هل ستستمر الحرب بعد رحيل الاسد؟

 هل ستستمر الحرب الأهلية  بعد رحيل الأسد ؟سؤال يطرحه المواطن السوري , والجواب على هذا السؤال يعتمد على موقف  المجيب , من يريد للأسد البقاء , يقول على ان الحرب ستستمر , ومن يريد للأسد الرحيل , يقول  الحرب ستتوقف .

يمكن للحرب أن تستمر ويمكنها أن تتوقف, وتطور أمر الحرب التي  أصبحت شاملة لكل البلاد  متوقف جزئيا على شكل رحيل الأسد , هناك رحيل  ناعم  ورحيل خشن كرحيل القذافي , وفي الرحيل الناعم  سوف  لن يكف الأسد  ورجاله عن القيام بمحاولات التشويش على النظام الجديد , آملا بالعودة بشكل ما  , وقد يكون مرغما قبل الرحيل النهائي على  تطبيق الخطة B ,التي تعني  تأسيس دولة للعلويين في الساحل السوري حيث يبقى الأسد ملكا أو رئيسا أو قائدا الى الأبد , وبخصوص الرحيل الخشن يمكن القول على ان الوضع قد يكون أكثر هدوءا بعد هذا الرحيل .

لطالما الأسد موجود  ستستمر الحرب , لذا فان بقاء الأسد لايمثل خيارا  منطقيا  أو وطنيا  , اذ لامصلحة لأحد باستمرار الحرب ,والرحيل  هو فرصة ذهبية للشعب السوري  للشعب السوري لتضميد الجروح  والانطلاق في بداية ديموقراطية  تؤمن للشعب الحرية والاحترام  , الا أن توقف الحرب قد يكون صعب , نظرا لوجود فئات متعددة, ولكل من هذه الفئات  طموحها الفئوي , وايمانها بأنها على حق ,وتستحق قيادة البلاد.

وبالرغم من   مايمكن انتظاره من   اضطرابات  بعد الرحيل, يجب التشديد  على أن البقاء مع الأسد ومع الحرب , لايمثل  الا خيار الفناء بالنسسبة للشعب السوري,   ومن يخاف  أو يتخوف من المد الأصولي  ,  سيصاب بالهلع  من هذا المد , الذي يزداد  طردا مع بقاء الأسد , بحيث قد يصبح  المد في مرحلة متقدمة  نوعا  من أنواع فناء الوطن الأكيدة ,وتحاشيا  لوقوع البلاد في مطب الأصولية  , التي تصبح في مرحلة ما غير قابلة  للازاحة أو التغيير , على الأسد الرحيل , هذا اذا كان هدفه حقا مكافحة الأصولية الوهابية , ولا أظن على أن مكافحة الأصولية الوهابية  هي الهدف الأولي والأساسي  من حروب الأسد على الشعب , الهدف هو البقاء  مهما كلف الأمر .

أمر البقاء  اصبح مكلفا جدا , والتكاليف  المادية والمعنوية  والاحتماعية  والنفسية بلغت حدا   لايقبله أي انسان يحترم وطنه ..ولكي يقتنع الأسد بالرحيل , يجب ان يقتنع بأن معظم الشعب السوري لايريده , خاصة الطائفة العلوية, ولا يمكن للطائفة العلوية رفض الأسد الا بعد  أن تشعر  بالأمان ,واشعار  الطائفة العلوية بالأمان هو من أهم مهمات المعارضة, وهذا الاشعار ليس كاذبا  , وانما حقيقي , حيث أن سبب المبالغة في تأييد الأسد من قبل البعض هو الخوف  والرعب الذي ادخله الأسد في عقول البشر , اذ صور لهم الوضع  كالتالي , ذهابي  ورحيلي يعني  الموت لكم جميعا , انا هنا  أو الفناء لكم , ومن  يؤمن بذلك  سيدافع عن الأسد حتى الموت .

بغض النظر عن الأسد  والطوائف , فانه لامصلحة لأحد في الجمهورية السورية من اقصاء أو ملاحقة أفراد  طائفة معينة , وخاصة  الطائفة العلوية  , التي الحقت بها عائلة الأسد أشد الأضرار   ولا مبالغة ان قلت على أن نكبة العلويين بدأت عام 1963 .

القضاء على الحرب الأهلية نهائيا  يتطلب   تدخل  عالمي  يكون هدفه الأول هو اعادة اعمار البلاد وتأمين العمل والحرية   ولقمة العيش لأفراد المجتمع السوري ,هنا يجب التأكيد على الحقيقة التالية , وهي انه  لايمكن الانتصار على الحرب الأهلية الا سياسيا, ومحاولة انهاء الحرب الأهلية عسكريا  ليس الا نوعا من أنواع توسيع رقعة وضراوة هذه الحرب , ثم أنه لالزوم   لأي عمل عسكري  بعد الرحيل ,عسكرة المعارضة  كانت ردا على الحل الأمني , والحل الأمني سيرحل مع الراحل ..هناك أمل كبير جدا في عودة سوريا الى الازدهار والتقدم

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *