من يقف تحت سقف الوطن ؟

في خطابه أمام مجلس الشعب السوري الجديد قال الرئيس : “إن البعض يطرح في نفس هذا الإطار ومنذ بداية الأزمة أن الرئيس يجب أن يكون لكل الشعب ، وأنا أقول : كي أكون دقيقاً ، إن الرئيس هو لكل من يقف تحت سقف الوطن والدستور والقانون ، وإلا ساويت بين العميل والوطني ، وبين الضحية والجلاد ، وبين الفاسد والشريف ، وبين من يخرِّب وبين من يبني ” .

لاشك بجمال الكلام , الا أن الجمال لايكفي  , وانما يجب البحث الحثيث عن المضامين , فالرئيس هو رئيس الكل  ماعدا  من لايقف تحت سقف الوطن  والدستور والقانون , ولنركز على كلمة  الدستور والقانون  ,  وهنا ينتابني الكثير من الدهشة والعجب , فالرئيس يبدوا  وكأنه ليس رئيس نفسه ولا رئيس مؤيديه ولا رئيس حزب البعث وليس رئيسا وقائدا عاما لحماة الديار , لماذا ؟

لأن أول من داس القانون  بنعل حذائه هو الرئيس شخصيا   ,وقد افتتح , كما يقال  بدويا ,”ولايته” برفسة قوية  للدستور والقانون  , وذلك بتعديل  السن  الضروري للرئاسة , ناهيكم عن الكثير من الأمور الصغيرة والكبيرة ,منها مثلا نتائج الاستفتاء ,التي لايمكن لعقل بشري  هضمها  .. المخلوق البشري , الذي ينال 99% من الأصوات في استفتاء   ولد في سوريا ..بلد العجائب والمصائب , ثم عن النمو  الأسطوري لمؤسسة الفساد , ولم يكن لهذه المؤسسة أن تنمو بهذا الشكل لولاخروقات فاضحة للدستور والقانون تحت سمع وبصر الرئيس , ورئيس الجمهورية  هو المسؤول عن البلاد  وعن  تطبيق القانون والدستور بها ,  فموضوع الترقية الى فريق  هو أمر غير دستوري أو قانوني , وترقية الأخ والصهر  وغيرهم   الى عميد أو لواء هو خرق فاضح للقانون والأعراف العسكرية ,  وهل يمكن القول على أن السرقات  هي تطبيق واحترام للدستور ؟؟, وكيف يمكن لشخص  أمي مثل جميل الأسد أن  يتبرج بلقب “الدكتور” , اضافة الى تجميعه لثروة  يقال على  أنها  بلغت الخمسة مليارات دولار, وكيف يسمح لشخص  مثل  معد محمد  أن يتبرج بلقب حامل لماجستير في العلوم السياسية ( معد محمد يقول , ان الشهادة هي هدية من الرئيس ) , ومن أين أتت مليارات  رستم غزالة  ومليارات  اياد غزال وشهادة الدكتوراه لرستم غزالة  , وكذلك   للواء بهجت سليمان  , ومن أين جاء اللواء بهجت سليمان  بالمليارات   وكذلك  علي دوبا  والأولوف المؤلفة من   المبتزين السارقين الممتهنين  خرق القانون  ودعسه بالبوط العسكري , كل هذا واضافة له ماحدث في الشهور الأخيرة من قتل  وتشريد وسجن واعتقال  وتعذيب وفضائح  لايتسع المجال لذكرها ,  والخلاصة هي  التالبية : هل احترم المواطن بشار حافظ الأسد القانون والدستور ؟ واذا كان الجواب   نعم , اعتذر  عما قلت , واذا كان الجواب بالنفي  فعلى الرئيس الاعتذار  وترك الكرسي لمن هو أكثر جدارة  بالوقوف تحت سقف الوطن  والدستور والقانون .

الرئيس لايريد أن يساوي بين العميل والوطني , وهذه فكرة جيدة ,  وليقل لنا الرئيس  من هو العميل ؟ , لقد اطلق هذا اللقب على كل من لايتملق للسلطة , وكانت  محبوسيات من عارض السلطة  عملاقة  , من ثماني سنوات مع الأشغال الشاقة وما فوق , لأن  المقالة تتضارب  مع اهداف الثورة ,  ,وأي ثورة  هذه ؟,انها ثورة الثامن  آذار !,واذا كان الدستور حقا يعاقب كاتب مقالة بالسجن  ثماني سنوات  وما فوق   لتضارب المقالة  مع أهاف ثورة الثامن من آذار , فسأكون  من الرافضين للسقف الدستوري الرئاسي ,  وبذلك أتحول الى عميل .

لايريد  الرئيس مساواة  الضحية مع الجلاد , وهذا هو أمر في منتهى الحضارية والانسانية ,  ولكن  يجدر هنا السؤال عن هوية الضحية  وهوية الجلاد , القتيل هو بدون أي شك ضحية , والقاتل هو  بدون شك الجلاد , ماهو اسم القتيل  في سوريا   , ومن يقتل في سوريا منذ أكثر من أربعين عاما ؟؟لله در هذه الرئاسة !

ينتقل الرئيس الى نقطة أكثر أهمية , وهي نقطة الشرف والفساد , أي أن الفساد هو النقيض للشرف  , والسؤال الذي لم يتفضل الرئيس بالاجابة عليه   هو , من يفسد ؟؟ وقد تحدث الرئيس عن ضرورة مكافحة الفساد , فمن هم الفاسدين  ؟؟هل كاتب هذه السطور هو المفسدة والفاسد , أو أن السلطة التي يترأسها هي نبع ومنبع الفساد , وهل رجال السلطة والسلطة بكاملها  ليست شريفة  , وماذا عن شرف رئيس هذه السلطة ..أسئلة تدمي القلب ..تؤلم وتوجع  فالى أين وصلنا ياسيادة الرئيس  ؟؟

عن التخريب والبناء  وعدم المزج بين المخرب والذي يبني ! , فسوف أصمت ,  وبالتالي امارس الأصعب من لغة الكلام , الصمت هو  أفضل جواب على الكثير من الأسئلة , واذا تألفت الحكمة من عشرة أجزاء  , فتسعة منها  الصمت , والعاشرة قلة الكلام  هكذا قال علي ابن أبي طالب   ومعه حق 100%

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *