لم يعد للانحطاط الخلقي في فضائنا السياسي أهمية كبرى , ذلك لأننا في مواجهة انحطاط أعظم ..وصف ميسشيل كيلو بأنه كلب يفقد كل أهمية , عندما تكون المشاكل التي نحن بصددها تتعلق بحياة عشرات الألوف من البشر , أو بالأصح بوجود الوطن الذي ولدنا به , وبه نريد أن نعيش ونموت أيضا , لذا فانه بامكانك يا نزار نيوف أن تنفلت لسانيا وتشتم وتنتقص وتشوه وتصف الآخر بأنه عاهر وفاجر وخائن وسافل , الا أن تقول أنت ..وأنت بالذات على أن الآخر منحط اخلاقيا فهذا أمر يسلط الضوء على خلل كبير في مقدرتك العقلية , وهل يوجد من هو أكثر انحطاطا أخلاقيا منك ..اقرأ ماكتبت عن ميشيل كيلو مرة أخرى !.
المشكلة هنا هي التالية : الفئة الحاكمة والمستبدة في سوريا ترفض الغير كانسان , انها ترفض قتلاه كشهداء , الشهداء هم فقط من بضاعتها , ثم انها ترفض وجود أبطال عند الآخر , لأن البطولة حكرا عليها , وبناء عليه فلا يحق لميشيل كيلو القول على أن منفذي تفجير مكتب الأمن القومي هم مناضلين , لأنهم قتلوا من قتل أهلهم وقصف قريتهم , ليس لهم ولأقربائهم أي قيمة انسانية , انهم بعوض أو جراثيم أو جرذان , وقراهم هي وكر لقوافل الفئران , التخلص منهم هو عمل خير وبه بركة , وفي حال ترقيهم الى شكل المخلوقات البشرية فهم ارهابيين , وأين هو الضيم من تصفيتهم , لذا فانه ليس لهم الحق في الدفاع عن نفسهم , والدفاع عن النفس هنا هي بمثابة الدفاع النجس , وبذلك يرتكب السيد نيوف بمقولاته أفظع أشكال الاقصاء والعنصرية , وهو الذي يملي على الغير معاملته بالشكل اللائق بالحيوانات , لأنه فعلا حيوان مفترس .
قلع نيوف بسطار العسكر وارتدى جبة القاضي , ويريد محاكمة ميشيل كيلو , لأن كيلو ينتمي الى قطاع الطرق وزعماء العصابات الاجرامية , ولا يريد ,منعا لأي التباس ,محاكمة كيلو أمام القضاء السوري , لأنه على مايبدو لايوجد في سوريا قانون أو قضاء , وهذا ما تدل عليه سنين السجن والتعذيب والتشوية العضوي والنفسي , الذي ألم بالسيد نيوف خلال أكثر من عشرة سنين في الماخور , لذا يريد نيوف عرض القضية على القانون الأمريكي , دون أن يدري على أن الجهات الأمريكية , وحتى الأوروبية , قالت كلمتها بخصوص المذكورين من القتلى رحمهم الله , من الممنوع عليهم دخول أكثر من ستين دولة , وقد حجزت أموالهم وسرقاتهم , وفي حال تورطهم بالدخول الى الاتحاد الأوروبي (أكثر من 27 دولة ) ستقوم السلطات باعتقالهم وتصدريهم الى محكمة الجنايات الدولية , والسيد نيوف يعرف ذلك ويتمتع بحرية الضحية في أحدى ضواحي باريس , وميشيل كيلو موجود في فرنسا , ولم يعترضه أحد ,ولم يتهمه أحد يتهمه أحد بتهمة الاغتيال السياسي وممارسة الارهاب المنظم , فما السبب ؟ , وكيف يسمح نيوف لنفسه ممارسة هذا الخداع ؟ .
نيوف يحكم على الحكم السوري بالبراءة من قتل أي أنسان خلال الأزمة السورية سواء مباشرة أو مداورة عن طريق اعطاء الأوامر , وما معنى قول رئيس الجمهورية ..سنلاحقهم ونقتلهم ؟؟,. ثم أن نيوف يورد شهادة من وثيقة هربها منشق , وفيها عبارة تعبر عن العزم على التحقيق في اطلاق النار على المتظاهرين واحالة المرتكبين الى الجهات القضائية المختصة , وهل يقصد نيوف ماقال جديا , هل هذه العبارة تكفي للحكم بالبراءة ؟ ولماذا لم يقدم نيوف هذه الوثيقة الى مجلس حقوق الانسان , والى الحكومة الفرنسية التي يعيش حرا تحت قانونها , محاولة كهذه لاتغيب عن نباهة نيوف , الا أن نيوف هنا لايهتم بكل هذه الهوامش , لقد اصابه نوع من الذعر من الجيش الحر , والخوف على النظام ( نيوف يريد النظام بدون عدوه اللدود الأسد ) , الذي اذا بقي بدون الأسد فسيكون لنيوف , لأسباب مذهبية , شابورة كبيرة من البطيخة , حرب نيوف حربين بآن واحد واحدة ضد شخص الأسد وأخرى ضد معارضي النظام , وأفرح لو نجح , على الأقل بواحدة من هذه الحروب , التهاني سلفا يانيوف .
لم يجف حبر سطر نيوف الأخير , والذي استخدمه في عملية غسل الأيدي من كل ذنب …بريئ براءة بيلاطس من دم هذا الصديق ..حتى جاءت المفاجأة الكبرى , اذ اعترف نيوف كشاهد على أن هؤلاء جزء من سلطة أمعنت بنيوف تنكيلا واضطهادا على مدى سنوات طويلة , ومنهم (مثل هشام الاختيار ) من عذب هو شخصيا بيديه وقدميه -وليس عبر جلاديه- السيد نيوف حتى التشوه الجسدي , ثم يلتفت نيوف ناح السلطة حيث يقول عنها انها مافيا , صنعت المارتاديلا من لحوم البقر المجنون وسممت البشر ومنهم نيوف , ويستفيض في توصيف الفساد , الذي شارك به كيلو ؟ وتوصيفاته لاتخلو من ضربة على اليمين وركلة على اليسار ..الى حازم نهار والقواد عزمي بشارة , وغيرهم , حيث لم يبق من الشرفاء الا نيوف الوحيد الأوحد على المزبلة … ثم يختم بالقول .. هذه اخلاقنا ..وتلك أخلاقكم , وصدق نيوف في هذه العبارة