حقائق مرة

ادانة جديدة !,مجلس حقوق الانسان  أدان النظام السوري  بارتكاب قواته  الانتهاكات الجنسية  والعدامات  والعنف  الجنسي  , وسجل المجلس ارتفاع  وتيرة العنف  في الأشهر السابقة ,  وتقرير لجنة التحقيق  الدولية  يؤكد “الاشتباه”  بأن الجيش السوري  والمتطوعين , أي الشبيحة ,  ارتكبت  العديد من عمليات القتل  في بلدة الحولة  , وقد قال المحققوق  على أنهم غير قادرين  في الوقت البراهن  على تحديد  هوية  الجناة   في الحولة  بشكل مؤكد , التقرير قال اضافة الى ذلك  انه توجد اعدامات  في شتى انحاء البلاد  على نحو مثير للقلق .

استبعد  كبير المحقيقين (باولو بيتيرو) أن يكون المعارضون المسلحون   هم الذين نفذوا مجزرة الحولة , وذلك بقصد تأجيج الصراع ومعاقبة مؤيدي الحكومة حيث إنه من الصعب عليهم الوصول إلى أماكن الجريمة.

التقرير قال أيضا  على أن عمليات القتل  بدأت بأن  تأخذ  منحا طائفيا ,  ثم ان حقوق الانسان تتدهور بسرعة وشدة , حيث ذكر التقرير بعمليات الاغتصاب الجماعية , التي تمارسها القوات النظامية , وأكد التقرير  استخدام المروحيات القتالية والمدفعية  في قصف أحياء بكاملها  وذلك بالرغم من وجود مراقبين دوليين  , كما حصل في العديد من المناطق ..دير الزور ..حلب ..ادلب ..الخ .

التقرير أكدد أيضا  سقوط قتلى على يد  المجموعات المسلحة  , التي تستخدم بشكل متزايد  عبوات ناسفة  بدائية الصنع  (صنع محلي ),  وقد هدد مندوب سوريا بمجلس حقوق الإنسان قبل انسحابه بعدم تعاون حكومته مع المجلس ومقاطعته، وقال إن بلاده وقعت مع الأمم المتحدة خطة لتقديم مساعدات إنسانية لم يصل منها سوى 25%, بعد التهديد   انسحب ممثل السلطة السورية  من جلسات المجلس , معلنا مقاطعة سوريا لهذا المجلس .

وهل لممثل سوريا الا أن ينسحب ؟ اذ أن الخيار الآخر هو تقبله للادانة  , وكيف له  قبول ذلك ؟

المفارقة هنا  تتمثل  في غربة سوريا المتزايدة عن قرارات المجتمع الدولي  , وعدم امثالها  لقرارات لجان  وافقت عليها من خلال اعترافها بالمجلس , اللجان هي  كالقاضي  , ومن يعترف بالقاضي , عليه الاعتراف   بحكم هذا القاضي , اما أن يتم الاعتراف بالقاضي , وعدم الاعتراف بأحكامه , فهذا أمر  غير مسبوق الا من اسرائيل .

اذا كانت “الوحشية ” هي التي  اهلكت الوطن , فهل ترقى وحشية  المجموعات المسلحة وحشية السلطة , التي تمثل دولة ملزمة بالتقيد بالأعراف الدولية , وهل يعقل أن تكون فيالق جيش نظامي  أكثر  بربرية من العصابات المسلحة , واذا كان الأمر كذلك , فكيف يمكن تسمية هذا الجيش النظامي ؟ وهل نظلم هذا الجيش عندما نقول  على أنه عصابة مسلحة ؟؟؟ النقد جيد بشكل عام  وضروري , والنقد الذاتي هو من أنبل  وأنفع اشكال النقد , ولا يمكن للنقد الذاتي أن يتم الا بعد  الاعتراف بالحقية , والحقيقة السورية مرة !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *