تداعيات الغباء ..وظاهرة “منحبك”

من راقب  الغباء  مات غما  , خاصة عندما  يريد الغباء أن يفكر  ويخطط  ويعمل وينشط , وكوارث الغباء  في بلدنا اكثر من أن تعد وتحصى , ففي بلدنا تقوم السلطة الراعية  للدولة والمجتمع أو القائدة  أو القاتلة للدولة والمجتمع  بمحاربة الارهاب !!, وذلك برمي براميل  الTNT على الشعب من الطائرات , التي لم تعد تملك من الذخيرة “الراقية” كالصواريخ والقنابل مايكفي لابادة البشر  , لذا  ابتكرت  البراميل  التي تملأها  بالمحروقات  , وتسقطها على  الشعب السوري , دفاعا عنه  وعن سوريا الأبية , ومن أجل سوريا  وصل عدد المقاتيل  رسميا الى حوالي 30000 ألفا  , ماعدا  افراد الجيش  , الذين تناقص عدد الأحياء منهم بشكل  واضح , السلطة  نبشت في سجلات قيد النفوس باحثة  عن السوريين  , الذين لايزالون أحياء وعمرهم 18 عاما وما فوق  , وذلك لقذفهم في أتون الحرب الأهلية  , والنتيجة  احصائيا واحدة ..اما قاتل أو مقتول , كل ذلك في سبيل الوطن  وفي سبيل رقيه وتقدمه وفي سبيل رئيسه  المفدى ..اما الأسد أو لا أحد !!

هذا  هو مثل واضح عن  الغباء الذي يعمل , والغباء الذي يخطط  ثم ينفذ ..النتيجة هي الفناء , وها نحن  نرصد معالم الفناء  عن طريق تعداد المدن التي تم تدميرها والبشر   الذين اصبحوا لاجئين  أو نازحين  , ناهيكم عن عشرات الألوف من  القتلى والجرحى  والمشوهين عضويا ونفسيا ..الغباء يقول , كل ذلك من أجل الوطن الحبيب  , كل ذلك هي دلائل على الانتصار  في الحرب الكونية  ضد  السلطة الحكيمة , وعندما يقدر لهذه السلطة فعلا الانتصار ,  فأين هي الدولة التي  يمكن لهذه السلطة  اغتصابها ؟وأين هو الشعب  , الذي تستطيع هذه السلطة استبداده  ونهبه …لادولة  ولا شعب !

قيل الكثير عن السيد الرئيس , قيل انه ضعيف الشخصية , ولم يخشوشن ..قاصر المعرفة ..ولم أصدق ماقيل , خاصة عن ضعف الشخصية , الا أن ما أراه هذه الأيام من القنابل التي يقذفها الرئيس على المواطنين , ان كانت قنابل فراغية أو عنقودية  محرمة عالميا أو المصنوعة محليا  كبراميل النفط او براميل الTNTأو غيرها من اختراعات وابتكارات البربرية الأسدية , يجعلني  اعتقد بصواب ماقيل حول ضعف الشحصية , فضعيف الشخصية  يعوض عادة عن ضعفه بالتوحش , ولا أعتقد على  أن ذلك التوحش من صنع كوكبة الملقفين والمصفقين  من حوله , الذين  نجحوا في بعض  الأمور , مثل  تسويق ظاهر”منحبك” وفي توهيم حضرة الرئيس  على أنه محبوب من معظم  شعبه حبا جارفا , ولطالما وقع معظم الشعب في حب الرئيس  , لذا فانه لاضيم من  حرق الأقلية القليلة الباقية  التي لاتحبه  ببراميل المازووت أو  براميل ال TNT, انها قلة قليلة متآمرة  وهابية  عصبوية  , وتصفيتها  تمثل نوعا من  “التنقية “لجسد  الشعب السوري من الشوائب , حيث يتم طرح  الفاسد  ليبقى  الجيد , وعن هذه الآلية تحدثت سيادته بما يخص  الانشقاقات , فالمنشق  هو ” شائبة ” يجب طرحها كالقمامة , والسيد الرئيس  كان سعيدا جدا بهذه التنقية , التي قال انه على علم بها , وقد ساعد  شحصيا  في عملية تسفير  شوائب المنشقين , وهذه النقطة تضحض   الادعاء بكون الرئيس قاصر معرفيا ,  ألم  يعمل  العظماء مثل  الزعيم هتلر على تنقية الجنس الآري من الشوائب الغير  آرية , والسلطان العثماني  ألم   ينق  العنصر التركي من العنصر الأرمني ؟؟والآن ينقي الرئيس السوري الشعب السوري من الشوائب وفضلات المخلوقات البشرية , أحسنت !!

اتباع الرئيس يقولون على أنه مثقف , ولا أشك بمستوى معين من الثقافة , الا أنه  على الأرجح  لم يقرأ أي شيئ عن  مبدأ الشك عند ديكارت  , الذي ولد قبل نحو 600 عام , لقد قيل للرئيس    “منحبك” , وهذا شيئ جميل , الا أن عليه في هذه الحالة أن” يشك ”  ويسأل لماذا  وقع الشعب في حبي ؟؟الجواب سيكون ياسيادة الرئيس  مخيبا  لك أولا !.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *