اذا لم تكن هناك ثورة , وهناك فقط عصابات مسلحة , فيبدو على أن السلطة الحكيمة والمدعومة من 100% من الشعب حسب نتائج استفتاء الرئاسة, لم تستطع بعد 16 شهرا من القضاء على العصابات المسلحة وذلك بالرغم من زيادة التأييد للرئاسة والنظام, ليصل التأييد والدعم الشعبي وغيره حسب تقديري الى 139,50% من الشعب السوري ,ولا عجب من نسبة كهذه عند اعلام النظام الرائد في الصدق وفي علم الحساب والنسب ,اذ أن هناك أمور فوق كونية في التأييد لايستطيع جاهل ككاتب هذه السطور ادراكها , الملائكة مثلا مؤيدة وليست مسجلة في سجلات النفوس عند مأمور النفوس, ثم هناك مواطنين بصوتين أو أكثر (حسب رزمة الأصوات التي تلقى في الصندوق ), لذا لاعجب من نسب كهذه في بلاد النهب .
العصابات المسلحة تسيطر الآن على مساحات كبيرة من الأرض السورية , واذا سلمنا بكل شيئ يقوله النظام حول العصابات المسلحة واجرامها , واذا اخذنا بعين الاعتبار عدد الشهداء بشكل عام ,الذي يتجاوز الآن 20000 سوري , فيجب القول ان المجتمع السوري هو مجتمع عصابات بامتياز, ولا يعرف مجتمع في العالم ارتشاحا بالعصابات كما هوالحال مع ارتشاح المجتمع السوري بهذه العصابات , وكلنا يعرف على أن النظام يسيطر على البلاد سيطرة مبرمة , فشعبيا أكثر من 100% وراء الرئيس , ثم هناك الجيش أيضا وراء الرئيس , والأمن والمخابرات والمخبرين والأزلام وحتى الله مع الرئيس والشيخ البوطي والسجانبن وشبيبة الثورة وحزب البعث العربي الاشتراكي بملاييته الثلاثة المناضلة اليقظة , وشرفاء الوطن من خالد العبود الى طالب ابراهيم الى نارام سرجون (علي جمالو أو المربي اللواء الدكتور بهجت سليمان ) وحتى الملائكة وراء النظام مثل الملاك رامي مخلوف , وكل هذا الحشد والجمهرة والقوة والشرف والوطنية اضافة الى لافروف وبوتين وأحمدي نجاد وديموقراطيوا الصين وسيد المقاومة ..الخ , ولا تزال المعارك حامية بين عصابات الشر من جهة وبين كل هذا الخير من جهة أخرى ..لاغالب ولا مغلوب !, ونظرا لهذه الحالة اليس من المعقول الشك في رواية النظام وليس من المعقول الشك بنظرية العصابات المسلحة ؟
النظام مشرف على تربية الناس منذ أكثر من أربعين عاما تربية ثورية حسب مبادئ ثورة الثامن من آذار المجيدة , فيبدو على أنه فشل في هذه التربية فشلا ذريعا , وكمية ارتشاح المجتمع بالعصابات المسلحة هو البرهان على ذلك , والفشل في التربية لايقتصر على ذلك , فالرئيس يقول , وما يقوله هو حقيقة , على أنه يكفي اعطاء العاطل عن العمل أو المراهق الفي ليرة سورية حتى يحمل رايته التي كتب عليها “الشعب يريد اسقاط النظام ” واحد..واحد الشعب السوري واحد ,,الخ, وهذا العاطل عن العمل أو المراهق يعرف تمام المعرفة انه من الممكن أن يعود لأهله جثة هامدة , ومن الممكن تقطيع جثته أو سجنه وتعذيبه حتى الموت ..كل ذلك من أجل ألفي ليرة سورية ..شيئ لايصدق , فالى هنا بلغت الحاجة عند المواطن . يبيع وطنه من أجل ألفي ليرة سوري أو قنينة غاز أوخمسة باكيتات مته أم 15 علبة مارلبورو, وهؤلاء كثرة ,والعياز بالله ! حوالي 30% من مجمل الشعب السوري لم يبلغ من العمر 18 عاما , وأصلا لايوجد الآن من يعمل والعطالة شبه 100% , الكل منشغل الآن باطلاق الرصاص , ولا يعلو صوت فوق صوت الرصاص ,والشعب سينتصر ولو اندثر !
كيف يمكن للشعب السوري أن يصبح فقيرا بهذا الشكل ؟ مع العلم على أن رامي مخلوف وخمسين غيره من التجار وضعوا كل امكانياتهم المادية تحت تصرف النظام , والمواطن الحمار مثلي يسأل عن سبب هذا الكرم الحاتمي من قبل التجار ومنهم الملاك رامي مخلوف , هل هي الوطنية التي انفجرت في قلوب هؤلاء او ان الكرم “مجازي” يقال على انهم فعلوا ذلك كمساهمة في تقوية المشاعر القومية عند الشعب , ولماذا هذه التقوية والشعب ملتف من صغيره الى كبيره حول النظام الحكيم وقائده الأبدي ؟, لا أعرف تفسيرا لهذه الظاهرة , وليس من الضروري أن يعرف الحمار كل شيئ , هناك القيادة والثقة المطلقة بما تقول وتفعل , اني مواطن مثالي , والحمرنة هي المثالية في هذا الوطن , لالزوم لتفصيلات اضافية , خليها على ربك !