التركمان في قبضة التهميش!,

لاتكف اركان النظام الاعلامية  عن تكرار   ادعائها بأن الثورة  هي فوضى  , وفي أحسن الأحوال  عبارة عن  غوغائية اجرامية أصولية , الثورة هي ثورة الاخوان  , وما بقي من الشعب  مستريح  ومؤييد  وحر ويتمتع بالديموقراطية , ولا ير في السلطة أي شائبة  , لايوجد فساد , ولايوجد من ثورجي الا الاخونجي , مابقي من قطيع  الثيران السوري لايثور, ولا يطالب الا ببعض  التسهيلات الاستهلاكية  , وهو مع الاصلاح منذ أربعين عاما  وسيبقى دائما مع الاصلاح  , ومع الأسد الى الأبد ..هكذا يقولون !

ثم انهم يقولون أن التظاهرات”الخجولة” في بعض مناطق الدولة  كانت محاكاة من المتظاهرين لتظاهرات أخرى في العالم العربي ,ذلك لأن الوضع في سوريا لايستلزم التظاهر ولا يستلزم الاصلاح وبالتالي لاضرورة للثورة  , وذلك على الرغم من اعتراف النظام السوري  بالفساد, وعلى الرغم من الاعتراف باجرام المادة الثامنة  وكارثية خروقات القوانين من قبل الزمرة المنتسلطة , بالرغم من كل  ذلك لايجد اعوان الاعلام السوري السلطوي أي حاجة للتظاهر والاحتجاج  , الرئيس يصلح  ما أفسده الرئيس ..وماذا تريدون أكثر من ذلك ؟؟

يقولون ان التظاهر كان “خجولا” وبؤريا ومحدودا   ,  ثم يقولون أيضا على أن  اعظمية الشعب السوري شاركت في البدء بالتظاهرات  ..يساريون ..قوميون ..اكراد ..تركمان  ..مساجين سابقين .. ألخ , وبعد شهرين   انكفأت أغلبية المتظاهرين عن التظاهر , بسبب شعارات  لاتتناسب مع وطنية بعض التيارات ..مثل المسيحي ع بيروت , والعلوي ع التابوت , وقد سبق للبعض أن تحدوا  هذه الأبواق بخصوص  حقيقة هذا الشعار , الذي اخترعته السلطة , ولم تقدم الأبواق أي شريط مسجل لتظاهرت  رفع بها هذا الشعار .

تعترف اركان الدعاية  على ان من انسحب من التظاهرات , استمر في تأييده للحراك , واستمر بالادعاء على أن الثورة سلمية , وهنا أعجب من سذاجة البعض  , فلماذا يجب على الثورة أن تكون سلمية  في حين ان السلطة ليست سلمية , واذا تأخر تعسكر التظاهرات شهور , فان السلطة  بدأت  بالحل  العسكري  الأمني فورا وفي شهر آذار من العام الفائت , والعسكرة  لاتنقص من شرعية الثورة , لأن العسكرة   تمثل تطورا قد يكون مفروضا عليها, والسلطة هي التي فرضت على الحراك  موضوع التسلح , لأن  عسكرة المعارضة  تعني تفوق السلطة  العسكرية عليها , على الأقل في البداية .

اركان الاعلام  السلطوي قسمت  المعارضة  الى ثلاثة أقسام  , اولا ريف دمشق  , لأنه متعصب طائفيا , بسبب استفحال الجهل والأمية , أليس  استفحال الجهل  وانتشار الامية في بعض المناطق السورية دلالة على فشل السلطة في سياستها التعليمية ..هذا ان كانت هناك أي سياسة !!!.

الأركان تضيف و تقول ان من  أهم أسباب  انتشار التظاهر في ريف دمشق  هي  السياحة الجنسية , التي تقوم بها الوهابية في ريف دمشق , ولا اعرف ماهي علاقة بيع النساء للسعوديين مع   الثوار ,  ان في ذلك اتهام عملاق للنظام  , الذي لم يقو على منع  بيع السوريات الى السعوديين  , لقد  تحولت  البلاد الى سوق نخاسة  تحت  القيادة الحكيمة ,  انه فشل السلطة قبل أن يكون فشل  المواطنين  , من الذين وصل بهم ضيق الحال الى الحد الذي يجبرهم على بيع بنناتهم ..وصمة عار في جبين السلطة !.

أما الفئة الثانية فهي فئة الاخوان المسلمين  , الذين يلتقون مع الفئة الأولى في التطرف الديني , واركان الدعاية السلطوية تقول ان هؤلاء عملاء للسعودية كالفئة الأولى , والفئة  الثالثة  كانت بالنسبة لي مفجأة كبيرة  ,انها فئة التركمان   من ذوي الدم التركي  , واركان الدعاية السلطوية   تأسف  لالتزام التركمان بخيانة الوطن , والأبواق تقول ان  عنف  وتخريب التركمان يفوق عنف وتخريب الاخوان , ثم تقول الأبواق  على أن معظم مسلمي حمص هم اصلا تركمان ..الأتاسي  والعطري والأخرس ..ترك ..شامية  , ونصف سكان درعا  اصلا تركمان  ..عائلة الحمصي  , ثم سكان تل كلخ  وبعض القرى في جوار قلعة الحصن ,  وكامل سكان حماه هم من التركمان  .. عائلة العظم ..الكيلاني ..الشيشكلي والبرازي , وفي بانياس  كل المسلمين هم اصلا تركمان , ثم بعض القرى المجاورة لطرطوس , الحميدية مثلا , نسبة للسلطان عبد الحديد ..الخ , وفي اللاذقية مدينة الحفة  و البدروسية  وسلمى وبرج اسلام   وربيعية ..

الابواق حصرت  الثوار  بمخلفات السياحة الجنسية السعودية  في ريف  دمشق , وبالمتخلفين الأميين  من سكان ريف دمشق ,ثم بالاخوان المسلمين  , وأخيرا بالتركمان  , الذين يتجاوز عددهم  المليون ؟   وماذا عن بقية الشعب السوري ؟؟ هل هو مؤيد ؟؟

السلطة التي تنجح في  القيام بمهامها الوطنية  , هي سلطة  ستحظى بتأييد اغلبية الشعب , ولا فرق هنا بين سوريا  أو غيرها من الدول , السلطة الفاشلة المتفسخة العفنة  , هي سلطة يلفظها الشعب  , ولا فرق بين سوريا  أو غيرها من الدول , وعندما لاترحل السلطة  المتفسخة طوعا , وعندما  تتطاول هذه السلطة على القانون   وتنهب الوطن   وتدستر الرشوة والفساد  , يثور الشعب عليها  , والثورة  قد تتطور لتأخذ شكل العنف أو العسكرة أو غير ذلك , وشرعية  كامل أشكال الثورة , ان  كانت سلمية أو سلبية أو عسكرية  تنبثق من عدم شرعية السلطة الفاسدة , ولما كانت السلطة تعترف  بأنها فاسدة , فكيف تطلب هذه السلطة  تأييد ولو مواطن واحد من بين 23 مليون مواطن ؟

تطلب ذلك بحجج  مزيفة واهية  ..انها سلطة  فاشلة !,  الا أنها  سلطة تحمي الأقليات , سلطة فاشلة! , الا أنها تمانع وتقاوم  , ومن تقاوم السلطة وتمانع ؟؟ سؤال لاجواب عليه .

السلطة واعوانها تستخدم  أحط الأساليب من أجل  تفريق فئات الشعب عن بعضها البعض  وتمزيق وحدة الوطن ..فرق تسد !!, والآن  تستخدم  التهويش والتهميش ضد التركمان  , وذلك  ظنا منها على أنها بذلك تساعد نفسها بتأليب غيرهم عليهم كالأكراد مثلا , انها تلعب لعبة قذرة مأساوية .

كل هذه الأساليب معروفة  , وقد قام بها صدام سابقا  , والقذافي لاحقا  وعلي عبدالله صالح ..اين هم الآن ؟؟على مزبلة التاريخ  ,

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *