انظروا ..وانتظروا ..انها سوريا الأسد !

العنف يتزايد في سوريا  في ظل السياسيات  العائدة للسلطة والمعارضة  بفئاتها المختلفة  وكذلك للمجتمع الدولي بتناقضاته ,وكل  من هذه الفئات الرئيسية الثلاثة له اسباب  فشله في احراز تقدم  باتجاه  السلم  , فالمجتمع الدولي  منقسم , وأي عمل دولي فعال سيكون عسكري  , وسيكون مكلف  ,  ولماذا على أمريكا  مثلا تحمل نفقات  حملة تأديب  عسكرية بقيمة 100 بليون دولار من أجل سوريا  والديموقراطية السورية , في حين كون هذه المهمة هي مهمة الشعب السوري أصلا , كما ان من مهماته حماية ماله ورزقه من اللصوص, الذين سرقوا من الوطن  أكثر بكثير مما ستكلفه حملة التأديب, ومن اللصوص يجب التنويه أولا الى العائلة  والمقربين عضويا واجتماعيا  منها  ,  أما كان على الشعب السوري التصدي لهذه  السرقات قبل استفحاشها  ؟, وقبل ان تتمكن العائلة  بواسطتها من  تمويل فرق الشبيحة  , وقبل ان يتمكن رامي مخلوف من التبجح بخواصه الملائكية , حيث يقال على انه يقدم من ماله الخاص شهريا مليار دولار للسلطة , ومن أين له هذه المليارات  التي يعتبرها  مال خاص  له ؟؟, انها السرقات  من جيب الشعب السوري ,ولا يختلف   عاطف نجيب أو حسن مخلوف أو عائلة الأسد  أو  شاليش  وغيرهم  عن رامي مخلوف  من حيث اللصوصية  ومن  حيث  الملائكية الزائفة .

الوضع يشير الى أن الشعب السوري  لم يعد قادرا  على المدى القريب , ان يقوم بمبادرة حاسمة , حيث سيطرت السلطة العائلية   وتسيطر لحد الآن على كامل موارد المزرعة السورية , تستطيع تمويل الجيوش والمرتزقة والشبيحة  , تشتري السلاح بمال المزرعة , حيث بلغت المشتريات  في السنتين الماضيتين  أكثر من عشرة أضعاف السنين الخمسة من عام 2005 الى عام 2010 , وبلغ عدد طلقات الرصاص على الشعب السوري 40 مليار طلقة , في خين لم تطلق طلقة واحدة على اسرائيل طوال أربعين عاما , ازاء هذه الحالة  ستكون جهود الشعب السوري  مكلفة جدا , ولا أعرف مدى امكانية هذا الشعب أن يتحمل ضريبة الدم بهذا الشكل المتزايد   , السلطة بدورها غير آبهة  بموضوع الأخلاقيات  , وبموضوع  تهديم سوريا وتخريبها , همها الوحيد هو البقاء  ,  حتى بدون بقاء سوريا كدولة ..السلطة تنتقل عندها  الى زاوية أو اقليم سوري , حيث  تبني هناك اوكارها  وتمارس كارها المعتاد في الاستبداد والاستعباد , ومن يظن على أن أنطواء السلطة في مملكة  أصغر من كامل  سوريا  , سيؤمن  لشعب المملكة الجديدة  الرخاء والاسترخاء في حضن ديموقراطي حر , فسوف يصاب بخيبة الأمل , السارق يبقى سارق , والمستبد يبقى مستبد , وشجون شعب المملكة الجديد ستكون  أعظم من شجون  الشعب السوري  بكامله ,السلطة تحب الاستفراد , وسيكون استفرادها لشعب المملكة الجديدة  أقسى  من استفرادها لكامل الشعب السوري , والمستقبل  سيبرهن عن صحة هذا التقييم .

أفهم التردد الأمريكي  جدا , وأفهم التردد الأوروبي , وافهم  عدم الرغبة  في التورط  بالمستنقع السوري , وادرك على أن الغرب  يأخذ تهديدات الأسد بالسعي الى حرق الشرق  الأوسط في حال اجباره على الرحيل ,  وأفهم الانفلات التام للسلطة ورأسها ,ولا أعرف اذا كان هذا الانفلات  التام نتيجة لاعتبار الأسد فاقدا لأي شرعية , حيث أن فاقد الشرعية منفلت , وادرك تماما على  ان أي رئيس  يهدد  جهارا نهارا  باحداث كارثة  اقليمية وبشرية  من أجل الاحتفاظ بالكرسي , هو رئيس لايمكن التعامل معه , ولا يمكن التعامل مع سلطة تهدد باستخدام البيولوجي والكيماوي   في حرب أهلية( لاتوجد سابقة لذلك  الا في العراق , والعراق كان  في وضح حرب  داخلية وخارجية ) , مع العلم على أن ذلك ممنوع دوليا , وحتى ان من استخدم  هذه الأسلحة فعليا  لايعترف بذلك  اطلاتقا  (أمريكا)  , لأن الاعتراف سيقود الى الادانة قضائيا .

لقد أخطأ الشعب السوري في  طول انتظاره  وكبر صبره , حتى حدث الانفجار المدوي , وأصبح حل المشكلة  مكلف بشكل من الصعب تصوره  , حتى أن بعض المعارضون للسلطة , لايريدون دفع هذا الثمن المرتفع ,  ولو كلف ذلك تحمل السلطة , حتى يأتي نوع من الفرج الالهي .

ما ينطبق على الشعب  وتقاعسه  وتأخره وصبره  الغير محدود , ينطبق على المجتمع الدولي  , الذي يتردد ويتلكأ ,  فالخط  البياني  للعنف والتخريب يتجه  شاقوليا , واذا   لم يحدث تغير جذري في التفاعل داخليا وخارجيا  مع تطورات الأحداث , فستحدث فعلا كارثة  في المنطقة , وفي هذه الحالة  ليس الأسد هو الوحيد الذي يحرق   , وانما المجتمع الدولي ( لا أشير الى الشعب السوري , لأنه حقيقة ليس له حول ولا قوة ) سيكون شريكا له  في احداث الحريقة   , والفرق بين الحريقة التي يريد الأسد اضرام نارها , وبين الحريقة التي  ستضرم نارها من خلال الارتكاس القاصر من قبل المجتمع الدولي , سيكون زهيدا ..لايوجد  خراب أكبر من الخراب الكامل.

يرى نبيل العربي , على  ان العنف في سوريا لن ينتهي  مالم يصدر قرار  ملزم من مجلس الأمن  تحت البند السابع  , الذي يعطي تفويضا أو بالأحرى يرى الزاما  لاستخدام القوة  في حال عدم   الالتزام بمقرارات مجلس الأمن  ,التي ترى ايقاف العنف المتلازم مع انتقال السلطة  وتشكيل حكومة وطنية, ولا  خلاف مبدئي  نظري بين جميع الأطراف الدولية على هذه النقاط , الا أن الخلاف  هو فقط على  المستحقات الروسية  جيوسياسيا , فروسيا  تريد الحفاظ على قواعدها  شاء الشعب السوري أم ابى , وتعتقد جازمة  على أنها سوف لن تجد في سوريا من ينبطح امامها كما ينبطح الأسد , تأتي البوارج وتذهب  , ثم يأتي العسكر الروسي  , هنا محطة مراقبة وهناك   محطة رادار , وأكثر من مئة ألف روسي في البلد أكثرهم في القطاع العسكري , وليس نبيل العربي وحيدا في هذا التقييم , عنان يعرف ذلك  ,وقد عرف ان مهمة المراقبين ستفشل  ,  ويعرف على ان  نتائج  مؤتمر جينيف  ستكون أقل قيمة من الورق الذي كتبت  عليه , الا أن الخبيث عنان يريد  أن يبرهن للمجتمع الدولي  على أنه لاجدوى لأي شيئ , ماعدا البند السابع أو مثيلا له , والسلطة السورية تعرف أيضا  على أن أي تنفيذ لأي خطة دولية , ان كانت من قبل الأمم المتحدة أو الجامعة العربيه   ستمثل بداية لنهاية سريعة جدا للنظام , الذي لم يعد بالامكان انقاذه على المدى البعيد أو المتوسط ,النظام سيراوغ ويماطل من أجل اطالة عمره , وأين هو  الضرر  للنظام من  اطالة   عمره ؟ يقال ان    نزيف   دم   شعب    هو أمر   سيئ  للسلطة   التي   تحكمه   , ثرثرة …!,اننا في سوريا الأسد , وهل تدركون ماهي سوريا الأسد سوريا الأسد ؟؟,انظروا !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *