متاهات القبيضة والحطبنجية

كان لكلمة الرئيس محمد مرسي في مؤتمر عدم الانحياز مضاعفات عدة ,فقد  ارغمت هذه  الكلمة الحقة  والمدافعة عن الشعب السوري  مهرجي الملالي  الايرانيين  للقيام بما هو غير مسبوق  ولا نظير له في  ممارسات السياسة العالمية , ايران  استضافت ليس طوعا هذا المؤتمر , وبذلك تقع على عاتقها  مسؤوليات اضافية ’, من المفترض  أن  تقوم الدولة المضيفة بترجمة كلمات الضيوف  بمنتهى الأمانة  والصدق , الا أن قبيلة الملالي , وهنا لا أستطيع القول “دولة ايران ” ,لأن ماحدث ليس من خصائص الدول , وانما من ممارسات العشائر والعصابات ,  فشلت حتى في هذه المهمة البسيطة , اغتصبت  الخطاب   واستبدلت   كلمة “سوريا” بكلمة” البحرين” غير أبهة  بعواقب  هذا التصرف , الذي يلغي مستقبلا  امكانية  عقد أي مؤتمر ذو طبيعة عالمية في طهران , زورت  الخطاب  , وعن عمد وسابق تصور ..هل يمكن القول على أن الملالي في   ايران    يمثلون ” دولة ” ؟ , الدولة لاتتصرف كما تصرفت عصابة نجاد العشائرية الطائفية .

اما  المضاعفة الثانية  فقد تجلت  بتجريد الرئيس محمد مرسي من  الخواص البشرية , عليه انهالت الشتائم والمسبات  من قبل  أزلام المذهبيات , التي تسمى زورا “دولا ”  , وما كاد محمد مرسي ينتهي من القاء كلمته , حتى  تمت  شيطنته ..عميل ..كاذب ..مرشح وكالة الاستخبارات الأمريكية , جاسوس صهيوني … وما أفرزته الأقلام السلطوية  من هجاء وذم فاق  كل تصور , ومن هؤلاء مانشر في هذا الموقع  لكاتبه  نضال نعيسة ,   وغيرهمن  الناطقين باسم الطائفة الكريمة …كل  ذلك لأن محمد مرسي قال ان هناك ظلم في سوريا , وعلى الظالم أن  يرحل ,  وهذا ماتقوله أعظمية الشعب السوري , ومعظم دول العالم باستثناء ايران , وحتى روسيا تقول ذلك  , ولا تدعي الدفاع عن الأسد , انما تقول , على ان تقرير المصير هو بيد الشعب السوري , الذي  يجب أن يقرر  مايريد دون تدخل خارجي .

اذا  كنت من زبانية الأسد  ومن القبيضة , عليك بالدفاع عن الأسد ,  والزبانية المذهبية  لم تفعل غيرذلك , الا أن الزبانية المذهبية ليست  مستقيمة في موقفها من الأسد , فبعد يومين من الهجائية ضد  الرئيس محمد مرسي , كتب الناطق الغير رسمي باسم الطائفة الكريم  هجائية أخرى  , والهجائية الثانية   تحت عنوان  “سوريا : المعادلات المستحيلة ”  منشورة في هذا الموقع , وفي هذه الهجائية  , يتبرج ويتبختر الكاتب   بسياسة سوريا  الخارجية  وبجودة هذه السياسة وعبقريتها , سياسة قادت منذ سنين عدة الى العزلة  والحصار  والطرد من المرافق الدولية , والى التصويت ضد سوريا بأكثرية ساحقة , ثم الى منع أركان النظام السوري من الدخول الى الكثير من دول العالم والى   منع الطائرات السورية من  استخدام  معظم مطارات العالم , ثم الى الادانة  من قبل منظمات حقوق الانسان  ومن الصليب الأحمر الدولي , الذي ازال الشرعية عن السلطة  باعلان الحرب في سوريا على أنها حرب أهلية ..الخ , اذا كان هذا هو النجاح في السياسة الخارجية  , فيجب اعتبار كل دول العالم فاشلة , واعتبار السلطة السورية ” لاغيرها” ناجحة ,..اليس تفكير ازلام السلطة  مهزلة ؟

بعد مديح ما لايمكن امتداحه , تحول  مفكر   المذهبية الكريمة الى الهجاء , والهجاء  كان أضعاف أضعاف  ما قاله الرئيس محمد مرسي ,   فمقابل   السياسة الخارجية  الرائعة  والسليمة السديدة , لم يكن داخليا ما يبيض الوجه , فلا نهوض اقتصادي  ولا شفافية ولا محاربة الفساد ..ولو سارت الأمور داخليا بنفس النجاح الذي  سارت به خارجيا , لأصبحت سوريا دولة عظمى من مقاس الصين أو أمريكا  حسب حسابات الكاتب , الا أن العكس حدث  , ولم يقل لنا  المفكر الجهبوذ  شيئا عن أسباب هذا  التباين بين النجاح الخارجي  المذعوم  والفشل الداخلي الحقيقي  …حقيقة  هناك فشل  داخلي وخارجي , ولا يوجد أفشل من السياسيبة الخاجية  السورية الا سياستها  الداخلية , والعكس صحيح .

ثم يتطرق الجهبوذ الى اطلاق يد  النهب والاستحواذ والتوحش  وتدمير حياة المواطن  والاتجار  بمصالح المواطن , وهل يعقل  ان تدافع سلطة  سورية عن مصالح الفلسطي, بينما هي تتاجر بمصالح السوري ؟, الذي يقول عنه الجهبوذ  على أنه “معتر”   ومنهوب  ومتروك  لذئاب المافيا , التي تمتص دمه  , وتلقي عليه محاضرات الوطنية  والمقاومة  والشرف  والمواعظ النضالية  عبر مايسمى الاعلام الرسمي  الوطني , ولا يقصر الكاتب  في تعداد الكوارث والفضائح الوطنية  والتجسس وكتابة التقارير, ثم يهرع الى الاسماء  ويذكر  رياض حجاب  وفراس  ومناف  طلاس  والخدام ونواف الفارس  ومحمد الفارس  وسمير  التقي  ونعسان آغا  والحرامي ..الخ , الا أن الكاتب الجبان   الطائفي  لايأت على ذكر أي  اسم من اسماء  العائلة الفاضلة  والطائفة الكريمة  , ومذهبيا  دققوا في الأسماء ..كلهم سنة , حيث انه على القائمة ان تتضمن  مخلوف ومعروف وماهر وجميل ورفعت وشاليش ونجيب  ودوبا وغيرهم , مع ان هؤلاء هم  الذئاب من الدرجة الأولى ,  ومن يريد  معرفة أكثر عن الحضيض الذي وصلت اليه السلطة بالبلاد عليه التعرف على مقال نضال نعيسة , الذي  يتجنب  أي تنويه  الى المسؤولية ا المطلقة لأولى والأخيرة , التي هي عند المسؤول الأول والأخير ورأس الديكتاتورية المطلقة .

هل من عاقل يستطيع تفهم هذا الانصعاق  العملاق من كلمات الرئيس محد مرسي ..انتم تعترفون  بوضع لامثيل له , الا أن الفرق بينه وبينكم واضح , انه ليس زلمة الرئيس بشار , أما انتم ازلام , انه يستطيع أن يقول مايريد , أما انتم فلا يمكنكم الا التلطي  وانتظار  ما يقوله الرئيس  لكي ترددوه ببغائيا ..انه أصبح حرا , أما انتم فلا تزالون عبيد .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *