عشرات الآلاف يتظاهرون ضد الأسد في مخيم اليرموك الفلسطيني

في تطور خطير، خرج عشرات الآلاف في مخيم اليرموك الفلسطيني القريب من العاصمة دمشق في مظاهرات مناهضة لنظام الأسد، وذلك خلال تشييع ضحايا المخيم من الفلسطينيين الذين سقطوا، أول من أمس، في اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن السورية والشبيحة وجماعة أحمد جبريل. وقام المشاركون في التشييع برفع أعلام الاستقلال (علم الثورة) في المخيم وطالبوا بإسقاط نظام الأسد، ورددوا شعارات مناهضة للأسد الأب والابن.

وقال ناشط في المخيم  إن الجيش الحر قام بحماية المظاهرة وإغلاق جميع الطرق بالإطارات المشتعلة، واستمرت المظاهرة لعدة ساعات وجابت شوارع المخيم أثناء «تشييع الشهيد يزن ناصر الخضراء الذي قضى بطلقتي قناص أصابتاه في رأسه يوم الجمعة». ولفت الناشط إلى أن القوات السورية حاصرت المخيم، وقامت بنشر مدرعات وحواجز على مداخله، مع نشر للقناصة وانتشار كثيف لقوات الأمن.

وجاءت مظاهرات يوم أمس ردا على مهاجمة قوات الأمن للمتظاهرين الذين خرجوا في مخيم اليرموك لنصرة بلدة التريمسة، وفي رد فعل على اختطاف 17 جنديا فلسطينيا من جيش التحرير الفلسطيني، من لاجئي مخيم باب النيرب في حلب، والعثور على جثث سبعة منهم مقتولين الأربعاء الماضي. وأثار انخراط الشباب الفلسطيني في الحراك الثوري مع السوريين ضد نظام الأسد كثيرا من الجدل، إذ يأتي على الضد من رغبة قيادات الفصائل الفلسطينية المقيمة في دمشق، لا سيما أن أحمد جبريل ظهر مؤخرا في تصريحات صحافية وأكد وقوف جبهة التحرير الفلسطينية (القيادة العامة) إلى جانب نظام بشار الأسد. وأتت المظاهرات الحاشدة خلال اليومين الماضيين لرفض تصريحات جبريل، ولتزيد التهاب المشهد السوري.

وكتب الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي على صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك» تعليقا غير مباشر على انخراط الفلسطينيين في مناهضة النظام «أصعب شيء أن يكون ببلدك ضيوف معززون مكرمون لأبعد حد.. وترى البعض منهم لا يحترمون أصول الضيافة.. يعني سوري معارض أو تائه أو مسلح.. أمر الله وحكم.. لكن الضيوف (بعضهم) يجب أن يلتزموا أصول الضيافة، وإذا عجزوا عن ذلك فليرحلوا لواحات الديمقراطية بالبلاد العربية».

وفي غضون ذلك، استكملت قوات الأمن السورية، أمس (السبت)، ما قال المراقبون الدوليون إنه «امتداد لعملية للقوات الجوية السورية» أوقع أكثر من 200 قتيل في التريمسة يوم الخميس و100 آخرين يوم أول من أمس الجمعة، لتكون آخر نتائجه يوم أمس السبت سقوط ما يزيد على 65 قتيلا، بحسب الهيئة العامة للثورة.

وقد تركزت عمليات القصف والاشتباكات بالأمس في ريف دمشق وحمص وإدلب مع اقتحام خربة غزالة في محافظة درعا.

وفي هذا الإطار، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مئات من جنود القوات النظامية اقتحموا بالدبابات وناقلات الجند المدرعة بلدة خربة غزالة وسط إطلاق رصاص كثيف، حيث بدأت حملة مداهمات واعتقالات في البلدة.

وأفاد الناشط بيان أحمد، من لجان التنسيق المحلية في خربة غزالة، بأن «قوات الأمن والشبيحة بدأت بعد توقف القصف باقتحام الحيين الغربي والشمالي للبلدة مع مداهمات وتفتيش وتكسير»، مشيرا إلى أنها «تحرق كل بيت خال من السكان».

ولفت إلى أن «قوات الأمن تدخل البلدة من دون مقاومة لأن عناصر (الجيش الحر) الذين كانوا فيها غادروها بشكل كامل»، لافتا إلى أن «الجرحى بالعشرات ولا يوجد إلا مواد إسعاف أولية».

وفي درعا أيضا، أفيد بقصف عشوائي من قبل قوات النظام باستخدام الطيران المروحي على بلدتي الغارية الغربية والغارية الشرقية، حسبما ذكرت شبكة «شام» الإخبارية التي أشارت أيضا إلى أن انفجارات هزت المنطقة يوم السبت.

وكشف العقيد فهد النعمة، قائد المجلس العسكري في درعا وريفها، أن «قوات الأمن السورية تقصف مناطق درعا بالقنابل العنقودية منذ أكثر من 3 أيام»، موضحا أن «الطائرات الحربية ترمي قنابل يصل وزنها لحدود الـ250 كلغ تنشطر ليخرج منها ما يزيد على 100 قنبلة عنقودية تصيب كل ما ومن هو في دائرة الـ500 متر من موقع سقوط القنبلة»

وأردف قائلا «لقد تم استخدام القنابل العنقودية المحرمة دوليا في الكرك الشرقي وفي خربة غزالة وغيرهما»، متحدثا عن انشقاقات بالأمس نتيجة رفض عدد من العناصر لاستخدام هذا النوع من القنابل”

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *