السلطة السورية تقول ان خطاب عنان غير متوازن , والجعفري يقول بما معناه على أن عنان غير متزن وقد سمح له الجعفري أن يفعل مايشاء لأنه لايخجل أو كما قال حرفيا لايستحي .
وسبب تدهور اتزان عنان هو ماقاله بخصوص نقاطه الستة , اذ قال انها لاتطبق من البند الأول الى البند السادس , وقد حذر عنان من تطور الأحداث في سوريا باتجاه الكارثة , ثم حذر من انتشار العنف , وطالب القيام بما يقود الى تطبيق خطته, لأن سوريا تشهد تصعيدا للأزمة وتصاعدا للعنف , وتزداد البلاد انقساما , وما الغير متوازن والغير متزن في كلامه؟
عنان حذر من عواقب عدم تطبيق الخطة , التي تنكرت لها السلطة البسورية من أول بند الى البند السداس , وسياسة التنكر والانكار يمارها مندوب سوريا للأمم المتحدة السيد الجعفري , حيث قال الجعفري على أن مسؤولية قتل الأبرياء تقع على الغير, وأضاف أن الدول التي تحتضن الارهابيين وتسهل جرائمهم في سورية هي شريكة في سفك دم كل السوريين., ولا أظن على أن ديبلوماسيا يعير هذا الهراء أي قيمة , مسؤولية قتل الأبرياء هي مسؤولية السلطة والحكومة السورية .
الجعفري استخدم اضافة الى ذلك اسلوبا لطيفا جدا وكاذبا جدا , اذ قال ان الحكومة السورية نفذت كل المطلوب منها في خطة عنان وهي مستعدة لإكمال ذلك وأبوابها مفتوحة لكل من يريد حواراً جاداً وإصلاحاً حقيقياً وهي مستعدة لبدء حوار جدي وليس لديها مشكلة مع المعارضة الرافضة للتدخل الخارجي, والحكومة تمد يد المصالحة الوطنية لكل القوى السياسية التي لم تتلطخ ايديها بالدماء للوصول إلى بر الأمان الذي ننشده جميعا. وهل يمكن لانسان أن يصدق ماقاله الجعفري بخصوص التطبيق الكامل لكل ماطلب من الحكومة ؟
الجعفري قال ان الحكومة مستعدة لاستقبال لجنة تحقيق دولية …طبعا بشروط , الا أن الجعفري هو الذي رفض للجنة من منظمة حقوق الانسان بدخول سوريا , وذلك عن طريق المتحدث باسم وزارة الخارجية ..
هناك الكثير من النواقص في سوريا , ومن النواقص المهمة تمثيل خارجي ذو معرفة وخبرة , فلا وزير الخارجية على مستوى القضية ولا الجعفري ولا ممثل سوريا في مصر والجامعة العربية , الذي يجيد الشتم أكثر من اجادته لأي شيئ آخر , من ناحية أخرى فانه من الصعب على تمثيل ديبلوماسي ذو خبرة ومعرفة , ان يتعامل مع متاهات الحال السوري , حيث لاقرار الا لصاحب القرار وحيث تنعدم القواعد العلمية للعملية السياسية الداخلية والخارجية .
شكرا ياعلي على الاتزان والتوازن في سطورك , وما يخص القسم الأخير , فبودي القول على انه لو وجد طاقم خبير وفهمان في الادارة السياسية , لما حدثت تلك الصعوبات مع مؤسسات المجتمع الدولي , ولما اقتصر التعامل مع هذه المؤسسات على ممارسات لايقبلها العقل , ولا تصدر عن سياسي في رأسه عقل , ومنظر الجعفري وهو يحاول بوسيلة ما انقاذ شيئ ما يثير الشفقة عليه , من الصعب الدفاع عن الذي يريد الجعفري الدفاع عنه