فبركة الأخبار ..جاك بيري نموزجا

فبركة التقارير المزورة هي اختصاص  رائج السوق في الشرق  العربي وخاصة في سوريا , ومن الفبركات الأخيرة  , كانت فبركة تصريحات  للطبيب الفرنسي جاك بيري  , الذي عمل في حمص وحلب وسابقا في فيتنام  ..الخ ,

اول من بدأ بالفبركة كان نزار نيوف  الذي حور وزور  وقال “الجراح الفرنسي جاك بيري “يغير” شهادته عن سورية بعد زيارته الثالثة: إسلاميون يستلهمون “القاعدة”!” , نعم غير شهادته وامتدح الثورة السورية  متنبئا بنجاحها  ,ولا جديد في عبارة نيوف  عن الاسلاميين  الذين يستلهمون القاعدة  , الا ان صياغة العبارة بالشكل الذي مارسه نيوف يوحي   بأن  المعارضة السورية المسلحة  هي القاعدة . وفي عبارته الثانية” المقاتلون السوريون إسلاميون متعصبون ، وقد أكدوا لي أنهم لا يسعون إلى إسقاط نظام الأسد ، بل إلى إقامة إمارة إسلامية تكون جزءا من الإمارة العالمية” يتكلم نيوف عن المقاتلين السوريين  بالتعميم , فهناك بدون شك  متعصبين  , الا ان المقاتلين السوريين بشكل عام  يريدون  اسقاط نظام الأسد  , ليس من أجل اقامة  امارة اسلامية  , وانما من أجل اقامة دولة ديموقراطية , وهذا ماقاله الطبيب أيضا .

بعد الاتصال   بمنظمة اطباء دون حدود ” قالت المسؤولة الصحفية , انه  لنا موقف صريح وواضح  بهذا  الخصوص  , والطبيب  جاك بيري لم يذهب الى سوريا بتكليف منظمة “أطباء دون حدود ” وانما بدافع شخصي , وعندما عرضنا  ماقيل عنه , قالت المسؤولة الصحفية , لم يصرح الطبيب بهذا الشكل , وهذا الشكل لايمثل موقف “أطباء دون حدود ”

بيرس ( 71 عاما)، وهو أحد مؤسسي منظمة”أطباء بلا حدود”، ليس محابيا  لأي نظام ,وهو  من أشد المنتقدين للنظام السوري ،ويصف النظام السوري بـ”المجرم”، وطالب  مرارا وتكرارا بفرض حظر جوي على سوريا ، وبالتدخل العسكري الأطلسي .., ولم يغير الطبيب  موقفه من الحظر الجوي ولا من التدخل , لقد أكد مرة أخرى على هذه الضرورات ,  ولم يجد نيوف أي ضرورة للتعليق على  تجديد الطبيب لهذه المطالب , انما انتقل فورا الى اكتشاف  انقلاب رأس الطبيب ” لكنه عاد هذه المرة ورأسه مقلوب رأسا على عقب! فمن كان يعتبرهم “ثوارا جديرين بالانتصار” خلال زيارته الأولى في شباط / فبراير الماضي، أصبحوا الآن ـ من وجهة نظره ـ مجرد “متمردين إسلاميين لا يفكرون بإسقاط نظام الأسد، ولكن إقامة إمارة إسلامية تستلهم فكر القاعدة”، و ” أناس متعصبين”. وهذا لم يدعيه الطبيب بهذا الشكل ,  وانا قال على انه يوجد بينهم متعصبين , ثم قال ان نصف من عالجهم هم  أجانب , وما قاله عن لسان  الطبيب صحيح , سبب هذه النسبة العالية اللغة  وامكانية التفاهم  مع الطبيب ,  لكن يوجد بدون شك  الكثير من الجهاديين  في صفوف الثوار , وهؤلاء هم أصلا  حلفاء السلطة السورية  للعديد من السنين بعد الغزو الأمريكي للعراق  , حيث ارسلتهم السلطة السورية   الى العراق , وبهذا الخصوص تقدم العراق الى مجلس  الأمن  بشكوى رسمية ضد السلطة السورية  2008 ,يتابع المزور نيوف قوله :

“جاك بيرس صحا من أوهامه وهذياناته السابقة، وأدرك أخيرا أن ما يجري في سورية هو “ثورة إسلامية مسلحة بقيادة وكالة المخابرات المركزية الأميركية و بندر بند سلطان”، كما عبّرت “واشنطن بوست” يوم أمس!” ولم يقل ذلك بيرس , وانما قال: انها ثورة الشباب و مايحدث في سوريا هو عبارة عن”مجازر مروعة، حسب تعبير الطبيب,  وهذا النزاع غير متكافىء على الاطلاق. تستخدم الاسلحة الخفيفة في مواجهة الدبابات والقصف الجوي”. وعن شعوره الشخصي تجاه الثوار قال  مقاتلي   المعارضة سينتصرون. يستحقون النصر. انهم شجعان للغاية. يعانون كثيرا والخسائر كبيرة في صفوفهم”.وحيال هذه المأساة تثير لا مبالاة الاسرة الدولية غضب الطبيب اذ يقول ان “عدم اقامة منطقة حظر جوي امر معيب”.وقال ان نظام دمشق “حكومة مجرمة تقتل شعبها. من النادر ان تقدم حكومة على قتل شعبها. حاول (الزعيم الليبي معمر) القذافي القيام بذلك ولحسن الحظ حصل التدخل” العسكري الدولي دعما لثوار ليبيا.وفي ايار/مايو توجه بيريس الى محافظة ادلب (شمال غرب) حيث اكد ان جنودا دمروا صيدليات واحرقوا مراكز علاج. كما زار حمص (وسط) في شباط/فبراير عندما كان الجيش يقصف حي بابا عمرو.وقال “هناك الكثير من المعاناة والمآسي والاسر المشتتة واليتامى (…) كل ذلك لانهم طالبوا بالقليل من الحرية ولانهم قالوا انهم سئموا” من الرئيس بشار الاسد.”

وبقدرة قادر التزوير قلب نيوف ماقاله الطبيب رأسا على عقب , ولم يكن المنقلب رأس الطبيب , وانما وجدان الصحفي نيوف  , الذي تحول مصنع للكذب والدجل .

منظمة “أطباء بدون حدود” تصر على ان موقفها الرسمي لم يتغير  منذ شهر شباط هذا العام والتقريرجاء تحت عنوان : الطب , سلاح القمع في سوريا , واليكم التقرير:

“منذ البداية، أي منذ أحد عشر شهراً، لم يُستثنى الأطفال من القمع في سوريا حيث قُتل 400 طفل من أصل أكثر من 7000 شهيد، بحسب احصاءات ناشطي لجان حقوق الانسان. ولكن آلة القمع الوحشية لنظام بشار الأسد لها خصوصية اخرى أقل شهرةً : ألا وهي استهداف الجرحى والمسعفين. تحول الطب الى سلاح حرب او بالأحرى سلاح للاضطهاد فأضحت ممارسة ممنهجة في سوريا- كما حصل في الشيشان والبوسنة ومؤخراً في البحرين- بحسب تصريح منظمة “أطباء بلا حدود” في بيان وتقرير صدرا مؤخراً في 8 شباط.تقول (ماري بيير آليي) – رئيسة المنظمة: “الجرحى والأطباء في سوريا مطاردون ومعرضون لخطر الاعتقال والتعذيب من قبل قوى الأمن”
بعد أشهرِ من الصمت, قررت المنظمات الفرنسية غير الحكومية كسر صمتها ، وبعد أن طال انتظارها للحصول على اذن للعمل في سوريا “منذ شهر أيار تم استدعاؤنا منقبل أطباء سوريين مقيمين في الخارج، للتاصل مع زملائهم في الداخل” تروي دنيا دخيلي مسؤولة الطوارئ في “أطباء بلا حدود”
دون أن ندعي الكمال فإن المقابلات التي اجرتها منظمة “أطباء بلا حدود” في الدول المجاورة لسوريا تظهر رغبة ممنهجة لقوى الأمن بمنع تقديم المساعدات والعناية الطبية للجرحى، ولملاحقتهم الى الأماكن التي يتم فيها اسعافهم واعتقال واضطهاد الأطباء الذين يرجح انهم يعملون مع مجموعات سرية.
فنتج عن ذلك نقص لدرجة كارثية، في الكادر الطبي وفي المواد الطبية في حين يبلغ عدد الجرحى المصابين بطلق ناري عشرات الآلاف وتبلغ حصيلة الموتى اليومية مائة شخص يومياً منذ ما يزيد على أسبوع.
الشهادات التي أجرتها منظمة “أطباء بلا حدود” مع الدول المجاورة (لبنان، الأردن وتركيا) حيث هرب المدنيون السوريون، تمت دون ذكر اسمائهم حفاظاً على سلامتهم.
المريض رقم 2 يلخص الوضع : “في سوريا لا يمكننا الذهاب الى المشافي، فهم يبترون الطرف المصاب او يأخذونا الى السجن، لقد اعتقلت مرتين ورأيت كيف يترك بعض السجناء حتى تتعفن جروحهم، ولم يتم نقلهم للمشفى، بل بعضهم توفي امامي في حين يتبول آخرين الدم بسبب النزيف الداخلي الذي يعانون منه.”
مقابلة مع مريض 2
تقدم كل المشافي الحكومية، مرغمةً، قائمة لممثلي قوى الأمن الموجودة فيها بهويات المرضى الذين تم قبولهم في المشفى وطبيعة جروحهم أو اصاباتهم.
“الهلال الأحمر مرتبط بالنظام وتسيطر وزارة الداخلية على بنك الدم”. تؤكد السيدة دخيلي من منظمة أطباء بلا حدود، “المشفى مكان خطر فقد يتم اعتقالك هناك، أو قد يرفضون تقديم العلاج او حتى قد يبتروا الاصابة.” كما يؤكد المصاب رقم 1، الذي جرحت يده، “في الحالة لطبيعية وفي أسوأ الاحتمالات قد يقطعوا اصبعاً او قد يقوموا ببساطة بتضميدها، ولكنهم بتروها من المعصم،(…) المشفى في دمشق ؟ لديهم كل ما يلزم وكان بإمكانهم معالجة يدي. ولكن الغريب أنهم قد بتروها.
مريض1
يؤكد المريض رقم 4 أنهم رفضوا علاجه لمدة 25 يوماً باستثناء الحقن في الوريد
مريض 4
والأسوأ، المريض رقم 5 الذي ارسل الى مقر التعذيب حيث فقد نصف يده. وتشرح السيدة دخيلي انها حصلت على شهادات عن مرضى كانو في وضع مستقر ولكن عائلاتهم وجدتهم في المشرحة في اليوم التالي.
وقد يحصل أن يتحول المشفى بذاته كمشفى حمص العسكري الى مقر للتحقيق والاستجواب من قبل المخابرات، أحياناً وبالتعاون مع الطاقم الطبي على العكس قد تتم معالجة اللمرضى وتزوير هويتهم وطبيعة جروحهم.
نتيجةً منطقية لهذه العقبات تم انشاء نظام طبابة سري وبالوسائل المتوفرة في متناول اليد، بالاضافة الى العيادات الخاصة، التي تتم مراقبتها على وجه خاص، يتم تجهيز المزارع او الأقبية او الكراجات او الحمامات ويتم تحويلها خلال أيام او ساعات الى عيادة حيث التجهيزات بدائية. يروي المريض رقم 3 كيف قام الممرض بخياطة جرحه بالابرة والخيط ودون أي مخدر.

http://www.dailymotion.com/video/xofq42_syrie-interview-du-patient-3_news&start=0

مريض 3
هذه العيادات المرتجلة يجب أن تنتقل كل حين وآخر خوفاً من يتم القبض عليها من قبل قوات الأمن. يقوم الناشطون بتوصيل الجرحى معصوبي الأعين، خوفاُ من أن بتم اختراقهم فالطاقم الطبي يشكل هدف مهم لقمع هذا ما يشرحه الطبيب 1 وهو جراح عام اضطر لمغادرة سوريا حيث كان معرضاً للاعتقال والتعذيب كما حصل مع العديد من زملائه. ويشير الى أن النقص في اجهزة الايكو (الماسح الضوئي) وطاولات العمليات والمنافس الاصطناعية وكذلك النقص في المعقمات ومواد التخدير وأكياس الدم والمضادات الحيوية ومثبتات الكسور الداخلية تكمل دنيا دخيلي.

http://www.dailymotion.com/video/xofqa2_syrie-interview-d-un-medecin-syrien_news&start=0

المعلوات الصحيحة عن تصريحات الطبيب  موجود في وكالة اأنباء الفرنسية  ASL  وباستطاعة  أي شخص الحصول عليها

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *