بعد كل انشقاق نسمع رواية مؤلمة عن المنشق , شريف شحادة قال على أن المنشق نواف الفارس هو نصاب مزمن وسارق للآثار وغير ذلك من الصفات المخجلة , وقد اعرب العديد من رجال السلطة عن فرحهم بانشقاق الفارس , وذلك لأنه نصاب من النوع الثقيل , وانشقاقه يعني تناقص عدد النصابين في السلطة , والقول نفسه كان بخصوص العميد مناف طلاس , اذ قيل على أن قائد اللواء 105 من الحرس الجمهوري هو بمثابة مراهق مزمن ونصاب كبير , وانشقاقه يعني تناقص عدد المراهقين والنصابين في السلطة , ولا أحد يقول على أن المدعو نواف الفارس والمدعو مناف طلاس هم من أشراف القوم , وأظن على أن نفس الديباجة ستطبق على كل منشق من الجنرالات والمارشالات في الجيش ..كلهم رمز الفساد , وما بقي من الجنرالات هم رمز الشرف , لذا فانه من المتوقع أن تصبح الأوضاع في البلاد جيدة بعد هروب الزبالة !
هل يمكن أخذ هذه الأقوال بمحمل الجد ؟ , وهل يمكن القول على أن المنشق هو نصاب , والغير منشق هو مواطن شريف , وحسب حسابات السلطة فان مابقي هم من الشرفاء …من رامي مخلوف الى رستم غزالة الى عاطف نجيب الى حسن مخلوف ..الى ..الخ .
اليس احترام عقل الآخر واجب اخلاقي ؟وهل يمكن أن يكون احتقار عقل الآخر أكثر فداحة ؟ ولماذا تتم عملية التنظيف بهذا الشكل ؟ أليس من واجب السلطة ابعاد هؤلاء الزبالة ومحاكمتهم قبل الانشقاق ؟ وكيف يتم تعيين سفير لسوريا في العراق بهذه المواصفات ,؟ ثم كيف يتم ترفيع مناف طلاس بهذا الشكل الشاقولي الى رتبة عميد وقائد للحرس الجمهوري وهو بتلك الصفات ؟؟
احترموا المواطن , المواطن يستطيع التفكير والتحليل , ولا تمر عليه هذه الحيل الساذجة , انشقاق السفراء والجنرالات وغيرهم هو نتيجة طبيعية للانشقاق الذي حصل في الوطن , عندما تطلب من مجند أن يطلق النار على أخيه أو جاره شينشق , خاصة عندما تكون عواقب الامتناع عن اطلاق النار الشنق أو الاعدام الميداني .
انشقاق البعض ليس سببا للمشكلة التي يعاني منها الوطن , وانما نتيجة للمشكلة الاقصائية الفئوية الطائفية التي يعاني منها الوطن , الاقصائية والفئوية الطائفية لم تسقط من السماء ولم تنبت في الأرض , وانما احتلقتها السلطة كسلاح لحماية الذات , السحر انقلب على الساحر , وحماية الذات انقلبت الى تدمير الذات