قد يكونالحديث عن تعرض الطائفة العلوية الكريمة لخطر الابادة حديثا مفيدا وضروريا , ذلك عند تعرض هذه الطائفة حقيقة وواقعيا الى مخاطر الابادة , أما وان خطر الابادة لايحيق بالطائفة العلوية , وانما أصاب ويصيب طوائف وقوميات أخرى , لذا فان حصيلة الحديث عن مخاطر ابادة الطائفة العلوية بالذات , هي حصيلة سيئة جدا وسلبية بامتياز , ومن النتائج السلبية زدياد مخاوف الطائفة العلوية من وهم الابادة , وبالتالي ازدياد قوقعة هذه الطائفة وعزلتها , وبالتالي تنامي ظاهرة العرعرة في هذه الطائفة , ومن هنا يمكن القول على أن طرح السؤال بهذا الشكل هو بحد ذاته اشكالية لئيمة , ولم نتعود من اتباع السلطة الا ممارسات الطروحات اللئيمة والتحريض المشين , ولما لا ؟؟ فهؤلاء يستفيدون من التهييج الطائفي ومن التشرذم الاجتماعي وحتى من الحرب الأهلية .
يقول اتباع النظام المتطيف “كان تهجير الأقليات والقضاء عليها، واحداً من السمات والنتائج المميزة والبارزة لعملية “نشر الديمقراطية” , التي أخذتها الولايات المتحدة على عاتقها، وزعمت أنها بصدد تحقيقها في منطقة لم تعش، يوماً، إلا على القمع والاستبداد والتنافر المجتمعي والديكتاتورية، والاضطهاد القبلي والديني والسياسي عبر قرون خلت.” وهنا اعجب من هذا التابع المنفصم , حيث يقول انه من مفارقات الكذبة الامريكية بخصوص نشر الديموقراطية, كون هذا النشر سيكون في مجتمع لايعرف الا القمع والاستبداد والاضطهاد القبلي والديني والسياسي , وهنا السؤال المحق , من اضطهد قبليا ودينيا وسياسيا عبر قرون خلت ؟,والأصح القول عبر عقود خلت ؟ , ذلك لأن فترة مابعد الاستقلال وحتى الستينات من القرن الماضي , لم تعرف ذلك القمع والاستبداد والاضطهاد القبلي والديني والسياسي , القمع جاء بعد عام 1963 , ونكبة الطوائف , وأولها نكبة الطائفة العلوية بدأت بعد عام 1963 , وذلك على يد من اراد توظيف هذه الطائفة في خدمته ومن أجل مصالحه الشخصية والعائلية , واذا فشلت أمريكا في نشر الديموقراطية في سوريا في السنة والنصف الأخيرة , فان النظام الذي استهلك الطائفة العلوية أولا فشل على مدى خمسين سنة في احراز أي تقدم ديموقراطي , ولم ينجح الا في تخريب البلاد منهجيا وهمجيا عن طريق ديكتاتورية استأسدت وتوحشت بشكل متزايد وأصبحت نموزجا قياسيا للبربرية السياسية والاجتماعية في العالم , ولماذا نعيب على أمريكا فشلها؟ , ولا يمكن أصلا التحدث عن الفشل بعد سنة ونصف تقريبا من بداية انحلال السلطة , فأمريكا ليست الحاكمة المطلقة لسوريا , وسوريا تحكم بشكل مطلق من قبل عائلة الأسد , التي اعتمدت في ممارسة اجرامها الاجتماعي والسياسي على مبدأ فرق تسد ..الغاء السياسة, واستبدالها بالطوائف والعشائر والقبائل , ثم ابادة كل جهة تشكل خطرا عليها ,والابادة بدأت بشخصيات من الطائفة العلوية في الجيش , هناك من سجن حتى الموت , ومن تم اغتياله ومن قتل واعدم ..ولالزوم لاعادة هذه القصص التي يعرفها كل مواطن سوري .
تابع التابع المروج للأسدية حيث قال “ويؤسفنا القول، أيضاً، أنه ومنذ بداية ما يسمى بالثورة السورية، باتت الاغتيالات وحوادث القتل والاختطاف الجماعي والتصفيات الجسدية والهجوم على شخصيات عامة ورسمية وقيادات عسكرية، تتخذ منحى طائفياً بغيضاً، وفاقعاً،”وكل ماذكر هو أولا من انتاج السلطة على مدى خمسين عاما , فالسياسة بشكل عام اتخذت منحى طائفي بغيض , تدنى ليصبح طائفي عائلي ..الرئيس ,واخوته وأبنائه وصهره وأقربائه ثم أقرباء زوجته والى الطائفة ينتمي 90% من أكبر ضباط الجيش , ونصف هؤلاء من عائلة الأسد , ومجمل ضباط أمن الدولة هم من العلويين وحتى علي المملوك علوي وليس سني كما يشاع , ومجمل المخابرات الجوية والأمن السياسي والحرس الجمهوري , وكل مرافق الجيش الأخرى , والجنرالات العاملين كمستشارين للرئيس , علي دوبا , محمد الخولي , ابراهيم حويجة , ابراهيم صافي , شفيق فياض , حسن خليل , وحسام سكر.
الثورة اندلعت مستهدفة النظام وتريد اسقاطه , والنظام يحارب الثورة بكل وسيلة متاحة له , وأول الوسائل هي التصفية الفيزيائية للثوار وحتى لكل معارض من الشعب السوري , ووسائل الثوار في أسوء الأحوال مشابهة ,من الطبيعي أن تصيب التصفية بشكال رئيسي افرادا من الطائفة العلوية , وأجهزة السلطة العسكرية العلوية تمارس التصفيات , ليس في القرداحة! , وانما في حماه ودرعا ودير الزور وبابا عمرو ..الخ وكل هؤلاء من السنة , فالمنحى يعتمد بدون أي شك الفرز الطائفي , ومن بدأ بالفرز الطائفي لمصلحته كانت السلطة وليس الثوار , الذين تظاهروا سلميا ولشهور عدة , ولم يعجزوا عن “اخراج ثلاثة متظاهرين سلميين ” كما يدعي البوق بوقاحة لامثيل لها , ومن بدأ بالعسكر والعسكرة كانت السلطة , التي ظنت انها بذلك تقضي فورا على الثورة , الى أن أنقلب السحر على الساحر .
من الملاحظ على أن السيد المروج للأسدية , والذي اعمت طائفيته عقله وقلبه يكثر الحديث عن الطائفة المسيحية , ويأسف لتهجير هذه الطائفة من العراق , متجاهلا كون تهجيرهم تم على يد الشيعة بشكل اساسي , ثم يتحدث عن تهجير المسيحيين من حمص , وهنا يكذب المروج , فمن هجرهم من حمص كانت مدفعية السلطة وطائراتها , ومن هجرهم من سوريا بشكل أساسي هي السلطة الأسدية , حيث تناقص عددهم نسبيا الى أقل من النصف في الخمسين سنة الماضية , وذلك في سياق المنحى الطائفي للسلطة الأسدية , وكيف للاستاذ الجامعي المسيحي خريج السوربون ان يبقى في سوريا عندما تضع السلطة رئيسا علويا له من خريجي كازاخستان , مزور للشهادة وللدراسة كالبوق بسام أبو عبد الله ,أو البوق معد محمد حامل الشهادة الاعدادية وحامل الماجيستير في العلوم السياسية هبة من الرئيس شخصيا , لا لزوم هنا لتعداد الدكاترة من امثال رفعت الاسد وجميل الأـسد وغيرهم . الفرز الطائفي هو الذي قاد الى الهجرة المسيحية العظمى , وهذا الفرز هو من انتاج السلطة بامتياز , وليس من انتاج الثورة , ولا يخفو عن عن نباهة ذونصف عقل على أن التحسر على المصير المسيحي كاذب , والهدف من هذا التحسر هو قذف الطائفة المسيحية في أتون الحرب الأهلية , وربط مصير هذه الطائفة بمصير الأسد , عندها سيحدث ماحدث في العراق , وسينتهي الوجود المسيحي في سوريا , كما انتهى في العراق , ليس لي أن امثل الطائفة المسيحية , انما أقول باسمي فقط للسيد المروج للأسدية , لاشكر على جهودك من أجلي كمسيحي , اهتم بنفسك والطائفة المسيحية ليست بحاجة الى مزيد من الدجل والتجهيل .
لايتورع المروج من نشر الأكاذيب , وأكبر هذه الأكاذيب مايتعلق باحراق الغابات , حيث يتهم قطعان المعارضة الشيشانية والوهابية والقاعدية والأطلسية ومرتزقة ياسين الحاج صالح ثم مرتزقة لؤي حسين والمصابين بالعاهات الماركسية ومرتزقة الخلايجة والأتراك ومرتزقة عبد الرزاق عيد ..الخ , وكلهم أغراب ! بحرق الغابات , مع انه من المؤكد على أن حرق الغابات تم على يد السلطة , التي لاتريد أن يحتبئ الثوار في الغابات , واحراق الغابات على يد السلطة هو أمر أكدته الأمم المتحدة , ولست مهتما هنا بأكاذيب نضال نعيسة والصور التي نشرها في الفيس بوك .
هناك نقطة أحب التنويه اليها , وهي نقطة التشابه بين الروح الصهيونية في توظيف الهولوكوست , وبين روح الكاتب العلوية الطائفية في توظيف وهم ابادة العلويين , فكلاهما يوظف الظلم الذي ألم بهم , عن طريق النازي الألماني أو عن طريق العثمانيين قبل خمسة أو ستة قرون , وهذا سيكون موضوع المقال القادم ,حيث استسبق ذلك بالقول .. لاحق للمظلوم أن يظلم !