويريدون تقليد الملالي في ايران شيعيا , دون أن يدركوا على أن الشيعة في ايران تشكل 99% من الايرانيين , اما في لبنان فأقل من 30% وفي سوريا 12% , على اعتبار ان العلوي هو بشكل ما شيعي .
لقد تغيرت ملامح النادي الشيعي مؤخرا بعض الشيئ , اذ انضم الماليكي الى النادي واخوان حماس السنة انسحبوا , وتحول المحور الى شبه رباعي شيعي صاف , أكثر الأربعة توافقا وتناغما مع نفسه ومع شيعيته وشعبه هو نجاد , يريدها شسيعية , والشعب شيعي , وأقل الأربعة توافقا وتناغما مع شعبه هو الأسد , يريدها أيضا شيعية الا أن الشعب بأكثريته , وأكثر من 70% سني , وكذلك الأمر مع الماليكي الذي يريدها شيعية ومن العراقيين حوالي 30% شيعة ,وفي لبنان الذي يريد له نصر الله التمحور في المحور الشيعي لايزيد عدد الشيعة عن 30%.
لم يكسب حزب بصواريخه شبرا واحدا من الأرض , انما اكتسح لبنان , وأعطى المنطقة بشكل عام دفعا طائفيا جديدا , لقد نجح حزب الله في الكثير من الجوانب , وبذلك نجح في دعم الاسلام السياسي ..حلم من احلام الاخونجية من سيد قطب الى البيانوني , فهوية الشرق الأوسط الدينية الطائفية تعمقت , واندحرت بفعل حزب الله وغيره من مجاهدي عمر وعلي الهوية المدنية , التي زورها وشوهها بدوره بشار الأسد بعدد مقتل الحريري , وتكوكب السوريون حول الأسيد بهدف حماية الهوية السورية , التي صور للشعب السوري زورا على انها تتعرض للمخاطر المستوردة من لبنان , بعد ستة سنوات ذاب الثلج وبان المرج , وانتهت اسطورة الدفاع عن الهوية السورية في سوريا , وتبين ان الأمر هو أمر سلطة تعتمد الطائفية اساسا لوجودها , والفساد دستورا لتصرفاتها , واندالعت ثورة , لم يكن بامكان أحد تصور اندلاع ثورة في جمهورية الخوف , الثلج اللبناني ذاب أيضا ,حيث تبين على أن نصر الله وحزبه شيخ شيعي ومشيخة , وانتصاراته أوهام ..حزب صوتي تاجر بالمقاومة كما تاجر غيبره , عاش وترعرع مقتاتا من فضلات النصر الزائف , الذي وثقته اتفاقية الهدنة مع اسرائيل من عام 2006 , والتي وقع عليها الى جانب اسرائيل حزب الله والحكومة اللبنانية.
الريح الغير مواتية تأتي الآن من داخل حزب الله , حيث يقول مؤيدوه السابقين , على أن الحزب قوقع الشيعة في لبنان , واشتدت معالم عزلة الحزب , وأصبح لبنان وكرا للمجموعات الارهابية , وما تصرف آل المقداد التابعين لحزب الله الا نموزجا لذلك ,وسيان ان كان وكر العصابات حقيقة أو لاحقيقة , فالادراك العالمي الأوروبي للوضع اللبناني تغير , حيث ازدادت صبغة العصابات عليه وتمركزت السفن الألمانية قبالة الشاطئ اللبناني لمراقبة تهريب الأسلحة ومنع تهريب الأسلحة الى سويسرا الشرق , حزب الله لم يساهم في تحسين سمعة لبنان في الخارج , خاصة الأوروبي , حيث أن السمعة الجيدة للبنان ضرورية وضمانة لوجوده .
لايتوقف تخريب حزب الله عند هذا الحد , فحزب الله تعدى ذلك , حيث يساهم الحزب في افساد الخلق , كما يدعي معارضوه من داخله , يأحذ التلاميذ من المدارس الى المعسكرات , يعلم البشر أهمية الرصاص والبندقية , وبذلك يهيئ من حيث لايدري الى الحروب , لأن طاقة العسكر ةستنفجر يوما ما , وانفجار هذه الطاقة ان كان داخليا (حرب أهلية ) أو خارجيا (حرب ضد اسرائيل) هو بمثابة كارثة لبنانية.
معارضوه من الداخل يقولون على مرض الفساد أصاب حزب الله أيضا وما تكديس الثروات عند مسؤولي حزب الله الا برهانا على ذلك , ثم انهم يدعون على أن قيادة الحزب دمرت لبنان بمشاريعها الحربية وبأوهام انتصاراتها , ويخشون من جولة حرب جديدة هدفها تلميع حزب الله , حيث يدفع لبنان الثمن , الذي دفعه عام 2006 ..خسائر أكثر من 50 مليار دولار !!
وبغض النظر عن الانتصارات , ان كانت حقيقة أو وهم , ادخال حضارة “البندقية ” في رؤوس البشر عمل كارثي , فالبندقية لاتحمي أحد اطلاقا , التعاضد الاجتماعي هو الذي يحمي , وهو الذي فككه حزب الله , الذي رفع من التعاضد داخل الحزب , على حساب التعاضد بين جميع الأحزاب والفئات , وان كان ذلك جيد للحزب , فهو ضار بلبنان , الذي يجب أن يكون أولا والحزب ثانيا , وحزب الله يمارس العكس من هذه القاعدة الوطنية ,حزب الله ايراني أكثر منه لبناني , وقد يكون العمق الاستراتيجي مع ايران عسكريا مهم , الا أن الخليج وأفريقيا واوروبا وأمريكا هم عمق شخصي للانسان اللبناني , الذي يريد الحياة والرغد في هذه الحياة , ولا يمكن السماح باغلاق الكون امام الانسان اللبناني في سبيل عمق حزب الله الاستراتيجي العسكري مع ايران , أكثر من سبعة ملاين لبناني يعيشون في المهجر , ويضمنون حياة عدد مشابه لهم في لبنان , أين هو المهاجر اللبناني في ايران , الذي يعمل هناك ويرسل الدراهم الى ذويه ؟؟؟
ثم عن الثورة السورية , التي خانها حزب الله وحاربها عسكريا , في حين ايد حزب الله الثورات العربية الأخرى ومنها ثورة البحرين , ولم يقدم حزب الله اي تفسير مقنع لهذا التفريق بين الثورة السورية وبقية الثورات , وسمح للعامل الطائفي الديني أن يفسر ذلك , وبذلك عمق حزب الله من وضعه الطائفي وتخلى من أجل بشار العلوي عن الدعم الشعبي الأوسع من الطائفة الشيعية ,الذي حظي به قبل استقطابه المشين لحهة الطاغية السوري , شعبية حزب الله تدنت الى الصفر في تونس ومصر وليبيا وغيرهم من الدول ..الخليج المهم اقتصاديا للبنان ..سياحة وتوظيفات وقروض ومساعدات . وكل ذلك كان أقل قيمة من قيمة بشار الزائل , ويسأل المعارض الداخلي لحزب الله , هل علينا ان نعادي الدائم من أجل الفاني ؟؟