صحراء الفكر عند نارام سرجون , البدوية وجمال سليمان

من المعروف  على أن رجال السلطة  لا يستذوقون  معارضة  من هو  من فئتهم المذهبية , حيث  يحاول هؤلاء  تدمير  كل معارض  للسلطة من هذه الفئة   , لابل قد يصل الأمر  الى تصفيته جسديا(محمد الخير والكثير غيره ) , وبشكل عام فان عقوبة الاخونجي أرحم من عقوبة شخص ينتمي مذهبيا الى جماعة الرئيس  , وهذا حال الفنان جمال سليمان , حيث نال هذا الفنان  من المواقع المذهبية ..فينكس .. الجمل بما حمل..عربي برس ..الخ  من الركل  والقدح  والشتم  والسباب   ماطاب لهم وما ملكت يمينهم , وما اساطاعت حناجرهم  من قذف  أبشع الكلمات  بحق الفنان  , ومن تحت الزنار ,و أخيرا  استنجدت  فرقة الشتم  بالسرجون نارام , الذي يجيد السباب والشتم “بالفصحى “, وفي مقدمة  مقال الشتيمة  الذي كتبه , يدعي البوق  انه تلقى  العديد من الرسائل  التي طلبت منه  تعليقا على  ما يقوله الفنان , وهذا يؤكد  فرضية  البحث عن النجدة عند الشاتم بالفصحى  نارام سرجون  حيث قال  السرجون متدللا  متاكبرا  .. اكتفى  الشكسبير السوري بالاعتذار  بتهذيب  , لأنه لايتعاطى  مع صغيرات الأمور ..عملاق  الشتيمة لايتعاطى مع  الفنان جمال سليمان , لأن الفنان هو من “صغائر ” الأمور  حيث قال السرجون حرفيا :

“من المعروف تلقيت منذ فترة العديد من الرسائل التي تطلب تعليقا ورأيا في ما يقوله الفنان جمال سليمان .. واكتفيت بالاعتذار بتهذيب لأنني لاأتعاطى الشؤون الصغيرة ولاأكتب عن أبطال الاعلانات التجارية .. ومن جديد وصلتني عشرات الرسائل الأخرى ترسل المزيد من مقاطع لتصريحات جمال سليمان في الشأن السياسي السوري وتحرضني على ابداء الرأي بالرجل الذي كان يوما يثني على بطولة صدام حسين في محاضرة بعد سقوط بغداد عندما كان الحديث في سوق الاعلام هو مع صدام حسين رغم أن صدام ليس ديمقراطيا ولااصلاحيا حسب مايريد قوله جمال سليمان  الذي كان  يتحدث   وكانه  فولتير ..”

بدأ بطل الشتيمة  بتجريح الفنان  لأنه أيد صدام حسين بعد سقوط بغداد , ذلك لأن صدام حسين لايعرف الديموقراطية  ولا الاصلاح ,واذا كان تأييد ديكتاتور لايصلح رزيلة , فكيف هو الحال مع تأييد ديكتاتور يفسد  , وهنا كان على نارام سرجون أن ينظر في المرءاة  ليرى الوجه القبيح  في ذاته , صحيح ان صدام ديكتاتور  وفاسد  ومجنون , الا أن  هذا لايعني  الا ضرورة الثورة ضده من قبل الشعب العراقي , ولا يعني هذا  ضرورة  احتلال العراق من قبل بوش ,و من الممكن  هنا استنتاج تأييد السرجون للتدخل العسكري في العراق واحتلاله من قبل  أمريكا , الا أنه يعارض بشدة  التدخل الخارجي في سوريا  , ذلك لأن الأسد ديموقراطي ومصلح ..هذه هي  وصلة تهريجية بامتياز من قبل فنان الشتيمة نارام سرجون , الذي يتابع قائلا :
“ومن جديد أرجو من الجميع أن يتفهم وجهة نظري ..لاأريد التعليق على المقطع الذي يزج فيه جمال أنفه الطويل في قضية شائكة من على محطة أقل مايقال فيها أنها محطة للانحطاط الاخلاقي .. ومن يقف عليها فكأنما يقف على شفاه ابليس .. هو باختصار اعلان تجاري مثل اعلانات عن مطاعم او مسلسلات أو بقاليات أو حتى فوط أطفال أو معاجين الحلاقة التي قدمها لنا جمال يوما وكذب علينا لأنها أسوأ معاجين حلاقة ..”

هنا يعني الشاتم على أن موضوع الأسد معقد , بشكل لايسمح للفنان سليمان أن  يحشر أنفه به .. والمنبر الذي تكلم منه سليمان هو  منبر الانحطاط الأخلاقي ..هل يقول ذلك من في رأسه ربع عقل .. فجمال سليمان أولا مواطن سوري  , وثانيا   متعلم  وحائز على شهادات عديدة  وفنان  ..لماذا لايحق له حشر أنفه في الوضع السوري ؟ ثم عن المحطة والمنبر , هل يمكن لمحطة الدنيا استضافة الفنان  , وهل يمكن له  انتقاد السلطة من عن منبر الدنيا ,  والمنابر التي  تكلم جمال سليمان  منها تسمح بأي نقد  , وعند تصنيف المنابر  بشكل عادل   يجب علينا وضع منبر الدنيا في مصنف  المنابر اللاأخلاقية  المنحطة , اضافة الى ذلك  يجب التنويه الى أن  السلطة السورية منعت الفنان من دخول  البلاد , أي أنها سرقت وطنه , وفي حال دخوله سيتم اعتقاله , وعن الجنحة أو الجريمة التي قام بها جمال سليمان لانعرف شيئا  غير انتقاده لسياسة السلطة , وهل الدستور “البدعة” يجيز الاعتقال بسبب النقد ؟؟؟ وما هو معنى  “التعددية ” ؟ هل تعني التعددية  تعدد المصفقين  والمتملقين ,التعددية التي تقصدها السلطة غريبة عجيبة  , والأغرب  منها هو  الشاتم نارام سرجون .   الذي يتابع في مقاله بالقول :
“والرجل هو في النهاية ممثل وصنعته هي ارتداء الأزياء والأدوار والتلون وتقديم الاعلانات وهو مشهور بقفزاته البهلوانية في علاقاته الشخصية والاجتماعية الشهيرة .. وماقاله لايقنع الا من يشتري أفلام حرب النجوم واليوفو .. وأنا شخصيا لم ألمس ذلك الصدق في أحاسيسه ونصائحه لكنه دور جديد وشخصية مركبة في مسلسل الربيع العربي يريد هذا الرجل تجريبها وخوض مغامرة التمثيل فيها .. والمقطع لايستحق التعليق عليه ويكفيه اهانة للحرية أنه من على محطة نفطية .. والبطل جمال سليمان يتحداه أصغر طفل في سورية أن يظهر الآن ويقول كلمة واحدة عن الحرية والديمقراطية في السعودية وعن نظام الحكم القطري وموزة والقرضاوي .. الدعوة موجهة له من على تلفزيونات سورية ومن هذه الصفحة الوطنية اذا تعلل بأن هجومه على مستعمرات الخليج غير مسموح به من على الفضائيات العربية .. ولكن انا وأنتم والأطفال واصحاب معاجين الحلاقة مطمئنون أنه لايجرؤ على التفوه بكلمة واحدة .. ولايجرؤ قلبه الذي دلّكته له المذيعة بيديها الحنونتين أن يعترض على آل سعود ومذابحهم .. والا فقد عقوده في الاعلانات التجارية واعلانات البسكويت وفوط الأطفال.. ومعاجين الحلاقة.. انه البغاث الذي يستنسر عندما لايكون بين النسور بل بين الدجاج .. “

في برنامج  بانوراما  طردت مقدمة البرنامج السيدة منتهى  شريف شحادة , لأنها سألته عن الغرب , أجابها عن الشرق , والموضوع بسيط جدا , المواطن السوري جمال سليمان  ينتقد اسلوب الحكم , وهذا من حقه وواجبه , وما علاقة حقوق وواجبات جمال سليمان بالسعودية  ومستعمرات الخليج , انه ليس  مواطن سعودي  , ومزج  الوضع السوري مع الوضع الخليجي  ليس الا ذر للرماد في العيون,  وعدم وجود حرية في الخليج ليست مشكلة المواطن السوري , وعدم وجود حرية في الخليج لايبرر عدم وجود الحرية في سوريا , الأستاذ سرجون  سرجون يتابع :
“لايحق لأحد الاعتراض على رأي جمال في شأن بلاده فهو سوري وهذا حقه وله مطلق الحرية في الاختلاف .. لكن عندما يقول جمال سليمان كلمة حق في مستعمرات الخليج أو في نسبة الحرية في حكم أصحاب محطة العربية والجزيرة سأدعوكم لاحترام رأيه وسنسميه جمال الدين الأفغاني .. وسأطلب أيضا من قريبه الذي يعمل في أعمال البناء ان يعتذر منه لأنه شتمه بقسوة عندما سئل عنه .. فهذا البناء البسيط والفقير والذي التقيته في زيارة لأحد الأصدقاء في احدى قرى طرطوس (واذكر اسمها ساعون) كان يعمل عند صديقي والذي كان يستفز البنّاء الفقير بالقول ساخرا: سأوصي فيك الأستاذ “جمال” .. وعندها كان الرجل يدعو على جمال بالانتقام ويردد الدعاء عليه .. ولما عاتبته على تحقير فنان كان صاعدا قال لي: ياأستاذ أنت لاتعرف هذا الشخص الوصولي .. وهذا المتسلق .. عليك أن تعرف ماذا فعل بأهله وكيف غدر بهم .. وكيف تخلى عنهم وعاملهم بصلف واستعلاء .. لو عرفت لعذرت .. ولو عرفت لأدركت كم هو ضئيل وكم من الأخلاق لديه .. “

فالسرجون تنكر لمحاولة الفنان زج أنفه في الموضوع المعقد  , الا أن  اعترف بعد أسطر , بحمده تعالى ,  على أنه  حق لجمال سليمان في الاختلاف , أليس من الثرثرة القول  , ان هذا حقه , الذي  يوصله الى  الاعتقال  والى الطرد من البلاد , , أليس هذا تشنيع للغة  عنما يستعمل مخلوق مثل نارام سرجون كلمة “حق” ,  ما يقوله هو باطل  ومزيف وكاذب , الكاتب يتابع :
“لم أسأل أكثر لأن الرجل الفقير والذي غطى الغبار والاسمنت وجهه دمعت عيناه وهو يغالب غصة في حلقة ويهز رأسه.. وانصرف الى عمله يحمل أكياس الاسمنت وحاويات الرمل ويخلط بالرفش .. ولذلك أعتقد أن عليكم ألا تسألوني عن مثل .. جمال سليمان.. اسألوا قريبه الفقير البنّاء الذي لايزال يبني بيوت الناس في سورية فيما ثورجيو جمال يهدمون بيوت الناس .. وقد قال لي صديقي ان ذلك البنّاء الفقير -وهو من نفس القرية- أكثر نقاء وصفاء ووعيا ولذلك فانه لايزال يدعو للجيش العربي السوري بالنصر ويدعو على أهل الخليج وسكان محطة العربية وزوارها بالفناء .. فيما جمال يبني لأهل النفط اعلاناتهم التجارية .. وقصورهم .. ويشذب لهم اللحى المنفوشة التي تعشش فيها الأفاعي .. “

أين هي الفكرة  التي اراد شكسبير الشرق هنا طرحها , وما علاقة النقد السياسي بالاسمنت  والدعاء  بالفناء .. وهل قال السرجون في مقاله الذي   التقفه فينكس شيئا الا سرد الحكايات التافهة , ويتابع  المفكر سرجون  مستخلصا العبر والأحكام :

“هل عرفتم من يقف مع الدولة الوطنية؟ .. ومن يقف ضدها؟ من سأصدق في حرارة مشاعره البنّاء البائس الفقير الذي لم يتغير ولم يتلون أم فنان الاعلانات عن تمور السعودية .. وتمور القاعدة ..وتمور محمد بن عبد الوهاب “

هل هذا فكر يانارام سرجون ؟؟ وهل فاكرت جمال سليمان  أو أنك شتمته وشتمت الفكر أيضا ..انك “متصحر” عقليا !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *