عراعرة في كل الطوائف ومن كل الأصناف !

لاجدوى من “تلطيف” الكارثة  التي تعصف بالوجود السوري , الكارثة تأخذ الآن ابعادا طائفية واضحة جدا ,  المسلحون يحاولون استقطاب الداعمين    لهم “سنيا” والنظام يحاول  استقطاب الداعمين له “علويا”  , أي أن الحرب الأهلية  تطورت الى كارثة اقتتال طائفي مميت  ,فالطائفية  لاتعرف اطلاقا  التفاهم , ولا حلول الوسط , والطائفية تلغي العقل , وتصر على الغاء الآخر , هناك العرعور  ومن يعرعر معه  , وهناك على الجانب الآخر أيضا عراعير بالجملة  , ولا يفترق  الكلام التهييجي الطائفي  في تسميمه للأجواء , ان كان منمقا  أو فاجرا أو بدائيا  أو فصيحا أو عاميا ..السم واحد , والمتسمم هو الوطن .

لاحاجة لتشريح الثور الهمجي  العرعور فكريا , لأنه لايوج عنده فكر لتشريحه    ,  الا أن هناك من يظن على أنه أرقى من العرعور , هم  عراعرة بالفصحى  , وليس لي هنا  اصدار القوائم  الشخصية بالعراعرة من كافة الأطراف , الا أن كافة الأطراف  الطائفية  مشبعة بالعراعرة , ولا أستثني أحد ,  فبعض رجال الدين المسيحي , ليسوا أقل اجرامية طائفية من راسبوتين ,  والطائفة السنية  تعرف الكثير من الشياطين  الذين يشيطنون الآخرين , والطائفة العلوية  لاتشذ عن القاعدة .

السيد باسم خزام  كتب عن “شسيطنة العلويين  كمقدمة  لارتكاب  مجازر ضدهم ” ,  مقدما الأمثلة  التوضيحية عن الثأر  والقتل الطائفي , حيث يقتل” العلوي بسبب انتمائه الطائفي “, ولا يكاد ينتهي من هذه العبارة ليقول  ..لاتخلوا  مدينة أو طائفة في سوريا من قتلى الثأر الطائفي ,  كيف يستقيم  استهداف الطائفة العلوية   حصرا , مع استهداف  كل الطوائف  الأخرى  , وفي كل المدن السورية ؟ لايستقيم الجزء الأول مع الثاني  , والكاتب هو من  يعرعر  طائفيا بالفصحى , ومن أفظع   وأدمى عرعراته كان التالي , قال: رجال من الطوائف الأخرى يمارسون  خطف المدنيين من العلويين  , في حين أن العلويين لايخطفون أحد ,  أي بكلمة أخرى هناك  مراتب تتعلق بالطائفة , هناك طائفة الهمج , وهناك طائفة الحضر ,وقد غاب عن نباهة الكاتب  على ان الممارسة الطائفية لاتقتصر على شتم الآخر من طائفة أخرى والحاق الأذى المادي والمعنوي به , وانما تشمل أيضا  التأكيد على  سموطائفته على طائفة أخرى ,فالعلويون لايخطفون أحد !!, الشياطين  هم الآخرين في حين ان الملائكة حصرا بالعلويين , هذه ممارسة طائفية بامتياز , فوقية أحد  هي ترجمة لدونية  الآخر ..انها الطائفية التي يهاجمها الكاتب  , ثم يمارسها ..بالفصحى !!, والعرعور لايدعي غير ذلك  بصياغة عامية !.

لايكتفي  السيد خزام بما سبق , وانما يستمر باصرار على النهج الطائفي , حيث يقول  ,  هتفت الثورة الطائفية  ضد العلويين منذ أول يوم , أولا يعتبر خزام الثورة منذ أول يوم طائفية ,  وهذا خطأ , وثانيا يقول انها منذ أول يوم ضد الطائفة العلوية , وهذا خطأ أيضا , ثم يقول  ان كل مافعلته  في الأشهر اللاحقة  لم يكن الا ترسيخ  للعلوي  كمجرم  أو موالي  أو صامت   أو مجوسي , وفجأة يتحدث عن المعارضة التي تصمت أزاء هذا التشنيع , , وهنا يفصل الكاتب بين الثورة  الممارسة للطائفية , وبين المعارضة الصامتة تجاه  منكرات الثورة الطائفية , وهذا الفصل في منتهى  اللئم  والتفاهة  , فالمعارضة قامت بالثورة بكامل أطيافها ..طيف سلمي ..طيف عسكري ..طيف مابين بين ..طيف مجرم ..وطيف  انتهازي .. وطيف طائفي ..الخ , وكل هذه الأطياف نجدها  عند الطرف الآخر , فهناك الطيف الطائفي , وهناك المسالم ,  الا أن الطيف الطاغي  سلطويا هو طيف الحل الأمني -الطائفي , الذي  به يتمثل  القتل والخطف والتمثيل بالجثث  وممارسات الشبيحة , التي لالزوم لشرحها تفصيليا ,  وعلى الكاتب الذي يلمح الى الاغتصابات  التعرف على تقارير لجان حقوق الانسان  وعلى  تقارير منظمة العفو الدولية وتقارير الصليب الأحمر  ومجلس الأمن والجامعة العربية  والجمعية العامة للأمم المتحدة , حيث يتحدث الجميع عن ممارسات  وصلت الى شكل الاجرام بحق الانساتنية , والكاتب الذي  يمتعض   من محاولة افراغ حي الزهرة  في حمص , عليه القاء نظرة على  بابا عمرو والشياح والخالدية  وغيرهم , الا يؤذي  عينيه  منظر  هذه الأحياء  وغيرها , المسكونة الآن من الخراب والغربان ..

الطائفي لايهتم الا بطائفته , وهذا هو العلف  الذي تقتات منه الطائفية , التي يمارسها  الكاتب بجدارة غير مسبوقة .  اللاطائفي هو الانسان   الذي لايفرق بين مصيبته ومصيبة غيره , والألم  والجوع والقتل أصاب الجميع , والفاعل هو الطائفي  من أي جهة كان , حيث لايوجد نبلاء  بين الطائفيين , الذين بنتمون الى كافة الطوائف .

الكاتب يغالط عندما يقول  على أن السلطة لاتهتم كثيرا بالعلويين , ثم يقول على انها  لاتتدخل لانقاذهم الا كغيرهم من  المواطنين السوريين , وهل على السلطة أن تهتم بالعلويين أكثر من اهتمامها  بغيرهم ؟؟مع أن السلطة حقيقة تهتم بالعلويين أكثر من اهتمامها  ببقية البشر , وهل لي الآن نشر الثياب القذرة ؟ هل لي بالسؤال عن تشكيلة الجيش طائفيا  , وهل من المعقول ان يكون بين أكبر 90 ضابط في الجيش 83 علوي , ونصف هؤلاء  من عائلة الأسد  والمقربين منها (عضويا) , وانهام البعض للسلطة على انها  مرتبطة بالطائفة هو اتهام  صحيح , وهذا هو حقيقة السبب الرئيسي  للتطور باتجاه المزيد من الطائفية , وهذا هو السبب لنقمة  كثير من المواطنين على السلطة , هذا هو أحد أسباب اللاأخلاقية التي  ينتقدها لكاتب   , وهذا هو سبب التفسخ الاجتماعي  الذي يشكو الكاتب منه .

بالرغم من ” تحيز ” السلطة ضد العلويين !, كما يقول الكاتب , صمت العلوييون  لفترة طويلة  أزاء  التشويه والظلم  والاستهداف  وتفاقم الخسائر  وعدم كفاءة  السلطة في وقف قتل ابنائهم !!!, كما يدعي السيد خزام !!!, حمل ذلك  بعض الغوغاء من العلويين لمحاولة الحصول  على السلاح , على الرغم من تعذر ذلك !!!, الا يغالط السيد الكاتب بشدة , الا يعرف الكاتنب على أن  السلطة وزعت السلاح على كافة أفراد الطائفة العلوية , والعجب  انه لم يكن له نصيب  بروسية أو غير ذلك , الا أن ألسيد خزام يستجحش القارئ !,  والسيد خزام مريض بمرض سلطوي ,  هل يظن السيد خزام على أن المواطن السوري مسطول   أو  معاق عقليا ؟ لكي يصدق مايقوله طائفي  من نوعية السيد خزام , تبا لك أيها المراوغ ! تقول ان الوطن ذاهب الى الخراب , حقا انه ذاهب الى الخراب , لأن القيم عليه  هو العرعور العلوي الى جانب العرعور السني ..ماذا ننتظر من العراعرة سوى الخراب ؟.

ينتقل الأستاذ باسم  خزام الى  توقعاته  ..حيث يقول   “محرضا” , ستحدث  المجازر بحق العلويين  دون ريب !, وسيحدث التقسيم   الذي ترفضه الغالبية العلوية  وغالبية  السوريين الآخرين , ونظرا لهذا الرفض العلوي للتقسيم ..لابد من  ارتكاب  مجازر فظيعة  بحق العلويين  خصوصا في مناطق التماس الطائفي , ولا أعرف ماذا يقصد “بمناطق التماس الطائفي”   وهل يوجد “عزل طائفي “, ليكون هناك “تماس طائفي ” ؟ولماذا “المجازر  ضد من لايريد التقسيم ؟؟؟الروابط التي يخترعها السيد خزام   تعصو على فهمي …
حبذا لو  امتثل الكاتنب لرغبه الداخلية بعدم الكتابة  ..حيث قال  انه لايرغب في توجيه كلامه لأحد  , الا أنه فعل ذلك الآن من أجل راحة ضميره ..اذ  قال ختاميا “أكتبه  هكذا في الهواء !!” فعلا كتب  ماكتبه  هكذا في الهواء !

لابد من كلمة  ختامية كرد على عبارة قالها المدعو خزام  في سياق مقاله ..”المجازر  أصبحت مقبولة  من غالبية المعارضة السورية “,  خسئت ياسيد خزام , المجازر  مرفوضة من غالبية المعارضة السورية , ومن يقوم بها هم  الطائفيون من كافة المواقع , وعندما تتغير السلطة  , ويبدأ المجتمع بالبناء الديموقراطي  , سوف لن تكون هناك  مجازر طائفية , الديموقراطية تلغي الطائفية  , وبدون طائفية لاتوجد مجازر طائفية ..اطمئن !!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *