لما يحدث في السودان اليوم العديد من الجوانب المهمة , منها تعبير حراك السودان عن تشابه أسباب ثورات الربيع العربي , وكذلك تشابه تطوراته وأساليبه , وتشابه اساليب القمع السلطوية في البلاد العربية , وما حدث في السودان هذه الأيام هو نسخة طبق الأصل عن أحداث سوريا في أيام آذار الأخيرة من عام 2011, هناك احتجاجات في مناطق عدة , واعتقالات للعديد من المواطنين المتظاهرين ثم تعذيب المعتقلين , ومن جهة أخرى خروج قوافل السيارات التي تحمل صور البشير ..حيث التذمير والهتاف بحياة القائد , وما يخص المواقع الاليكترونية فقد حجبت السلطة السوداتنية العديد منها مثل “حريات السودان ” .
في مناطق أخرى حاصر المتظاهرون مباني الحكومة , حيث استخدمت القوى الأمنية قنابل الغاز المسيل للدموع ,وعمدت الى طرد مراسلي الفضائيات التحريضية , وأصدرت أحزاب معارضة بيانات أدانت فيها ممارسات قوى الأمن , ومن هذه الأحزاب حزب الأمة .
مايجدر ذكره هو التالي , في السودان توجد أحزاب لها كيانات معروفة , وحركة المعارضة في السودان أكثر تنظيما من شبيهها السوري , والحياة السياسية في السودان لاتمت الا الممارسات الديموقراطية بصلة , الا أنها أكثر تطورا وانفراجا من الحياة السياسية السورية , واذا احتاجت سووريا 50 سنة لتصل الى مرحلة مصر في عهد حسني مبارك , فانها بحاجة الى 25 سنة لتصل الى حالة السودان في عهد البشير ,
الثورة أطلقت تعميما طالبة من المتظاهرين رفع شعار واحد هو اسقاط الحكومة والمتناع عن رفع الشعارات الحزبية والالتزام بخط الوطنية والشعب , ثم دعوة الشرطة والجيش للوقوف في صف الثوار وعدم التعرض للمعتصمين السلميين.
في هذه الأثناء قامت السلطة بقطعخدمة الانترنت , وكارتكاس على ذلك تشكلت لجان القراصنة الاليكترونية , التي تمكنت من اختراق العديد من المواقع الحكومية .. يوم 30-6-2012 هو يوم الاعتصام في السودان , ومن الملاحظ على أن مطالبي الثوار تقتصر بمعظمها لحد الآن على مطلب اسقاط الحكومة ..والقليل منها يطالب باسقاط النظام
لاتوجد فروق اساسية بين مايحدث الآن في السودان وما حدث في سوريا في البداية حيث يمكن القول على أن بداية ثورة السودان هي نسخة طبق الأصل عن بداية الثورات الأخرى , ولا أحد يعرف كيف ستتنطور الأحداث , الا اني أظن على أن البشير أكثر ذكاء وخبرة من غيره ..وقد يرحل قبل أن تتطور الأمور الى حرب أهلية ..لكن الى أين ؟؟ السجن في محكمة الجنايات الدولية في انتظاره !