من الحل الى الاستحالة

مهمة كل سلطة  سياسية هي  التقدم بالبلاد عن طريق  تقديم الحلول   اامشاكل التي تتعرض اليها البلاد , وقد تعرضت البلاد الى مشاكل كثيرة  في السنين السابقة , ومن الطبيغي القول , على أن الغالبية العظمى  من مشاكل  البلاد هي من منبغ داخلي , ولا شك بوجود منابغ خارحية للمشاكل , شأن سوريا هو شأن أي  أي دولة أخرى .

المشاكل السورية  تطورت بشكل   معيب , ولم يعد هناك تناسب بين المحلول   من المشاكل  , وبين انتاج مشاكل أخرى , لذا حدث التراكم  والاحتقان وبعده الانفجار  , وهاهي سوريا تنفجر وتفجر  ثم تتلاشى  وأخيرا ستفشل في  رسالتها كدولة  , ومن لايرى ذلك بهذا الشكل الدراماتيكي هو اما مصاب   بالتفاؤل المرضي أو بعمى البصر والبصيرة  , أو انه يرى مستقبل سوريا الطبيعي في التقسيم , وذلك انطلاقا من  النظرية التي تقول باستحالة  الحياة المشتركة بين أطياف الشعب  السوري . لذا يجب  تأسيس دول  أكثر تجانسا , حيث يبقى الرئيس رئيسا  في دويلة أصغر  , ومن يريد أن يصبح رئيسا فليكن له ذلك في دويلة أصغر , وهكذا تتحقق  آمال الأشخاص  ’  وشأن الوطن الأكبر يصبح مجرد حديث للتاريخ في المستقبل …لقد كانت هناك دولة اسمها سوريا ..الخ

التطور  الفئوي ليس وليد أمس  , وانما وليد العقود  الأخيرة , حيث بدأ كل شيئ   بعملية مزدوجة  قوامها  الاقصاء  والانتفاء , حيث ثم انتقاء  أفراد  من مذهبية معينة لمجالات  الأمن  والحيش والشرطة والجمارك , واقصاء الآحرين عن هذه المجالات  ,  وفي كل مؤسسة  تمت غملية الانتقاء والاقصاء   بشكل لايسمح الا بالقول  على أن البلاد مقسمة   عمليا بفعل الانتقاء والاقصاء   حيث لم يبق الا التقسيم الرسمي, والتطورات الأخيرة  ليست الا ضرورة من ضرورات  هذا  التقسيم , انها المخاض  الضروري قبل الولادة.

عودة الى  مهمات سلطة تحكم البلاد بشكل مطلق , حيث كانت قرارات  السلطة  مطلقة أيضا  , وبالتالي  فان مسؤوليتها مطلقة  كاملة شاملة , ولا يوجد في سوريا مايوجد في بلدان أخرى من مشاركة المعارضة في صنع القرار, القرار رئاسي بحت , ولا يوجد رئيس   يملك من الصلاحيات مايملكه الرئيس السوري ,  وبالرغنم من ذلك   وصلت البلاد الىى حالة الفقر المدقع  , حيث تدخل الصليب الأحمر  لاطعام  الملايين من الجياع السورين , ومن هؤلاء السوريين هاجر قسم كبير الى الخارج , أما التهجير الداخلي  فيبلغ لحد الآن مليوني سوري , أقسام عديدة وكبيرة من الوطن انسلخت عن المركزية  , وبالرغم من كل ذلك فالسلطة تصر على  البقاء  , أما على الحل , فان اصرارها أقل بكثير.  البقاء هو أولا وأخيرا  ..بدون حل أو مع حل .

وقد توفرت للسلطة مناسبات عدة   ومن الوقت مايكفي  لكي تنجزحلولا تخفف من التأزم  , وللأسف كان  الدستور الجديد من أكبر انجازاتها  , حيث دستر هذا الدستور  استسلام  الجمهورية للرئيس الذي  أصبح مطلق الصلاحيات ,  ومطلق صلاحيات الشخص   هو ترجمة لانقراض المؤسسات  , وبالتالي تواجد سوريا  بشكل عام في مرحلة  ماقبل الدولة  , وهذا ما أجج التأزم , أما الانتخابات  فكانت أشنع من   الدستور الجديد   وبالتالي  زادت هذه الانتخابات  المزورة “بنيويا” من حدة التأزم , اذ كيف يمكن  سؤال شعب عن ارادته  , في حين لايستطيع هذا الشعب , وللعديدمن الأسباب ,  التعبير عن هذه الارادة؟.

لقد كانت الحلول ممكنة  وكانت هناك عدة امكانيات   للحل  , الا أن هذه  الامكانيات تآكلت  , ولم يبق مايستحق الذكر ,  وهذا يعني   استحالة الحل  , وبالتالي  ترجمة لانحلال الدولة السورية واندثارها .

 

 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *