حتى مراسيم الدفن ممتعثرة في بلادنا , فقد تجمع العديد من الشابات والشباب يوم أمس الأول بالقرب من كنيسة في القصاع لحضور القداس على روح الفنان باسل شحادة , الذي سقط في مدينة حمص قتيلا وهو يقوم بعمله في التصوير والتوثيق لما حدث ويحدث في المدينة المنكوبة . ويقال على أن الأمن أغلق كافة الطرق المؤدية الى الكنسية بينما كانت عناصر “الشبيحة ” المسلحة بالعصي ترابط أمام الكنيسة وفي الشوارع الجانبية , ذلك لمنع التجمع أمام باب الكنيسة الذي رفض الكاهن فتحه ..الله أمر باغلاق باب الله !!.
بالرغم من ذلك تمكن حوالي مئة شابة وشاب من التجمع أمام الكنيسة وبدؤا ينشدون ..ابانا الذي في السموات ..الخ , وعندما انتهوا طلبت شابة قراءة الفاتحة , فقرؤا معها الفاتحة وجلس الجميع أمام الكنيسة يرددون النشيد السوري وسط جمهرة من رجال الأمن والشبيحة , التي رددت في هذه المناسبة شعار “الله سوريا بشار وبس ” , المشيعون بدؤا بأغنية “موطني ” والشبيحة أجابت بشعار “شبيحة للأبد لعيونك يا أسد ” , ثم جرت محاولة من الأمن لفك الاعتصام الذي قامت به الشبيبة , مبررين ذلك بأن وجود الشبيبة يستفز الشبيحة , والأمن يريد حماية الشبيبة من الشبيحة , ولم تنجح هذه الحماية , اذ بدأ الشبيحة هجومهم على المعتصمين بعد حوالي نصف ساعة , مما اجبر الشبيبة على الهروب في الشوارع الجانبية , وقد تمكنت الشبيحة من اعتقال أربعة منهم .
الشبيبة حاولت الذهاب الى بيت الفقيد الواقع بالقرب من الكنيسة لتقديم التعازي , فما كان من الأمن الا أن منعهم من ذلك واعتقل خمسة منهم .ومن الجدير بالذكر على أن الأمن منع نقل جثمان القتيل الى دمشق , حيث تم دفنه في مدينة حمص بعد اقامة قداس على روحه في كنيسة “أم الزنار” في حمص .
ماذا يمكن أن يكون وقع هذه الممارسات على الشبيبة وعلى الانسان بشكل عام ؟؟. لايمكن لانسان مهما كان اتجاهه السياسي أن يؤيد اعمالا من هذا النوع , واذا كان الاصلاح يعني السماح للشبيحة والأمن بالتصرف كما تصرفوا , فهذا ليس اصلاح , وانما تطوير الفساد الى فساد أعظم ..”اصلاح” من هذا النوع يجب أن يتوقف , وكان له أن لايحدث .
فيا حضرة الشبيح , ويا حضرة رجال الأمن ..اليس من العار التصرف كما تصرفتم ؟هل تدافعون عن الوطن ؟ أو انكم تدفعون الوطن الى هاوية الكره ؟؟ وهل يمت تصرفكم الى أدنى حد من التحضر ؟ وهل تصرفكم قانوني ؟ وهل من الممنوع في دولة حولتوها الى دولة الرعب دفن الموتى ؟